« ضُيوف مُزعِجين »
أستيقظتُ صَباحاً عَلى ضوءِ الشَمسِ الساطِع،عِندما فتحَت أُمي الستائِر مُداهِمةً غُرفتي.
وضعتُ كَفي عَلى عينيّ لِأحجُب أشِعة الشَمس الحارِقة عَنها.
بَينما أُمي تُيقظني بِكُلِ نَشاط قائِلةً : "يلا گُوم !،الساعة عشرة".
لا أذكُر أن أبي أيقَظَني هكذا فِي المنزِلِ قَط…
قُلتُ لَها : "وَماذا فِي ذلِك؟".
أجابَتني وَهي تفتحُ النَوافِذ لِيدخُل الهَواء النَقي لِلغُرفة : "رح ننظف البيت كُله".
هاه ؟!.
سألتُ أُمي قائِلاً : "وَلِمَ نُنظف المنزِل؟،إنهُ يَلمع مِن شدة نظافته !".
قَالت مُستنكِرة : "لا،البيت هُواية وصخ،وَرح يجون خُطّار بالليل".
"لا،المنزِلُ مُتسِخٌ كَثيراً،وَالضُيوف قادِمون اللَيلة".أزحتُ الغِطاء عَني قائِلاً : "وَمن هُم؟".
أجابَتني تختصِرُ بِكلمةٍ واحِدة كَلاماً طويلاً : "مَعليك".
أي "لا شَأنَ لَك".هززتُ رَأسي بِيأس،فلا وجود لِنَرجِس وَلِخالي كَي يُنقِذاني،لِذا لا حَل أخر لِي سِوى أن أستمِعَ لِما تَقول.
نهضتُ مِن السَرير وذهبتُ لِلحَمام المُلحق بِالغُرفة كَي أغسِلَ وَجهي جَيداً بِالماءِ وَالصابون.
وأنا أدعو فِي داخِلي أن يمُّرَ هَذا اليَوم بِسلام.
خرجتُ مِن الحَمام،وَرأيتُ أنها قَد نظفت غُرفتي، كانت نَظيفةً مُنذ البِداية،لكِنها قَامت بِتَرتيب السَرير فحَسب.
قَالت لِي : "أسويلك رَيوگ لو لا؟".
"أأُعِدُ لَكَ الفُطور أم لا؟".أجبتُها : "لا شُكراً،لا شَهية لِي".
أومئَت بِرأسِها وَقالت : "تَعالْ وِياية".
"تَعالَ مَعي".تبِعتُها لِلحَديقة،فَقالَت : "أول شِي رَح نرتب الحَديقة،تعرُف تقَلّم الشجَر؟".
"أولُ مَا سنفعلِه هُو تَنظيف الحَديقة،أتعرِفُ كَيفية تَقليم الأشجار؟".هَززتُ بِرأسي رافِضاً،فَقالت غاضِبةً : "أكيد متعرُف، ابن أبوك المدلل !".
ثُم أردفَت : "أخُذ المِرشّة وأسقي الزَرع".
كَانت هُنالِكَ مِرشّة ماء عَلى الأرض،فأمسكتُ بِها وَبدأتُ بِرش المَاء عَلى النَباتات الصَغيرة.
أنت تقرأ
غَريـبُ بَغداد
Romanceمَرحباً،أنا دَانيال... قَارِئ أجنَبي وُلِد فِي الحَرب والخَراب،مُنذ 2003 فِي العِراق،وَعاش فِي أمريكا. وَعُدتُ لِلعِراق بَعد عِشرين سَنة لِأعيش نَفس الشُعور،بِحُروب مُختلِفَة. بِخرَاب جَديد،وَالآم أقسَى،كَان ألَم فُقدان الأُم أهوَّن عَليّ مِن لِقائِ...