{ تكملة الفصل الثالث عشر }

44 6 3
                                    

عَلى ذِكر سِيرَة أُمي،إنّها الآن تَنزِلُ السَلالِم بِكُل أرِيَحية قائِلَةً : "صَباح الخِير خُويَة".

أبتَسمتُ بِخفّة وأنا أستنشِقُ سُمَّ سِيجَارتِي،لَقد تَعمَّدت ذِكر خَالِي أثنَاء تَحيتها الصَباحِيَة،مِما يَعنِي إستِبعادِي مِن خَير صَباحِها.

أجابَها خَالِي قَبل أن تَذهب أُمي لِلمَطبخ : "صَباح النُور عِيونِي".

كَم حَسدتُ خَالِي حِينَها،يُسمَحُ لَهُ بِقَول مَا يَشاء وَقتما يَشاء،فَلو كُنتُ أنَا مَن قال لَها "عِيوني" لَفقَعت لِي مُقلَتيّ رَدّاً لِذَلِك.

أُدخِنُ سِيجَارتِي بِشَراهة تَحت أنظَار خَالِي،وَكأن حَياتِي تَعتمِدُ عَليها.

قَالَ خَالِي أحمَد لِي : "عَلى كيفَك بَابَا هَلگد مَهمُوم؟".

لَيتهُ كَان هَمّاً فَحسب…إنهُ شَيء يُشبِهُ الصَواعِق، الزَلازِل،الغَرق..شَيء مِن هَذِه الكَوارِث يَحدُثُ دَاخِلي.

أجبتُه وَالكَذِبُ يَفيضُ مِن عَينيّ : "أنا أُحِبُ التَدخِين فَحَسب".

أومَئ خَالِي بِعَدم تَصدِيق،يَعلمُ أنّي كَاذِبٌ كَأُمي لِذا لَن يُحاوِل مَعِي عَبثاً.

رَأيتُ لَمِيعَة الصَغيرة تَمشِي بِإتِجاهِي،مَتى تَحررت مِن ذَلِك الصُندوق؟.

رَفعتُ نَظرِي لِرؤيَة حَقيبة سَفرِها التِي وَضعتُها بِجانِب السَلالِم،لَكِن لَا أثَرَ لَها.

تِلكَ الشَقيّة،كَيف تَسللت وأخَذت حَقيبتها دُون أن ألمَح طَيفها؟.

أكُنتُ مُنغمِساً بِالتَدخِين لِتِلك الدَرجَة؟.

نَفضتُ تَبغ سِيجارَتِي فِي المِنفَضة التِي تَتوسطُ الطَاوِلَة،لَم تكُن تُشبِهُ مِنفَضتِي أبداً…أشتَقتُ إلَيها بِحَق.

أشعُرُ بِأنّي أكثَرُ إهمَالاً فِي الآوِنَة الأخيرَة.

رَنَّ صَوتُ خِلخال فِي مَسامِعي،أأنَا أتوَهم؟،لَم أحظَى بِنَومٍ مُطلَقاً لَيلة البَارِحَة

كِدتُ عَلى وَشك النُهوض لِلذَهاب لِغُرفَتِي كَي أنعَم بِبَعض الرَاحة المُزَيفة.

لَكِنّي تَصنَّمتُ جَالِساً عِندَما لَمحتُها،آلِهةُ الجَمال آفرُودِيت فِي مَنزِلي ؟!.

أبتَلعتُ مَافِي جَوفِي بِرَغبة وَأنا أُراقِبُها كَيف تَنزِلُ السَلالِم بَطلَّتها البَهيَّة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 12, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غَريـبُ بَغدادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن