الفصل ١٠

5.6K 160 83
                                    

حاولت ان تجمع شتاتها وتراقب سلامة عقلها.. و هي تحاول ان لا تفكر به و لا تشتاق اليه ..

مضت عدة ايام على اخر مرة قابلته بها .. لم يعد لازعاجها و لا للظهور أمامها.. من الصعب عليها ان تنكر حقيقة انجذابها الى دارك بل هى على وشك الوقوع فى حبه وستقع كليا عما قريب فيا لتعاستها وحظها السئ..

خرجت تتمشى لعل هذا يساعدها و لو قليلا للتخفيف عن شعور الاختناق الذي تشعر به و هو بعيد عنها ..

كان الجو باردا و بالفعل ما ان تمشت بضعة أمتار حتى بدأ المطر يلسع وجهها والريح تهاجم ثيابها فلم تبال لأن عاصفة الطبيعة وجدت صداها فى عاصفة قلبها... احست انها ترغب بالبكاء الشديد حتى تختلط دموعها بالمطر و لا يلاحظ احد انهمارها ... شعرت بأن عواطفها تنفلت من عقلها وتجرى فى كيانها ، إنها تعيسة، بل أنها تزداد تعاسة ،ولهذه التعاسة اسم اخر . هو غياب دارك الغير مبرر .

ضاقت ذرعا بنفسها و أفكارها ، فقررت العودة لمنزلها ..
لدى عودتها استغربت ان تجد ماثيو جالسا فى السيارة ينتظر قدومها... هي لم تقابله منذ مدة طويلة اي منذ ان اعتدى عليه دارك بالضرب و كان يتحاشاها و لكنه أيضا لاحظ غيابة الرقابة عنها و ان دارك اختفى لذلك اطمئن اكثر و قرر التقرب منها من جديد .

كان الظلام قد حل كونها قد تأخرت فى الرجوع ... وهدرت الوقت فى محاولة فاشلة للتخلص من اضطرابها ... كان المطر قد توقف تقريبا ، فسارت متمهلة نحو ذاك الجالس بانتظارها .

فتح نافذة سيارته و قال :
" هاي ستايسي،  اخيرا قد عدت.. هلا ركبت أرجوك..كي نتحدث قليلا " .

ستايسي :
" لماذا لم تنتظرني بالداخل ماثيو ؟؟؟" .

ماثيو فتح الباب لها لتركب و تجلس قربه ثم قال :
" لأنني لا أريد أن اتسبب لك أو لاسرتك بأي ازعاج.. رأيت والدك يدخل المنزل و سألت الخادمة عنك و التي أخبرتني انك خرجت للتنزه قليلا ، رغم أن الحو غير مناسب لذلك " .

تنهدت :
" كنت أشعر بالاختناق بالمنزل ، لذلك فضلت الخروج كي استنشق الهواء العليل " .

ماثيو هز راسه:
" جيد اذن .. في حقيقة الأمر .. أتيت كي أدعوك لمرافقتي لحفل يقيمه برادلي بمنزله .. " .

ستايسي :
" أسفة حقا و لكنني لست في مزاج بسمح لي بالسهر و الرقص.. افضل العوده الى البيت و النوم مبكرا " .

ماثيو امسك يدها :
" هيا سو، ألم تقولي انك تشعرين بالاختناق .. هاته هي الفرصة للترفيه عن نفسك .. انا كذلك لم استمتع بوقتي منذ خروجي من المستشفى " .

عضت شفتها مرتبكة لما قاله و عندما ذكر المستشفى.. لتقول بتلعثم:
" انا اسفة حقا لما حصل لك يومها " .

ماثيو كان يبدو مضطربا عندما ذكرته و قال بصوت خافت:
" لا تقلقي...لقد نسيت الأمر تماما.. يبدو ان ذلك المجرم قد قرر الابتعاد عن طريقك للأبد.. فلم يره احد منذ مدة ".

لا أحد غيرك Where stories live. Discover now