روايه القرار المتهور
البارت الثاني عشر
نظر لها مازن بضحك، قائلا
"ما بكِ، ندي تشتاقين لقربي الي هذا الحد".
نظرت له ندي، ثم نظرت إلي الفستان الذي كانت ترتديه، ثم هتفت بهدوء
" كلا، أنني فقط صُدمت من حديثك هذا، لم أتخيل ذلك ابدا".
اقترب منها مازن بابتسامه، قائلا بهدوء
" ندي، انا فقط اريدك ان لا تخجلي مني، وان تعتادي علي مكوثاً في منزل واحداً بعد الان".
اؤمت له ندي بهدوء وحزن تحاول جاهده أن لا تظهره؛ حتي لا يقوم مازن باستغلال ذلك لصالحه، ثم هتفت بجمود، قائله
"لا بأس مازن، انا سوف اعتاد أيضاً علي ذلك، لا تقلق من شأني انت".
اؤما لها مازن بهدوء، ثم أجاب
" انا سوف انم علي الاريكه، لا استطيع ان أجلس في مكاناً اخر غير الغرفه اليوم، أنتِ تعلمين اليوم زيجتنا".
اؤمت له ندي بحسره، ثم ذهبت لكي تدلف الي المراحض، تبدل ثيابها، ثم تمسك مازن بيديها مانعاً أياها من الدلوف الي المراحض، قائلا
" انظري الي، ندي".
حاولت ندي جاهده أن لا تظهر حزنها والدموع التي تترقق في عيونها قاصده النزول، ثم منعتها ندي واستدارت الي مازن، قائله بهدوء
" ما بك، مازن"
اقترب منها مازن بحنان، ثم قبل جبينها بحب اخوي شديد، ثم أردف
" أتمني أن لا تنزعجي مني ابدا، انا لا استطيع رؤيه الحزن في عيونك ابدا".
نظرت له ندي بخجل وصدمه أيضاً من فعلته هذه، وهي لا تستطيع أن تحدد إذا كان يُحبها ام لا يُحبها؛ ولكنها تتيقن من مشاعرها تجاهه، أنها تحبه وتعشقه بشده لا مثيل لها، ثم اردفت
"لا بأس مازن، ليس زواجنا لمده يوماً واحداً بل الي باقي العمر، أليس كذلك".
نظر لها مازن مطولاً في حيره، هل سوف يستمر زواجهم الي الأبد، ام سوف يفترقان الي الأبد قريباً، ثم أجاب بهدوء
"أجل ندي، سوف تتزوج الي الأبد".
نظرت له ندي بابتسامه عاذبه، ثم هتفت
"انا سوف اذهب الي المراحض الان، اريد أن أبدل ثيابي".
اؤما لها مازن بابتسامه، ثم دلفت ندي الي المراحض وقامت بارتداء منامه حريريه باللون الازرق، ثم انسدل شعرها الطويل كما هو مُنذ الصغر علي كتفاها وظهرها، ثم جلست علي الفراش بهدوء، ثم دلف مازن الي الغرفه بعدما أبدل ثيابه هو الآخر، ونظر الي ندي بابتسامه واعجاب من منامتها التي تظهر جسدها النحيل قليلاً، ثم نظر إلي شعرها المنسدل علي جسدها بدلال، ثم هتف وهو يغمض عيونه بضيق من أفكاره هذه، قائلا
"أتمني لكِ أحلاماً سعيده، ندي".
أجابت ندي بابتسامه، قائله
" وانا أيضاً، مازن".
وذهب مازن الي الاريكه بهدوء، ورقد عليها بضيق شديد، فهو لم يعتاد علي الاريكه ابدا، بينما ندي اخذت تدفن وجهها في الوساده وهي تتخيل مازن يرقد بجوارها، وتشم رائحته في الفراش؛ وترقرقت الدموع في عيونها لتخيلها أن زواجهم لن يصبح فعلياً مدي الحياه، ثم غفت بتعب من تفكيرها طويلاً.
في قصر عائله ندي
جلست امل علي الفراش بغضب، قائله
"ما هذا الهراء الذي حدث اليوم، تستطيع التوضيح لي".
نظر لها حسين بملل، ثم هتف
"انا لا اعلم اي شيئاً، امل لقد قام بكل هذا يحيي وانا تفاجئت مثلكما أيضاً".
نظرت له امل بشك، ثم هتفت
" انا لا اصدق كل هذا، حسين".
قام حسين من علي الفراش بضيق، ثم دلف الي المراحض، قائلا
"اللعنه، امل لا يوجد غيري تقومين بازعاجي دائما".
قامت امل بضيق، قائله
" انا من افعل ذلك، حسين كيف تذهب ابنتنا الي قصر زوجها في ليله الخطبه وعقد القران يكونان سوياً ما هذا الهراء، لا استطيع ان افهم ما حدث اليوم".
خرج حسين من المراحض بعدما أبدل ثيابه، قائلا
"حبيبتي، فقط اهدائي، ندي ابنتكِ سعدت بهذه المفاجاه بشده، وان لم تكن تريد ذلك، كنت سوف امنعها من الذهاب معه للتو؛ ولكن ندي كانت سعيده بذلك القرار، لا تنزعجي إذن يا ام العروس".
نظرت له امل بابتسامه، قائله
" سوف اشتاق الي ندي بشده، حسين".
نظر لها حسين بحزن، قائلا
" وانا أيضاً، امل سوف نذهب إليهم في الصباح".
اؤمت له امل بابتسامه، ثم غفت في قلق وهي تخاف علي ابنتها من حياتها الزوجيه الجديده مع مازن.
في قصر عائله مازن
جاء كريم الي القصر من أجل العمل، وظل واقفاً في الحديقه وهو ينظر إلي شرفه اروي حبيبته، ويتذكر ليله امس عندما كانت تقف أمامه بفستانها الذي أثر قلبه بشده، فهو يريد أن يدخلها في أعماقه، يريد أن تبقي في حياته دائما ولا ترحل ابدا، يريد أن يتزوج منها؛ ولكن ليس كل ما نتمناه يحدث، إذن، ثم وجد باب الشرفه يفتح بهدوء؛ حتي ظهرت اروي من خلف باب شرفتها وهي تنظر إلي الأسفل في الحديقه؛ حتي وجدت كريم ينظر إليها، فقد خجلت بشده، فهي دائما تفيق من نومها وتنظر الي الحديقه، ولم يأتي كريم مبكراً الي العمل، إذن لماذا اتي اليوم مبكراً، ثم عدلت من ثيابها ومشطت شعرها، ثم نزلت إليه في الحديقه، ووجدت الجميع مازال يغفوا، فقد جلسوا طويلاً ليله امس ولم يغفون في الموعد، ثم هتفت بابتسامه
"صباح الخير، كريم".
نظر لها كريم بابتسامه وحب، قائلا
"انا سعيد لانني اول من رأت عينك في هذا اليوم".
نظرت له اروي بخجل، ثم اردفت
" وانا سعيده لرؤيتك أيضاً".
نظر لها كريم بابتسامه، قائلا
" تظنين سوف اصل إلي ما اريد".
عقدت اروي جبينها باستغراب، ثم اجابت
" لا ادري؛ ولكن من يظل وراء أحلامه سوف يصل لا محاله".
نظر لها كريم بابتسامه، قائلا بتساؤل
" ومَن يري أحلامه كل يوم، ماذا يفعل"؟!
أجابت اروي باستغراب، قائله
" مَن هي احلامك، إذن".
اقترب منها كريم بخبث، قائلا
"احلامي، من الصعب علي أن أقل لها ذلك، لا اريد أن تعلمي من هي احلامي، تعلمي لماذا"؟!
نظرت له اروي برفع حاجب، هاتفه
" لماذا"؟!
أجاب كريم بهدوء، قائلا
" تعلمت طوال حياتي أن الاحلام الذي أقل لها للآخرين يفعلونها وانا لن اصل لها ابداً".
نظرت له اروي بحزن، قائله بشفقه
" ماذا، كيف يحدث ذلك"؟!
جلس كريم علي أحدي المقاعد في الحديقه، ثم هتف
"عندما كنت صغيراً، كنت احلم بأحلام مختلفه ودائما لا أصل لها، لأنني كنت أظل اهاتف الي أحداً عن احلامي هذه، ودائما كان يذهب هو ويجلب احلامي وانا واقفاً ممسك القدمين".
نظرت له اروي بحزن، قائله
" يا حرام، لقد حزنت من اجلك، كريم".
نظر لها كريم بابتسامه، فهي فتاه جميله للغايه، لا يوجد مثلها في هذه الحياه، إذا اضاعها مثل أحلامه الأخري سوف يحزن عليها كثيراً، وليس مجرد حزناً، من المحتمل أن يفقد روحه أيضاً من أجلها، ثم اردف
"انا لا استطيع التفريط في حلمي الجديد هذا، سوف افعل ما بوسعي؛ حتي اصل له في يوماً من الأيام".
نظرت له اروي بابتسامه، قائله
"اريد أن أعرف ما هو حلمك، من الممكن أن استطيع مساعدتك، كريم".
