سأكتفى بك حُلما

172 12 0
                                    

: اعرف ماذا !
: ان سليم سافر اليوم
اتسعت عينى وبحلقت بشده وقلت : ماذا .. سافر !
: تفجأت كثيرا مثلك ، انه لم يعلمنى ايضا ولم يعطنى خبر سابق لذلك ، اتصلت به فأخبرنى انه ليس فى البلد وغادر
صمت ولم اعلم ما الذى اقوله
: الم تكونى تعرفى انتى الآخره
: لا
تنهدت واضفت : شكرا يا سامر
اقفلت الهاتف وانا لا اصدق هل سليم سافر حقا ، كيف هكذا من يوم وليله .. لماذا إذا لم يخبرنى او يتصل بى على الاقل ، كيف تفعل هذا يا سليم وكأنك لا تهتم لأمرى البتا ، كيف تتركنى وتذهب ، هل انت غاضب منى لما فعلته لذلك .. اعتذر لك لكن لماذا لتسافر .. ويقول سامر انك لم تعلمه ايضا .. هل تتصرف من عقلك اخذت طائرتك وقلعت ونحن نظن انك هنا ونتفجأ انك على بعد أميال  اشعر بالغضب الشديد من فعلتك هذه ولن اتحدث معك ثانيا لتتعلم .. انك اخطأت بفعلتك وكانى لست بحياتك

كنت جالسه وحزينه وغاضبه فى انٍ واحد لانه لم يتصل بى لحد الان واعتذر او يبرر سبب سفره هذا ، مر اليوم ولم اسمع صوته لسليم ، حتى رن هاتفى فى المساء حيث كنت جالسه مع امى ، نظرت وجدته سليم ابتسمت وذهبت لارد عليه ، قبل ان افتح المكالمه تذكرت ما فعله فغضبت ومثلت الضيق ردت وقلت
: ماذا تريد
قلتها ببرود ليأتينى ردا منه : اعتذر
كنت مشتاقه لصوته كثيرا مما زال غضبى لكن نبرته كانت غريبه ولم افهمها قلت : هل انت بخير
: اجل
: لماذا سافرت دون ان تخبرنى يا سليم
: طرأ امر وكان علي الذهاب
: ولماذا لم تتصل بى منذ ذلك اليوم
: اعتذر يا ديما لم يكن بيدى
لم اود ان اضغط عليه فيبدو ليس هذا وقته وكأنه مهموم وحزين قلت : متى ستعود
: لا اعلم
صمت قليلا بحزن وقلت : تعود سالما
قلتها وكأنى انهى المكالمه الذى تبدو منطفيه من البدايه ، فانا اريد الحديث معه لكنه يبدو انه لا يريد او ثمه شئ يشغله حتى انى شعرت انه يتصل بى ليس سوى لانه يجب عليه فعل هذا ، اقفل المكالمه بينما انا طالعت الهاتف بحزن فظننت انه سيخيب ظنى ويتحدث معى لكن ظنى لم يخب هذه المره
مر ايام ولم يتحدث معى ثانيا منذ تلك المكالمه ، حيث اصيب قلبى الحزن والتضايق منه كثيرا ، هل اعماله تشغله لذلك الحدNour Nasser
حل علينا الشهر الكريم وبدأ الصيام ، وبدل من أن اكون سعيدا كنت مهمومة بك ، وتفكيرى يشل كعادته اليك ، صليت الفجر ودعيت لك ان كان لديك كربه ان يحلها الله ويفرجها من عنده ، فهو عليم بكل شئ ، وانا اضع لك عذر غيابك هذا ، فإن بعض الظن اثم ، والغائب لديه حجه ، وحججى لك كثيره يا سليم .. فلا احب ان اجعلك بعيتى مخطئا ابدا .. اريد او تكون انت الصح وانا الخطأ .. لكننى حزينه كثيرا يا سليم ، تتذكر عندما اخبرتنى انك لا تريد ان ترى حزنا على وجهى ، انا حزينه الان ومشتاقه اليك كثيرا ... كم خططت لشهر هذا وانت تقضيه معى ، لكنك الان بعيد ... كم تمنيت ان اليوم الاول فى رمضان تشاركنى اياه .. متى ستحين عودتك
جائت ايه فى بدايه اليوم باكرا ، كنت اظهر سعادتى بين من داخلى غير ذلك .. لكن من منا سيحزن فى رمضان المبارك الذى يحل علينا من سنه لاخرى ، امهلت نفسي بانه قريبا سيعود ،وقضيت اليوم مع عائلتى وتمنيت ان تتصل بى تعيد علي تسألنى كيف مر اليوم ، لكنك لم تفعل .. كم يؤلمنى قلبى من تجاهلك لى وكانى شئ عابر بمجرد ان سافرت لا تتذكره .. كيف لك ان تكون بهذه القسوه وقلبى يشتعل بنيران الاشتياق واللهفه لرؤيتك والتفكير فيك مليا ، انك تاخذ وقت أجمعه ولا حاجه لى بوقت منفرغ عنك
مر سبع يوما على غيابك وانا فى حالتى هذه ، فى الصباح رن هاتفى فذهبت اليه سريعا فانا انتظر اى هاتف منك ، وبلفعل ابتهج قلبى عندما وجدته أنت رديت عليك وقبل ان اتحدث سبقتنى وقلت
: بعد قليل سأصل
ابتسمت ولم استطيع ان اوصف لك مدى سعادتى بهذا الخبر الذى حل علي : حقا
  : اريد مقابلتك
كانت نبرتك جافه ولم افهمها ، لكنى سعدت وكنت انا الأخره أريد رؤيتك بشده ، سألتك اين فأخبرتنى بلمكان ثم أقفلت ، ذهبت لغرفتى وبدلت لملابسى ورتبت حديثا معك واسئله كثيرا اطرحها عليك ، اين كنت وماذا حدث لتذهب ، ولما لم تحدثنى .. اسأله كثيره داخلى ، لكنى اعلم ان فور رؤيتى لك سيتلاشي كل شئ ، حتى الغضب والضيق الذى كنت سأحاول ان أمثله عليك من أجل ان تصالحنى سيتلاشو واخبرك كم اشتقت اليك ، فانا كالحمقاء من أمامك  ، اخبرت امى انا ذاهبت لمقابله سليم سالتنى
: هل جاء ؟
: اجل حدثنى وهو فى طائرته ويريد مقابلتى
: هل سيأتى لمقابلتك هكذا سريعا .. الا يجب ان يستريح من السفر
قالتها امى بتعجب وكنت بلفعل اتسائل عن هذا ، فأنت بإمكانك ان تتصل تخبرنى انك جئت ونتقابل فى الليل ، لما تلك السرعه

كبد المعاناهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن