{ مُقدَّمة }

268 15 9
                                    


بِــسـمِ اللّٰه الرَحمـٰن الرَحيــم

لِأَكُون أكثَر صَراحةً،فَـمُجتمعُنا يعِجُّ بالفَساد،فِي الواقِع،إنهُ في مَرحلة مَا قبل الفَساد،أيُ حوادِث صَغيرة تَقع اليَوم،وَلاتجِد مَن يُعيرُها أهتِماماً، سَتتَحول شَيئاً فَشيئاً إلى كوارِث كَبيرة مُستقبَلاً
،غالِقةً بَاب الحُلول في أوجُهنا…
لَا يوجَد مُجتمَع صالِح خالِي مِنَ العُيوب،بَل يوجَد مُجتمَع عَظيم يعترِف بعيبِه ويُحاوِل تَغييره.
لَيس المُجتمَع العَربي فَقط مَن يُعاني مِن هذِه المَشاكِل،بَل المُجتمَع الغربي قد أخَذ نصيبه مِن الفَساد،ولرُبما أكثر.
لا تُوجَد أوطَان طاهِرة كامِلة الأوصَاف،كَما لا يُوجد بَشري كامِل كَذلِك…
مَا يُؤسِفُني حَقاً،هُوَ أن لا أحَد مِنّا يَكترِث بِما يُفسِد عالَمنا،لا أحَد يَمحُصه تَمحيصاً دَقيقاً،وَيشغل عَقله بالتفكِير في عِدة حُلول.
بَل أصبَحنا نَتسابَق على مَن يُفسِد المُجتمَع أكثَر،والجائِزة ما هِي إلا خَراب فَوقَ خَراب !!.
لَا بُد مِن أن بعضكُم قَد قَرأ هذِه الجُملة الشَهيرة
{ إِصلَاح النَفس…قَبلَ إصلاَح المُجتمَع }.
حقيقةً أنا لا أؤمِنُ حَقاً بِها،لأَن بعضنا لا يَرغَب بإصلاَح نفسِه،قَليل مَن هُم يَسعون إلى إصلاح أنفُسِهِم،فالأغلبية يَرون أنهُم صالِحين مِن كُل الجِهات،ولا يَنبغي لهُم إصلاح أي شَيء أو حَتى جُهد البَحث عن عُيوبِهم.
أصبَح إعطاء النَصيحة تكبّراً،ودّل النَاس إِلى طَريق الحَق دِيناً عَسيراً،فَقط هُم مَن يُلحِقون الأذَى في الوَطن أبطال ؟!.
فَقَط مَن يَرتدي الفاضِح جَميل،وَفقَط مَن يذُلُ زوجتَه رجُل،وَفقط الابن العَاق لِوالِديه هُو ابن رائِع،وَفقَط مَن يقتُل أُخته وأُمه وَزوجته تَحت مُسمى العار هُو شَريف.
كَلا وألفُ كَلا،أستيقِظوا أيُها البَشر،أترُكوا الهواتِف وأطيلوا النَظر !.
تُقَهقِهُون الأن على الأذى وإن أصَابكُم تحزَنون !.
لا السِياسيون مَن ستَقوم بِحل مشاكِلنا ولا رِجالُ الدِين وَلا الأطِباء !،نَحنُ نَصنع مجدنا بَيدِنا وكُتُبِنا !،أجَل،لن يَكفينا أن نَكون يَد واحِدة !،يجِب أن نضع كِتاباً في اليَد الأُخرى،فلا شَيء أفضل مِن الثَقافة !،فكَم مِن أصحاب الأموال وكَم من أقوياء يَبقون مُجرد مَعتوهين لأنهُم لَم يُمسِكوا كِتاباً في حياتهم ؟!.
الكُتب تصنعُنا،تصنَع تفكِيرنا وعَاداتنا وأَفعالنا،والأهم أنها تصنع مُجتمعنا.
أي نَوع مِن الكُتُب هُوَ ثَقافَة بِحد ذاتِه.
سِواء كان عَنِ الفَلسفة أو الدِين أو التنمية البَشرية أو تطَوير الذَات،وَحتى الرِوايات والقِصص تشمِل رسائِلاً مُبطّنة تحمِل عِبراً ومواعِظاً تُأثر عَلى قارِئها بِشكل إيجابي !.
أما عَن رِوايتي المُتواضِعة،فهي تحمِل رَسائِلاً واضِحة،فَقط الأعمىٰ مَن لا يَراها،لَيس أعمى العَين،بَل أعمى العَقلِ والرُوح…
تعرِض بَعضاً مِن مَشاكِل مُجتمعِنا العَربي،كَي نُسارِع بأصلاحِها قَبل فَواتِ الآوان.
ونِصف الحَل هُو الأعتِراف بالمُشكِلة…
والنِصف الآخر هو المُباشَرة بالإصلاح.

                                                      مَع تحياتي
                                                       هارِلـي

Note // أتمنَى مِنكُم أن تَدعموا هَذِه الرِواية،لِكونها مَظلومة بَعض الشَيء مِن نَاحية الدَعم/المشاهدات/التصويتات/والتعليقات بين الفقرات،قَدّروا تَعبي لُطفاً🤍.

غَريـبُ بَغدادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن