{ الفصل السابع }

79 4 31
                                    

« يَتعافَىٰ المَرءُ بِأُمِه »

أستَيقظتُ مِن نَومي بِفزع عَلى صوت طَرق الباب القَوي.

يَكادُ الطارِق يكسِرُ البَاب مِن شِدةِ طرقِه.

لابُد أنهُم رِجالُ الشُرطة أتوا لِيَقبِضوا عَليّ بِتُهمة تِجارة المُخدرَات،أو رِجال الإطفَاء يطرُقون الباب لِأخرُج وَقد أحتَرَق الفُندق بِأسره،أو مُلاكِم قَوي غاضِب أتى ليقتُلني لِأني تكلمتُ مَع فتاتِه.

نهضتُ بِسُرعة مِن سَريري وركضتُ نَحو الباب أفتحه،مَا زالت عَيني تَرجوا أن أُغلِقَها وَأعود لِلنَوم…

فَتحتُ البَاب وَوجدتُها…مَن غيرُها؟نرجِس.

ماذَا كُنت أتوقَع،فَلا أحد يَزُورني غَيرها.

تَرتدي بِنطالاً مِن الجينز الأزرَق وَقميصاً قَصيراً مُخطط بِالطُول وَالعُرض مُشكِلاً مُربعات زَرقاء وَصفراء،وَتِلك الأزرار وَالياقة بِاللَون الأزرَق الغامق، وحِذاءاً رِياضياً بِاللَون الأبيَض،لَيس مِن عادة نرجِس أن لا تَرتدي كَعباً.

وَقد رَبطت شعرها هذِه المَرة بِتَسريحة تُلقَّب "ذَيل الحِصان" وذلِك بِربط شَعرها كُله خَلف رأسها وَأبقَت فَقط بِضع خُصلات بُنية مُنسدِلة مِن الأَمام.

والأَمر الغَريب الثالث فِيها لِليَوم أن إبتِسامتها تَكادُ تُمزِق وَجهها.

دفعَت صَدري ودَخلت قائِلةً : "لَدي خَبريّن إحدُهُما أفضلُ مِنَ الأَخَر".

قُلت : "مَاذا هُنالِك نرجِس؟".

أجابَتني مُعترِضة : "لَن أنطُق بِحَرف قَبل أن تغسِل وَجهك،يَجِب أن تُركِز عَلى مَا سأقوله".

تَباً،ذهبتُ مُسرِعاً إلى المغسَل الخَزفي الأبيض أغسِل وَجهي بِسُرعة البَرق.

أمسكتُ بِالمَنشفة ومسحتُ قَطرات المِياه المُنسابة عَلى وَجهي.

خرجتُ مِن الحَمام وَوجدتُها تقِف بِسعادة عارِمة، فَقلتُ وأشعُر بِأني سأُصاب بِنَوبة قَلبية مِن الفُضول الَذي يعتَريني : "غسلتُ وَجهي الآن،تَكلمي".

قَالت وَهي تبتسِم : "الخَبر الأوَل أن أُمي عادَت لمنزِل أبي وحَلّ خالِي المُشكِلة".

أجبتُها : "جَيد،والخَبر الثانِي؟".

قَالت نرجِس وَلو أنها تملِكُ جَناحين لَطارَت مِن سعادتِها : "وَالخَبر الثانِي أنّي لَيلة البارِحة أخبرتُ الخَال أحمَد عَنك وَعن قِصتك وَوافَق عَلى أستِضافتك لَدينا،أي أنك ستَعيش مَعنا وَبِجانِب أُمِك !!".

غَريـبُ بَغدادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن