« إِدْمَـــــــانّ »
أستَيقظتُ مِن نَومي هَذا الصَباح دُون الحَاجة لِصَفعات نَرجِس عَلى خَدي.
تَقلَّبتُ فِي فِراشي،أشعُرُ بِألمٍ شَديد فِي ظَهري وَرقَبتي.
نظرتُ لِسِواري الفِضّي،ثُم دَفنتُ وَجهي فِي وِسادَتي.
لَم أنهَض مِن سَريري بَعد وَهاهِيَ تَستحوِذُ أفكارِي.لَا يَزالُ وَجهُها الفِكرة الأخيرة لَيلاً،وَالفِكرة الأولَى صَباحاً،وَالفِكرة المُستمِرَّة طَوال اليَوم...
دَخلَت مِيرلا الصَغيرة لِغُرفَتي وَقالت : "وَأخيراً أستيقَظت !،هَيا انهَض لِنُعِد الفُطور".
سألتُها قائِلاً : "كَم السَاعة الآن؟".
نَظرت لِي مِيرلا بِغضَب وأردَّفت : "لَم أُنهي رَوضَتي بَعد وَتنتظِرُ مِنّي أن أرَى الساعَة لَك؟".
أومئتُ قائِلاً : "أنتِ مُحِقة فِي ذَلِك".
ثُم مَددتُ يَدي لِأُمسِك بِهاتِفي عَلى الدُرج،فخرَجَ مِن بَين شَفتيّ تآوه صَغير.
سألَتني مِيرلا عَن سببِه فأجبتُها : "لا تَكترِثي،تشنُج بَسيط فِي رَقبَتي فَحَسب".
ثُم فَتحتُ الهاتِف لِإرى الساعَة،فَوجدتُها التاسِعة وَالرُبع صَباحاً.
قالَت مِيرلا قَبل أن تَخرُج مِن الغُرفة : "سَنكون بِإنتِظارِك عَلى مَائِدة الفُطور".
نَهضتُ مِن عَلى سَريري وَذهبتُ لِلحمّام كَي أستحِم بِالماء البارِد،فَالجو حَار هُنا.
خَلعتُ مَلابِسي،وَرميتُها فِي غَسَّالة المَلابِس،لَقد مُلِئَت بِمَلابِسي...
فَتحتُ دُش المِياه وَوقفتُ أسفَله،أمسحُ وَجهي وَشعري بِكَف يَديّ.
وَاضِعاً القَليل مِن -الشَامبو- بِرائِحة اللاڤندر عَلى شَعر رأسِي تَبِعها فَرك شَعري جَيداً...
بَعد إنتِهائي مِن هَذا الحَمّام المُنعِش،جَففتُ شَعري وَوجهي وَجسَدي بِالمِنشفة.
لَففتُ المِنشفة الخَضراء حَول خِصري وَذهبتُ لِخِزانتي أفتحُ بَابها الخَشبي.
أرتَديتُ بِنطالاً رَماديّ اللَون مَع بلوزة سَوداء بِإكمام طَويلة وَرفعتُها لِمُستوى سَاعِدي،وأخذتُ زَوجاً أبيضاً مِن الجَوارِب كَي أرتَديه.
جَففتُ شَعرِي الأسوَد بِمُجَفِف الشَعر الكَهربائِي وَسرحتُه بِالمِشط.
أنت تقرأ
غَريـبُ بَغداد
Romanceمَرحباً،أنا دَانيال... قَارِئ أجنَبي وُلِد فِي الحَرب والخَراب،مُنذ 2003 فِي العِراق،وَعاش فِي أمريكا. وَعُدتُ لِلعِراق بَعد عِشرين سَنة لِأعيش نَفس الشُعور،بِحُروب مُختلِفَة. بِخرَاب جَديد،وَالآم أقسَى،كَان ألَم فُقدان الأُم أهوَّن عَليّ مِن لِقائِ...