البارت الثاني ♥️

10 1 0
                                    

البارت التاني
القرار المتهور
قام مازن من مقعدة بضيق، قائلا باحترام مراعياً أن حسين قام بتربيته مُنذ الصغر، ثم هتف
" عمي حسين، أعتقد أن هذا الأمر، لا يجوز بدون إذن ندي وانا أيضاً معها".
أومأ له حسين بابتسامة وود، قائلا
" بالطبع مازن، أنا لست افرض عليكما الزواج؛ لكن أنا أريد أن نتحد أكثر من ذلك، ولا تكون هناك علاقة عمل فقط".
أومأ له يحيي بابتسامة وقلق، فإنه يعلم جيداً أن ابنة مازن لا يحب ندي إطلاقاً، وأنه يريد أن تبقي مثل شقيقته فقط، لا يريد تطوير العلاقة بينهما قط، ثم أردف
" علي الرحب حسين، أنا لا اجد فتاة لابني مازن افضل من ابنتك ندي، وخاصة أنني قومت بتربيتها معه واروي أيضاً، لو كان لديك ولداً غير ندي لقومت بتزويجه لها أيضاً".
نظر له حسين بابتسامة وحب، قائلا
" أنا لا اجد صديق وشقيق افضل منك يحيي، الله يديم محبتنا دائما".
ردد يحيي بابتسامة وحب، قائلا
" يا الله، دعنا نأكل في الأول وبعدها نقوم بأخذ رأي ندي ومازن".
وفي هذه الأثناء كانت ندي تنظر إلي مازن، الذي يبدو علي ملامحة الضيق وعدم الرضا بما يحدث حوله من هذا الحديث، أنه لا يريد أن يتزوج من ندي أبدا، هي ليست فتاة سيئة بل إنها فتاة جميلة وذات خلق جيدة، يحلم بها العديد من الرجال؛ ولكن هو لا يحلم بها قط، فهي مثل أخته ولا يستطيع رؤيتها غير ذلك أبدا، ثم نظرت اروي إلي ندي التي كانت شاردة في ملامح مازن المزعجة وهو يقلب في الطعام دون أن يأكل أي شيئاً، ثم أردفت بهمس
" ندي، ما بكِ"؟
أفاقت ندي علي صوت صديقتها المقربة اروي، ثم أردفت بحزن
" لا استطيع أن أقبل الزواج به وهو لا يريدني معه".
نظرت لها اروي باستغراب، فهي تحلم أن تتزوج من مازن وجاءت لها الفرصة علي صحن من ذهب، لماذا ترفض هذه الحمقاء، ثم أردفت
" ندي، أنتِ تحبين مازن بشدة، لما الرفض إذن".
نظرت لها ندي بابتسامة حزينة، ثم قامت من مقعدها، قائلة بصوت مرتفع نسبياً؛ حتي يسمعوا الجميع، قائلة
" أنا لست موافقة علي هذه الزيجة أبي".
ثم غادرت إلي الحديقة مسرعة وهي حزينة بشدة، لا تستطيع رفض الزواج من حبيبها التي طالما حلمت به كثيراً، ثم أردفت دعاء باستغراب، قائلة
" أنا اعلم أن ندي تحب مازن بشدة، إذن لما الرفض"؟
نظرت لها اروي بضيق، من تصريحها أمام مازن أن بحب ندي الشديد له، ثم هتفت
" عن إذنك عمو حسين، أنا سوف الحق بندي وأتحدث معها قليلاً".
أومأ له حسين بحزن حاول إخفائه، فهو يعلم أن ابنته تحب مازن بشدة من طريقتها في الحديث عنة ولون وجهها عندما تأتي سيرته وأشياء أخري كثيرة وأراد أن يعرف إذا هذا الحب من طرفين ومازن يحبها أيضاً أم أنه عذاب من طرف واحد وهي ندي فقط، ثم نظر إلي أمل زوجته نظرة ذات حزن وبادلته زوجته نفس النظرة علي حال ابنتهم الوحيدة، التي سوف تعاني باقي حياتها علي حب رجلاً ليس يحبها من الأساس ويراها غير زوجته.
أما في حديقة القصر، كانت ندي تجلس علي أحد المقاعد وتبكي بحسرة، أنها تعلم جيداً أن مازن لا يكمن لها مشاعر بداخلة ويراها مثل أخته فقط؛ ولكنها كانت تأمل أن يكون غير ذلك، ثم أردفت اروي بحنان وهي تضع يديها علي كتف ندي، قائلة
" حبيبتي لما البكاء"؟!
نظرت لها ندي بعيون حمراء بشده من كثرة بكائها، فهي لا تتحمل سماع هذه الحقيقة بأذنها، وكانت تتخيل منظر مازن وهو يقوم من علي الطاولة بعنف شديد وتعبير وجهة كانت توحي بالرفض القاطع لما يحدث، ثم أردفت
" أن تكمن مشاعر داخلك لشخصاً لا يحبك فهي بمثابة خروج روحك من جسدك، أنني متعبة للغاية ندي، لا استطيع إخفاء مشاعري، هو بالطبع يعلم مشاعري له ويحاول أن ينسي ذلك من رأسه".
نظرت لها اروي بحزن، فهي تعلم ذلك جيداً، أنها تعاني أيضاً من الم الحب وأنها تحب رجلاً لا يستطيع النظر إلي وجهها بحرية لأنها محرمة عليه إلي الأبد، ثم هتفت
" ندي، كل شيء سوف يكون علي ما يرام، أنا متأكدة من ذلك، فقط ثقي في وافعلي ما أقوله لكِ وسوف ترين حب مازن إليكِ، قريباً".
نظرت لها ندي باستغراب، ماذا تفعل لكي تري حب مازن إليها قريباً، ما هذا الشي التي تتحدث عنة اروي، أم أنها تقول أي شيئاً؛ حتي تخفف من حزن صديقتها قط، ثم أردفت
" اروي، اتركيني بمفردي، أرجوكِ".
نظرت لها اروي بحزن، فهي دائما تشاركها جميع أحزانها، لماذا هذه المرة تود أن تكون بمفردها إذن، ثم هتفت برفض
" لا أستطيع تركك أبدا، فهو أخي واعلم ذلك جيداً؛ لكن أنتِ أختي وحبيبتي وصديقتي أيضاً، أنا سوف اقف معكِ ضدة ولا تقلقي قط".
قامت ندي من مقعدها بضيق، وظلت تصرخ بصوت مسموع قائلة
" أنا لا أريد أن أتزوج من رجلاً لا يُحبني، لا استطيع اروي بماذا تظنني، أنا لا يمكن أن أقبل بهذا الهراء أبداً".
اقتربت منها أروي بتهدئة، قائلة
" فقط اهدئي، اهدئي وسوف يكون كل شيء علي كل يرام اتفقنا".
ارتمت ندي في أحضانها بقوة، وهي تجهش بالبكاء المرير، فهي تعلم أن اروي تحبها بشدة ولا تستطيع أن تبقي ندي حزينة دون الوقوف بجانبها دائما، ثم أردفت
" اروي، أنا احبك كثيراً".
بادلتها أروي العناق بقوة، قائلة بحب
" وأنا أيضاً احبك اكثر، عمري".
ابتعدت ندي عنها بابتسامة حزينة، قائلة
" أنا أريد أن انم قليلاً ولا أريد أن يستمع أحداً إلي، لا أريد أن يعرف أحداً أنني أحب مازن وحتي مازن لا أريده أن يعلم، أرجوكِ أروي".
عقدت اروي جبينها باستغراب، قائلة
" حبيبتي ندي، الجميع قد علم بالفعل انكِ تحبين مازن، ومازن أيضاً علم بذلك، لقد قامت والداتي بأخبار الجميع علي الملاء، بعدما تحدثني عن الرفض بالزواج من مازن".
وضعت ندي يديها علي رأسها بألم شديد يفتك رأسها، من كثره بكائها، ثم أردفت
" إذن دعينا ندخل، لا يمكن أن نبقي هكذا، يجب علينا أن يعلم الجميع أن مازن مثل شقيقي كما هو يعتبرني مثل شقيقته".
أومأت لها أروي بابتسامة خبيثة، فهي لا تريد أن يحدث ذلك، هي فقط تريد أن يعلم الجميع مدي حب ندي إلي مازن وتقوم بالزواج منة، وفي بعض الأحيان يحدث الحب بعد الزواج، ثم هتفت
" حسناً، كل ما تتمنيه سوف يحدث، فقط دعينا ندخل إليهم".
أومأت  لها ندي بعدم ارتياح، ثم دلفوا سوياً إليهم، ولم يجدوا مازن، فقط كانت تجلس أمل برفقة دعاء صديقتها منذ الصغر ويتحدثان، وكان حسين يجلس مع يحيي يتحدثان في أمور العمل، ثم هتفت اروي بابتسامة إلي والداتها، قائلة
" أمي، أين مازن"؟!
أجابت دعاء بابتسامة، قائلة
" أنه جاءه اتصالاً مهماً في العمل وغادر سريعاً، تعال اجلسِ هنا".
أومأت لها اروي بابتسامة، ثم أخذت بيد ندي التي كانت تقف وتنظر لهم بحزن حاولت إخفائه؛ ولكنه كان يظهر عليها بشدة، ثم جلسوا سوياً، وهتفت دعاء بابتسامة وقلق
" ما بكِ ندي، اشعر وكأنكِ كنتي تبكين".
هزت ندي رأسها بالرفض، قائلة
" لا خاله دعاء، أنا بخير لست بباكية".
أومأت لها دعاء بابتسامة، ثم أجابت
" هذا جيد، أنا لا استطيع التفريط بيكِ أبدا، وسوف تتزوجي من مازن رغماً عنه وعنكِ أيضاً، هذا اتفاقي مع والداتك امل".
نظرت ندي إلي والداتها بضيق، ثم هتفت:
" أنا لا استطيع الزواج من مازن، أنه مثل شقيقي فقط، لا أراه غير ذلك خالة".
عقدت دعاء جبينها باستغراب، ثم نظرت إلي أمل التي كانت تنظر إلي ندي بعدم تصديق، ثم هتفت
" هو يعتبركِ مثل شقيقته وأنتِ أيضاً، لكننا لا تريد ذلك أبداً، أنه يكبرك في العمر وأنتم لست بإخوان أبداً، ويمكن الزواج إذن".
نظرت لها ندي بقلة حيلة في إقناعها، قائلة
" خالة دعاء، أنا لا استطيع الزواج بدون حب، أنا أريد أن أعيش قصة حب أسطورية قبل الزواج مثلكِ أنتِ وأمي، أم إنكم تبخلون علي في الشعور بهذه المشاعر التي عشتموها".
فقد جاءت كلمات ندي علي الوتر الحساس عند دعاء وامل، ثم نظروا إلي بعضهم في قلة حيلة، ثم هتفت امل بتساؤل، قائلة
" هل وجدتي ذلك الرجل الذي تعيشين معه قصة الحب الأسطورية هذه"؟!
هزت ندي رأسها بالرفض، ثم هتفت
" أنا لم أجدوا حالياً، ولكنني سوف اجدوا عن قريب".
رفعت دعاء رأسها بشموخ، ثم هتفت
" وإن لم تجديه، أنا ووالداتكِ قد انجبنا في عمركِ، وأنتِ مازالتِ تبحثين عن الحب والمغامرات".
نظرت لها ندي بابتسامة ولم تعرف أنا تجاوب علي كلامها المقنع لها للغاية، ثم أردفت اروي منقذة لصديقتها، هاتفة
" أمي، كفي عن هذا الحديث، قومي بأخبار مازن وإقناعه بهذه الزيجة واتركي ندي علي أنا".
أجابت امل بابتسامة وود، قائلة
" حسناً ابنتي اروي، أنا أري كذلك أيضاً، يمكنكِ إقناع مازن أولاً دعاء".
أومأت لها دعاء بابتسامة وقلق، فإنها لا تستطيع إقناع مازن بسهولة، فهو حاد الطباع ولا يقبل أن يفرض عليه أحدهما رأيه؛ ولكنه في بعض الأحيان يقبل راي الآخرين ولكن قليل ويكاد ضئيل، ثم هتفت بابتسامة
" حسناً، أنا ساري هذا الموضوع لاحقاً مع ابني مازن، والان دعينا نذهب إلي قصرنا اروي".
نظرت لها اروي بضيق، فهي لا تريد أن تذهب وتترك ندي صديقتها بهذه الحالة، ثم أجابت
" أمي، يمكنني الجلوس هنا، والمجيئ لاحقاً بمفردي".
هزت دعاء رأسها برفض، قائلة
" لا يمكنكِ اروي، هيا بنا إلي القصر".
نظرت لها اروي بتأفف، ثم اقتربت من ندي، قائلة بابتسامة وحب
" حبيبتي، إلي اللقاء، سوف أراكي غداً في الشركة".
أومأت لها ندي بحزن، ثم اقتربت اروي وقبلتها علي وجنتيها بحب، ثم غادرت مع والداتها، ثم وقفوا أمام يحيي وحسين، ثم هتفت دعاء
" يحيي، يجب علينا الذهاب إلي القصر للتو".
أومأت لها يحيي بابتسامة، ثم هتف
" حسناً، اذهبي إلي السيارة وأنا قادم ورائكِ".
أومأت له دعاء وذهبت إلي الخارج برفقة ابنتها اروي، التي كانت منزعجة من مغادرة ندي صديقتها وهي حزينة هكذا، ثم هتف يحيي إلي حسين بابتسامة وود
" كما قولت لك، أنا سوف ابذل كثاري جهدي؛ لكي تتم هذه الزيجة".
أومأ له حسين بابتسامة، قائلا
" أنا فعلك ما أمرتني به؛ ولكن علي أن أفهم لما قولت هذا الحديث، ولماذا لا تريد أن تبقي في الصورة وتطلب من مازن أن يتزوج من ندي ابنتي".
اقترب يحيي من حسين، ثم رتب علي كتفة، قائلًا بود
" أنا سوف اشرح لك كل شيئاً؛ ولكن في الوقت المناسب للحديث، يجب علينا الآن أن نفعل ما في وسعنا؛ لكي تتم هذه الزيجة".
أومأ له حسين بعدم فهم، لما ينوي له صديقة، ثم هتف يحيي بتساؤل
" هل تحب ندي مازن ابني"؟!
أجاب حسين بحزن، قائلا
" نعم، أنها تحب مازن بشدة؛ ولكنة لا يحبها أبدا، وهذا واضح عليه للغاية".
نظر له يحيي بحزن، ثم أجاب
" لا تقلق يا صديقي، سوف تتزوج ندي من مازن مهما كلفني الأمر الكثير، فقط انتظر قليلاً".
أومأ له حسين بعدم فهم، ثم أجاب
" أتمني ذلك، لا أريد لابنتي أن تتعذب في حب من طرفاً واحد".
عانقه يحيي بابتسامة وحب صادق، ثم غادر القصر وذهب إلي سيارته؛ حيث توجد دعاء وأروي، ثم هتفت دعاء بضيق عندما رأته، قائلة
" لماذا تأخرت هكذا"؟!
نظر لها يحيي بابتسامة، قائلاً
" كنت أتحدث مع صديقي دعاء ما بكِ"؟!
أجابت دعاء بغضب، قائلة
" ما كفاك كل هذا الحديث"؟
عقد يحيي جبينة باستغراب، ثم هتف
" ما بكِ دعاء"، ثم نظر إلي ابنته اروي التي يظهر علي ملامحها الضيق، قائلًا باستغراب
" أنتم تعترضون علي زواج مازن من ندي أيضاً".
أجابت أروي ودعاء مسرعين
" لا بالطبع".
ثم هتفت أروي، قائلة
" أنها صديقتي ومثل أختي بالضبط، أنا أتمني أن تتزوج من مازن عن قريب".
ثم أجابت دعاء بابتسامة وتناست غضبها من تأخير زوجها يحيي، قائلة
" أنا اعتبر ندي مثل اروي بالضبط، ولا أريد أن تبقي امرأة أخرى زوجة مازن غيرها؛ ولكن ما يجعلني عصبية هكذا هو مازن أنا أريد أن أقنعة بزيجته من ندي علي الفور، لا أريد امرأة غيرها زوجته، أنا قد ربيتها مع ابنتي اروي وأيضاً مازن وأحبها بشدة".
نظر لهم يحيي بابتسامة متسعة، فهذا يجعل ما يهدف إليه سهلاً بعد موافقة دعاء وأروي علي ندي، ثم أجاب
" عن قريب سوف تكون ندي زوجة مازن، لا تقلقوا من شأن ذلك".
نظرت له دعاء وأروي باستغراب؛ ولكنة لن يتحدث ثانياً ولم يخبرهم اي تفاصيل، مثلما فعل مع حسين صديقه.
في قصر عائلة ندي
دلفت امل إلي غرفة ندي؛ حتي تطمئن عليها، ثم وجدتها ترتدي ملابس الخروج، عقدت جبينها باستغراب، قائلة
" إلي أين سوف تذهبين أيتها الفتاة"؟!
نظرت لها ندي بحزن، ثم أردفت وهي تهم بالخروج، قائلة
" أنني أريد أن استنشق بعض الهواء في الخارج، ولن أتأخر كثيراً".
اقتربت منها أمل بحزن، ثم هتفت
" ابنتي، لا أريد أن أراكِ هكذا حزينة، يجب عليكِ أن تتحرري من حزنكِ هذا عن قريب".
أومأت لها ندي بحزن ونزلت منها عَبرة عنوة عنها، ثم أسرعت إلي الخروج من القصر، وأخذت سيارتها وظلت تسير في الشوارع ولا تدري إلي أين تذهب؛ حتي فكرت أن تذهب إلي النيل، فهي ترتاح كثيراً عند النظر إليه، ثم أغلقت سيارتها وتحركت ببطء نحو المقعد الذي يوجد علي النيل، وصُدمت من ما رأت؟!!

يتبع..

القرار المتهور (الجزء الأول) بقلم آيه خطاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن