خيوط القدر ٢

81

كان ضامم رجوله لصدره بالقوة .. سامع زعيق ومو عارف مكانه .. في حاجات سودة جالسة تتطاير بالمكان ومهما غمض عيونه بيظل يشوفها ..

سمع صوت الباب ينفتح فالتفت وأول ما شافه جري ناحيته وضمه بقوة .. هو يعرف انو لما يحضنه كل شي بيختفي .. كل ذيك الظلال بتختفي وكل الاصوات تخف ..

رفع ماجد يده ومسح بشويش على راس هتان .. المفروض يظلوا بالمستشفى بس هتان كان متضايق وماجد ما يبغى يضغط عليه بأي شي .. مو ذي الفترة على الاقل ..

لهم يومين كذا .. ماجد يخرج يشتري شي او يخلص اموره العالقة بدوامه ويرجع يلقى هتان حابس نفسه بالحمام .. يقول انو هناك المكان الوحيد الا يضمن انو محد بيقدر يسحبه منه ..

طبعا ذكريات هتان مشوشة .. مو فاكر ايش صار بالسوبر ماركت .. والكاميرات بينته بيحط الاكياس بسيارته بعدها تحرك لمكان بعيد بالمواقف بدون سبب واضح واختفى بعدها ..

سحب ماجد جسم هتان الا كان يرجف ناحيت السرير وجلسه هناك وهو لا يزال بحضنه
- لساتهم هنا هتاني ؟

هتان رفع راسه بشويش وطالع بعيون ماجد
- ي .. يخافوا منك

ماجد ابتسم بشويش ومسح على راس هتان
- أكلت شي ؟

هتان نزل عيونه لتحت .. ما يحب الاكل .. يكره انو يستفرغ .. يكره انو جسمه بطل يستقبل اي شي .. كل وجباته المفضلة ياكلها عشان يستفرغ .. مو طايق شي يدخل فمه .. بس يدري انو لازم ياكل .. هو فقط بيحاول يتجنب الاكل قد ما يقدر

ماجد مسك يد هتان وباسها قبل ما يوقف .. يبغى ينزل يجيب لهتان شي ياكله بحكم ان صحن الاكل برد وكان مكشوف من الصباح بس هتان تمسك بيد ماجد بالقوة
- لا تروح ..

ماجد التفت لهتان .. ومسح على جبينه
- بجبلك شي تاكله .. لازم تحافظ على الدوا حبيبي

هتان ظل يطالع بماجد بقلق .. بس ترك يد ماجد ومدد جسمه على السرير .. سحب البطانية وغطى جسمه الا كان لساته يرجف
- ل .. لا .. تت .. تتأخر

ماجد ظل يطالع بهتان قبل ما ياخذ نفس عميق وينزل المطبخ يسحب طبق الشوربة ويحطه في المكرويف يسخنه .. امه جالسة ترسل أكل لهم هما الاثنين من بعد ما عرفت انو هتان طاح .. ما قالها ايش صارله .. قالها انو هتان تعبان بسبب فايروس وما يقدر ياكل شي

حس بجواله ينهز بجيبه فسحبه وشاف رسالة امجد ..
" قضية مشرفة خلصت .. وقضيت السيارتين بنتظر فيها التحليل الجنائي من المعمل .. "

ابتسم ماجد بشويش .. هذي اول مرة يستعلوا فيها كونهم توائم عشان يغطوا فيه عن بعض .. امجد جالس يداوم على اساس انو ماجد .. مو صعب كل واحد منهم يقبتس شخصية الثاني بذات مع قدرت امجد في التسليك الا تخلي اي احد يعتقد انو فاهم وهو مو فاهم شي

وصلته رسالة ثانية من امجد
- كيف هتان ؟

غمض ماجد عيونه .. كان يتمناه يصحى .. دحين يتسائل لو كان هتان مرتاح اكثر وهو منوم .. هل كان يحس بالخوف يدخل قلبه وهو نايم ؟ .. هل كان غارق بكابوس سيء ؟ .. ولا الامر كان مجرد ظلام قاتم بدون اي افكار او اصوات ؟ .. عمره ما بيعرف الجواب