{ الفصل الثاني عشر }

51 5 75
                                    

«الرُؤيَة»

صَحوتُ مِن سُباتِي عَلى حَرارة الجَو المُرتَفِعَة، كُنتُ أتصَببُ عَرَقاً عَلى سَريري.

أهَذا بِسَبب المَرض أم أن حَرّ العِراق قاتِل لِهَذِه الدَرجة؟.

شَعري مُلتَصِق بِجَبيني وَرقبتي مُبللَة بِالكامِل، بَينما أشِعَة الشَمس تخترِقُ نافِذَة غُرفَتي كَي تُفقِدَني بَصري بِحَرارتها.

والأسوَء أن مُكيّف الهَواء مُطفَئ !.
أمسَكتُ بِجِهاز التحكُم أُعيدُ تَشغيله،وَلا فائِدَة...

يبدو أن الكَهرباء مَقطوع بالفِعل،تَساءلتُ إن كَان قَد حدَث خَللٌ مَا فِي الدائِرَة.

كُنتُ مُستَلقِياً بِالعُرض عَلى سَريري،نائِماً دُون وِسادة،مُكتفياً بِاللحاف الأبيَض.

لَا أذكُر مَتى خَلدتُ لِلنَوم لَيلة البارِحة،لَكِنّي أذكُرُ جَيداً كَيف كَان تَفكِيري مُشَوشاً.

نظرتُ لِلساعة المُعلَّقة عَلى الجِدار...الثانِيَة وَالنِصف مَساءً،أستَيقظتُ مُتأخِراً هَذِه المَرّة.

نَهضتُ مِن سَريري،ذاهِباً لِلحَمام كَي أغسِلَ وَجهِي بِالماء البارِد،لَعليّ أستعيدُ بعضاً مِن نَشاطِي.

كُنتُ أمشِي بِرُويّة،خَوفاً مِن عَدم أتِزانِي مُجدداً الذي يَليه سُقوطي عَلى الأرض.

وَعِندَما دَخلتُ أدرتُ صَمّام الصُنبور البارِد،وَضعتُ يَدِي أسفَل المَاء وَرششتُ وَجهِي بِه.

اللَعنة،إنهُ ساخِن !.
أليسَ مِن المُفترَض أن تَكون هَذِه المِياه بارِدَة ؟!.

أدرتُ الصَمّام الآخر وَوضعتُ يَدي فِي المَاء،كَان ساخِنَاً هَذِه المَرّة لِدَرجة أنّي لُسِعت.

يخرُج البُخار مِن المَاء لِشِدة سُخونته.
أتوفِر هَذِه الأنابِيب مَاءً مَغلياً ؟!!.

مَاذا أفعلُ الآن؟،مِياه الصَمّام البارِد ساخِنَة وَمِياه الصَمّام الساخِن حارِقَة.

أغلقتُ الصَمّامين،لَا أُريدُ الأغتِسال بَعد الآن.

خَرجتُ مِن غُرفَتي،كَان المنزِلُ فارِغاً وَهادِئاً تَماماً.
أينَ ذَهب الجَميع؟.

رُبما هُم فِي الخارِج الآن...

دَخلتُ المَطبخ،أنا أتضورُ جُوعَاً بِالفِعل،مُنذ دُخولِي لِهَذا المَنزِل وَأنا لا أتغذَى جَيداً.

غَريـبُ بَغدادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن