الفصل ١٤

4.6K 150 49
                                    

كانت تشعر بالتوتر و الخوف و لا تعلم السبب ..ربما كونها قلقة على صديقتها او لكونها في صراع دائم مع مشاعرها و عقلها .. انها لاتعلم حقا ما السبب ..

انه يعتقلها كعصفور وكأنه يعاقبها وينتقم بقسوة من تمردها و مساعدتها لصديقتها و خيانتها له .. و بالأخص بعدما ساعد و انقذ حياة والدها .

مرت الساعات الطويلة ببطء شديد و هي تجوب الغرفة ذهابا و ايابا و الى الان لا خبر منه او عنه ..

عاشت الأمرين بهاته الساعات القليلة ، بكت ، شردت بالتفكير، حاولت النوم و لم ينفع شيء ..

سمعت صوت خطوات تصعد الدرج و تقترب من الغرفة.. سارعت نحو الباب تنتظر أن يفتحه.. و ما ان فعل و رأته واقفا أمامها حتى ارتمت بين ذراعيه محتضنة اياه بقوة و هي تضرب كتفيه العريضتين بقبضة يديها ثم صاحت به " اين كنت ؟؟؟ اين كنت كل هذا الوقت؟؟" .

وهو يحيط خصرها " لولا هاته اللهفة و الشوق الذي أراه بعينيك و المسه من حرارة جسدك ، لكنت خنقتك" .

تطلعت به بعبوس وتعجب.. سمعته يغمغم شيئا لم تفهمه وفجأة القاها على السرير متخليا عنها بقسوة فأحست بالصدمة و ان مشاعرها تتحطم وتتناثر كاناء يتكسر ...

ولما تكلم وقع صوته فى اذنيها باردا :
" هل تعلمين من كانت صديقتك الغبية تتآمر معه ؟؟؟ هل تعلمين من كنت تحاولين مساعدته ؟؟؟" .

تمتمت بتلعثم " مالذي تقصده؟؟؟ كنت اساعدها هي .. لا غير " .

اقترب منها و امسك يدها يعتصرها:

" احيانا يأتى وقت علي أرغب بشدة فيه بخنقك .. صديقتك كانت شديدة العمى ، و الحقد جعلها لم ترى الحقيقة أمامها.. لم تتعرف على العدو الحقيقي .. كادت تخسر حياتها بابشع الطرق لولا اننا عثرنا عليها بالوقت المناسب " .

شهقت بفزع و هتفت " مالذي حدث ؟؟؟ كيف هي ؟؟؟ هل ميلا بخير ؟؟؟ أرجوك اخبرني " .

تنهد فلاديمير بحنق ثم ابتعد ليجلس بعدها على كرسي بجانب طاولة الزينة و بدأ يسرد عليها ما حدث .. كيف أن ميلاني وقعت ضحية لأكثر عدو له و لاخيه و الذي كان يوما صديقا لهما قبل أن يغدر بهما و يغتصب شقيقتهما و كيف انه كان السبب في موتها .. و كرهه الدفين نحو فلاديمير لكونه يعتبره اخذ مكانته لدى إيفان...

صمت قليلا ثم تابع يقول بحدة " الأحمق ذاك كاد يتسبب في مأساة كبيرة هاته الليلة.. كاد يحرقها مستخدما الاسيد كي يحرق قلب اخي على حبيبته .. " .

عضت شفتها خوفا من ما سمعته و شعرت بقلبها يعتصر حزنا على ما اصاب كل من فلاديمير و ايفان و خسارتهما لتلك المدعوة كاليستا ..

حدق بها بصمت لبعض الوقت ثم قال بصوت خافت حزين :
" هل تعلمين أنها كانت تشبهك ؟؟؟؟ كاليستا .. ليس شكلا .. لكن مضمونا .. كانت فتاة مرحة ، تحب الحياة و مقبلة عليها .. تسعد لاتفه الأسباب و تحب مساعدة الاخرين.. يوم زرتني في السجن ... رأيتك بها .. دفاعك عن صديقتك و تصميمك على المضي قدما في مساعدتها لتخليصها مما هي فيه .. على الرغم من علمك انك كنت تتحدين رجلا خطيرا و قد يكون للامر عواقب وخيمة .. لذلك اخترتك .. أحببتك.. عشقتك .. ليس لكونك جميلة فقط .. بل لأنك سوف تكونين دوما بظهري و جانبي لو احتجت اليك.. سوف تكونين دوما رفيقة دربي و مرشدتي.. او هكذا ما ظننته " .

لا أحد غيرك Where stories live. Discover now