هز كريم رأسه نافياً، ثم هتف
"لا اريد ان اتحدث عنه للتو، من الممكن أن اخبركِ به ولكن في وقت لاحق ليس الان".
اؤمت له اروي بابتسامه، ثم هتفت
"كما تريد، لا اريد ان اضغط عليك في هذا الحديث الان".
نظر لها كريم بابتسامه، ثم أجاب
"كنتِ تشبهين الملائكه في ليله امس، اظن انكِ اجمل من العروس".
نظرت له اروي بضيق، قائله
" لا، العروس كانت اجمل بالطبع، أنها صديقتي المقربه ولا اريد التحدث عنها انها قبيحه، هكذا".
نظر لها كريم بابتسامه، قائلا بضحك
"انا لم اقل أنها قبيحه؛ ولكن أقل انكِ اجمل من اي فتاه في العالم".
نظرت له اروي بابتسامه وخجل، قائله
" شكراً لك، كريم".
قام كريم من مقعده، قائلا
"أظن أننا تحدثنا كثيراً، من الممكن أحداً يرانا، مثلما فعل مازن في ليله امس".
هزت اروي رأسها بنفي، قائله
"لا تقلق بشأن ذلك، الجميع نائماً"
اؤما لها كريم بابتسامه وحب، ثم نظرت له اروي بتساؤل، قائله
"لماذا اتيت مبكراً، كريم"؟!
نظر لها كريم بتوتر، فهو لا يعلم بماذا يخبرها، هل يخبرها أنه اتي من أجلها ام ماذا، اللعنه عليك كريم، كيف تتخلص من هذا المأزق، ثم نظر لها بابتسامه عندما أتت له فكره، ثم هتفت
"لقد استقيظت من نومي مبكراً، ولم اجد اي شيئاً لأقوم بفعله، فجئت الي هنا، هل لديكِ اي مانع اروي".
هزت اروي رأسها بنفي وتسرع، قائله
" يا رجل ماذا تقول انت، انا أتمني أن أراك دائما هنا".
نظر لها كريم باستغراب، ثم هتفت اروي بخجل وتوتر، قائله
" لم اقصد شيئاً، فقد اريد أن تكون هنا من أجل العمل فقط".
انفجر كريم ضاحكاً عليها، ثم أردف
"لن أسألك اروي، لما هذا التوتر والقلق إذن".
نظرت له اروي بابتسامه، ثم قامت من مقعدها، قائله
" انا سوف اذهب الي غرفتي الان، هل تريد شيئاً".
هز كريم رأسه نافياً، ثم أجاب
" لا اريد شيئاً سوي سلامتك عزيزتي".
نظرت له اروي بابتسامه وخجل، ثم غادرت من أمامه بتوتر وقلق، ودلفت الي بهو القصر مره ثانيه، قائله
" الي اللقاء، لاحقاً".
عندما دلفت اروي الي بهو القصر، وجدت والداتها تجلس برفقه والداها علي مائده الطعام، ثم هتفت والداتها باستغراب
" اروي، هل لم تغفي مُنذ الامس".
هزت اروي رأسها بنفي، قائله
" لا امي، أنني استقيظت للتو فقط".
ثم استعمت الي صوت عربه في الخارج، ثم هتف يحيي بابتسامه، قائلا
"من المؤكد أن هذه عربه حسين وامل، لم يغفوا مُنذ الامس".
أجابت دعاء بابتسامه، قائله
" أنا أشعر بها بشده، فهي ام من الأساس لا تطيق أن تبتعد عنها ابنتها".
نظرت لها اروي بابتسامه، قائله
" سوف اذهب الي غرفه اخي وندي؛ لكي يقابلون عمي حسين وخاله امل".
اجاب يحيي برفض، قائلا
" لا تفعلين ذلك اروي، اتركيهم كي يفيقون بمفردهم".
اؤمت له اروي بتفهم، ثم استمعوا الي صوت الحقائب علي الدرج، ثم نظروا الي الصوت باستغراب، ثم وجدوا مازن يدرج الدرجات بهدوء، ثم هتفت دعاء بحزن، قائله
" لا داعي للمغادره ابني، ابقي معانا هنا".
هز مازن رأسه نافياً، ثم هتف
" لا استطيع امي، إذا تركت ندي قصر عائلتها، يجب علي أيضاً أن أغادر القصر هنا، واعيش معها في قصر بعيداً عن هنا".
اؤما له يحيي بابتسامه، ثم هتف
"حسناً ابني، اين ندي الان"؟!
هتف مازن بابتسامه، قائلا
"هي اتيه الان، فقط ترتدي ملابسها".
اؤما له يحيي، بينما دلف حسين وأمل بلهفه، ثم هتفت امل، قائله بلهفه
" اين ابنتي"؟!
نظرت لها دعاء بابتسامه، قائله
"لا تقلقي امل، انها بخير وسوف تأتي للتو".
اؤمت لها أمل بقلق، ثم هتف حسين بابتسامه، قائلا
"كيفك يا صاحب المفاجأت"؟!
نظر له يحيي بابتسامه، قائلا
" اظن أن مفاجأتي أعجبتك بشده، حسين"
نظر له حسين بضحك، قائلا
"اعجبتني فقط، لا تقل هذا يا رجل، لقد سعدت بشده".
نظرت له دعاء بابتسامه، قائله
" أنا سعدت بشده من أجل هذه المفاجأه، أقسم أن لا أحد فعل ذلك من قبل".
اؤمت لها اروي بابتسامه، قائله
"حقاً أمي أنها كانت جميله للغايه، اتمني أن تفعل ذلك في خطبتي أيضاً ابي".
هز يحيي رأسه بنفي، قائلا
" كلا يا ابنتي، أنا لا أريد العيش بدونك ابدا، ما هذا الهراء".
هتفت امل بابتسامه، قائله
"هذا هو عرف الحياه، يحيي"
نظر لها يحيي بحزن، قائلا
" اجل سيدتي امل؛ ولكن يجب علي أن أختار رجلاً من عائله غنيه وجميله؛ حتي يأخذ ابنتي رجلاً مثلي ومثل أخيها مازن".
نظر له مازن بملل، فهو يفكر في خطته الذي افسدها عليه والداه الان، كما أنه بقا طوال الليل يحاول إقناع فاطمه أن هذه الزيجه كانت مفاجأة له، وهو لم يكن يعرف عنها اي شيئاً؛ ولكن تعب كثيراً في كيفيه ارضائها عليه، بينما اروي شردت بحزن في حديث والداها حقاً يريد والداها أن يزوجها من رجلاً غنياً، فهي تحب كريم بشده، لا تستطيع أن تتزوج رجلاً غيره، لا تستطيع حتي التخيل في ذلك ابدا، ثم استمعت الي صوت اقدام ندي علي الدرجات ونظرت إليها بابتسامه حزينه، ثم نظرت لها ندي بنظره حزينه مماثله لها؛ ولكن لماذا ندي حزينه، فقد تزوجت من الرجل التي تعشقه، لما الحزن إذن، ثم أسرعت إليها امل بحب، قائله
" ابنتي كيف حالك، عمري".
نظرت لها ندي بابتسامه عاذبه، ثم هتفت
" أنني بخير، امي لا تقلقي من شأني".
عانقتها امل بابتسامه وحزن، قائله
" القصر بدونكِ مظلم كثيراً".
بادلتها ندي العناق بقهره، قائله
"كفا امي، سوف ابكي للتو".
اسرع حسين الي امل، وأخذها من يديها، قائلا بابتسامه وحب
" كفا حبيبتي، كيف حالك ابنتي ندي".
نظرت له ندي بابتسامه، قائله
" أنني بخير ابي، لا تقلق".
اؤما لها حسين بابتسامه، ثم تقدم مازن منها بهدوء، قائلا
"دعينا نرحل الي قصرنا ندي".
اؤمت له ندي بهدوء، وهي تتمني أن تصبح حياتها القادمه جيده، غير ليله امس الذي رقد بها مازن علي الاريكه وليس بجانبها، كما يغفوا اي زوج بجانب زوجته، ثم أجابت
"حسناً مازن، دعنا نرحل الان".
نظرت لها امل بحزن، قائله
"اعتني بنفسك حبيبتي".
هتفت اروي بمرح وحزن أيضاً، هاتفه
" ندي قومي بالاتصال علي دائما، لا تدعي مازن يأخذكِ منا".
نظرت لها ندي بابتسامه، رغم كل الحزن التي تعيش فيه ليله امس، ثم ذهبت برفقه مازن الي القصر الجديد، التي سوف تعيش فيه لباقي حياتها مع حبيبها مازن، ثم تمسكت بهاتفها ووجدت رساله صُدمت من محتواها بشده؟!!
أنت تقرأ
القرار المتهور (الجزء الأول) بقلم آيه خطاب
Romanceتُحكي القصه عن شخص يتخذ قراراً متهوراً في وقت من الغضب وحاول تصليح ما قام به من قرار، فيقوم بالندم الكبير علي ما قام به، ويحاول إرضاء جميع من حوله، وإدراكه لهوله أنه يُحب الفتاه الذي كان لا يُحبها ابدا، وتكون بمثابه شقيقته فقط.