{ الفصل العاشر }

63 7 16
                                    

« لَحظــــاتُ الـوَداع »

أستَيقظتُ مِن نَومي مَساءَ يَوم الإثنَين عِند السَاعة الواحِدَة ظُهراً.

وَجدتُ نَفسي نائِماً عَلى الأريكَة مُلتحِفاً بِغطاءِ نَرجِس وَفِي شقتِها…لكِن أينَ نَرجِس؟.

نَهضت مِن عَلى الأريكَة وَرأيتُ بَقايا عَشاء البارِحَة قَد مَلأ الطَاوِلَة الخَشبية.

ذَهبتُ لِلحَمَّام لِأغسِلَ وَجهِي جَيداً،ثُم هَممتُ بِالبَحثِ عَنها…

بَحثتُ فِي غُرفة الجُلوس،وَفِي الطابِق العُلوي وَفي غُرفتِها،لَكِنّي لَم أجِد شَيئاً.

دَخلتُ لِلمَطبخ،وَلم أجِدها كَذلِك،لابُد أنها فِي العَمل.

لَكِنّي وَجدتُ فُطوراً عَلى الطاوِلَة وَبِجانِبه وَرقة مُلاحظات صَغيرة وَبعض المَال.

أخذتُ وَرقة المُلاحَظات لِأرى مَا كُتِب،فَوجدتُها رِسالة قَصيرة مِن نَرجِس تُخبِرُني فِيها بِاللُغة الإنجليزية :

"عَزيزي دَانيال،لَابُد أنكَ أستَيقظت مِن نَومِك الآن،أنت مُجبَر عَلى تَناول الفُطور الَذي أعددتُه لَك شِئت أم أبَيت،تركتُ لَكَ بَعض المال،سَأكونُ سَعيدةً إن زُرتَني فِي مَكان عَملي ♡︎"
عُنوان المُستَشفى : ****
عُنوان منزِلك : ****".

أبتَسمتُ لِرِسالتِها،ثُم نَظرتُ لِلطاوِلَة…
لَقد أعدَّت الشَاي وَالبيض المَسلوق،وَشرائح الجُبنة وَخُبز التُوست المُحَمص.

عجّة البَيض الَتي يُعِدُها أبي ألَذ،لكِن مَاذا سَنفعل؟، إنَها نَرجِس بَعد كُل شَيء…سأكونُ مُمتَناً إن وَضعت لِي كَأساً مِنَ المَاء.

جَلستُ عَلى الطَاوِلَة وَتناولتُ الطَعام،كَان الشَاي بَارِداً،وَبِالرُغُم مِن ذَلِك فَضَّلتُ شُربه عَلى أن أنهَض وأُسَخِنَه.

تأمَلتُ الوَرقة لِبَعض الوَقت…خَط يَد نَرجِس جَميل،إنَها جَميلة بِكَامِلها •-•.

عِندَما أنهيتُ تَناوُلِ فُطوري،نَهضتُ وَغسلتُ يَديّ جَيداً،وَنظفتُ المَنزِل…

لَم أعتَد تَنظيف مَنزِلي كَثيراً فِي أمريكا،لَكِن مِن الأحتِرام أن لا أخرُج مِنَ مَنزِلها تَارِكاً إياهُ مُتسِخاً.

فَقُمتُ بِحَمل بَقايا طَعام العَشاء مِن عَلى الطَاوِلَة وَوضعتُ مَا عَليَّ وَضعُه فِي الثَلاجة مِن الطَعام، وَصُحون الفَطور فِي غَسَّالة الصُحون.

غَريـبُ بَغدادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن