الفصل ٥

5.9K 172 45
                                    

أطلت الأيام القليلة التالية ضبابية رمادية مع انهمار المطر ، الذي بلل المعنويات والثياب معا...

منذ ان قابلت ذلك الرجل يومها و هي تشعر و كأنها مراقبه .. لا تعرف لماذا و لا من او كيف روادتها تلك الافكار و لكنها شعرت انها مراقبة ...

كعادتها مرت على المقهى القريب من الجامعه كي تحتسي فنجان قهوة...

سارعت لدفع الحساب و لكنها فوجئت بأن الحساب قد دفع .. سألت العاملة :
" من هذا الذي دفع الحساب عني ؟؟؟" .

العاملة هزت كتفيها و قالت :
" لا أدري حقا من و لكن اقترب مني رجل و دفع عنك الحساب و اخبرني ألا اسمح لك بالدفع من الان فصاعدا .. "

قالت ستايسي و هي تبتسم :
" اووه معجب سري .. ارجو أن يكون على الاقل شابا وسيما " .

العاملة ابتسمت لها و هي تهز راسها :
" اجل هو شاب و لا بأس به .. وسيم نوعا ما " .

ستايسي لم تعر التعليق انتباها وهى تسارع في اللحاق بدرسها .

الى الان لا خبر عن ميلا ... لا تزال المفاوضات جارية بين والدها و ذاك المدعو ايفان ..

امضت اليوم رفقة كيفين و ستيفاني و قد طبعوا ملصقات علقوها بالمدينة و الجامعه و كل المرافق العمومية بها صورة ميلاني و رقم هاتف والدها للبحث عن متغيبة .. كما أنها تكلفت شخصيا بكتابة مدونة حول احتمالية اختطاف صديقتها من قبل عصابة إجرامية .. مع رفض والديها لتدخلها في هاته المسألة لكنها ترفض أن تقف متفرجة بدون أن تفعل شيئا و لو كان صغيرا .

قررت يومها أن تخرج في نزهة مع ماثيو و كانت هي من تقود السيارة .. لكنها لا تدري لماذا .. اخذت تقارن ما ببن ماثيو و ذلك الرجل الذي رأته بالسجن ... كانت غارقة في أفكارها و تخيلاتها و عادت بها الذاكرة الى يوم لقاءها به و كيف كان يتطلع بها .. و كيف استجابت لنظراته رغما عنها ...

اعادها الهدير المفاجئ للسيارة بعنف الى الواقع.... ما اغباها تجلس هنا وترتجف من مجرد ذكرى... كل ما عليها فعله ان تكمل البحث عن صديقتها و تنسى ذلك الرجل المخيف للأبد.. لا موجب لكل هذا الاضطراب وليس ثمة ما يبرر شعورها الطاغى بالتعاسة غير اشتياقها لصديقتها ... استوت فى جلستها بحزم ثم ازاحت شعرها الاشقر بأصابعها المستمرة الارتعاش ومضت بسيارتها قدما و هي تبتسم للجالس الى جانبها .

وجدت الحديقة التي قررا تمضية اليوم بها فى سهولة وبخلاف ما توقعت...
لكن الصعوبة الوحيدة كانت فى الطريق الملتوية ذات المنعطفات المجنونة التى كادت تصيبها بدوار و هي ليست معتادة على السياقة ...

لكنها تمكنت من ركن السيارة بمكان قريب من النهر و جلسا يتحدثان مستمتعان بوقتهما .. ليستلقي ماثيو بعد الغذاء تحت ظل الشجرة حيث يجلسان ..

لا أحد غيرك Where stories live. Discover now