الحقيقة

324 29 1
                                    

وجدته جالساً في ساحة القصر شارداً في اللا شئ ، نزلت الدرجات وهى تطرق الارض قوة بحذائها ذو الكعب العالي و كأنها لم تكن مريضة منذ بضع الساعات ، لم يشعر بوجودها حوله و حتى صوت طرقاتها لم يسمعه ،انزوى ما بين حاجبيها بأستغراب فما الشئ الذى يسرق لبه الى ذلك الحد!، جلست امامه واضعةً قدم فوق اخرى قائلة بسخرية: اواقعاً في الحب ام ماذا ؟!
نظر اليها اخيراً لينتبه لوجودها فحقاً لم ينتبه ، كور عينيه بملل قائلاً بضيق :الن تدعيني و شأني !
تحدثت فجاءة : وهل تركتموني و شأني !
لم تقصد قول هذه الجملة لم تقصد حقاً هى فقط نمت عما في اعماق قلبها لم تجد اي وسيلة للهروب مما قالته لتنهض بسرعة محاولة الهرب من امامه و لكنه امسك يدها بسرعة مقرباً اياها منه ليمنعها من الهروب فتلك هى المرة الاولى التى يسمعها تتحدث بكل هذا القهر و كأن تلك الكلمة قد خرجت من قاع الم نازف حقاً ،الم عميق كل  العمق ، نظرتها و هى تقولها نظرة منكسرة و هو الذى لم يراها منكسرة قط ، تلك العيون الشيطانية قد لاح بهما الم حقيقي فجاءة و كسرة ملعونة ، حاولت التملص من بين يداه قائلة و قد عادت اليها قوتها و غرورها : ماذا تظن نفسك فاعلاً!
ابعدها عنه قليلاً و لكنه مازال ممسكاً بيدها حتى لا تهرب منه قائلاً بصوت هادئ: حسناً حسناً .
هدأت قليلاً  ولكنها مازالت تريد الهرب فهى الان في اوج لحظات ضعفها ، تشعر انها تريد البكاء حقاً و لكن من التى تبكي ! هيهات ..
اخذها من يدها ليجلسها برفق على كرسية و يجلس هو على الطاولة امامها قائلاً بهدوء و بلا ملامح : ماذا تقصدين ؟!
شعر بعيناها تتهوه منه للحظات ثم فجاءة احتدت ثانية كالعادة و نفضت يده عنها قائلة بغضب و هى تنهض : اسمع يا بن "الشاذلي" انا..
لم تكمل جملتها ليقاطعها قائلاً ببرود : اسمي "قاصي" وليس بن "الشاذلي" لا تنسبِ تصرفاتي لهم .
ضحكت بسخرية قائلةً بحقد يشع من عيناها : انت مثلهم انت من نسل الشياطين يا هذا ..
كلامها صحيح فهم شياطين حقاً  لكن هذا الكلام ينطبق على جده و ابوه فقط فباقي العائلة اناس جيدة الى حد ما ، سألها ببرود و هو يراقب نظاراتها و حركاتها :وماذا فعلنا لكِ!؟
عند هذا السؤال و لم تستطع تمالك نفسها لتظهر كل المشاهد امام عيناها بسرعة و تتابع ،مشاهد كثيرة تحرقها و تحرق كيانها كله ،كل ذرة طيبة بها تحترق مع كل مشهد ،طفولتها تُغتصب مع كل مشهد ،الدماء تطاير على وجهها حتى ظنت انه يحدث لها الان لتمسح وجهها بقوة و بشدة من الدماء الوهمية عليه ...
كانت تمسح وجهها بكلتا يديها بقوة حتى تهيج جلدها بشدة وعلمت يدها على وجهها حتى كاد ان يدمي و هى صامتة لا تتحدث ،امسك يدها بسرعة لتصرخ صرخة قطعت نياط قلبه : لااااا لااااااا ...
دفعته بأقصى قوتها لتنتابها حالة من الهياج العصبي وهى تصرخ ب: ايتها العائلة الملعونة يا نسل الشياطين
حاول السيطرة عليها و لكنها سقطت على الارض قائلة بألم حقيقي و هى ترى كل ما تقصه :ابى ! ماذا فعل لكم ! ماذا فعل !
جلس امامها على الارض متابعاً حالتها ليتحرك بؤبؤ عيناها بحركات عصبية و المشهد يتجسد امامها من جديد ...
كانت تلعب بحديقة منزلها صاحبة العشرة سنوات مع اختها الصغيرة للغاية تكاد تكون لا تعي شيئاً فسنتان من عمرها قليل لتدرك لعب اختها الكبرى و لكنها كانت تغطي وجهها بكلتا يديها ثم تفتحها فجاءة لتضحك الصغيرة على تلك الحركات المرحة ، شعرت بالارض تهتز من تحتها فجاءة و نور الشمس يقل لتنظر بجانبها و تجد الكثير من الرجال ذوي الحلل السوداء اصحاب البنية الضخمة يدخلون الى قصرهم بعدد كبير للغاية ..
كان مظهرهم مخيف بحق حملت اختها بسرعة و ركضت بأرجلها الصغيرة رغم ثقل اختها الى داخل القصر تحتمي بأمها ، نظرت اليها امها بتعجب سألة اياها : ماذا حدث عزيزتي لمَ تبدين خائفة "أوار" ؟!
لم تجيبها فقط ظلت تنظر نحو الباب الخشبي الكبير تنتظر هجوم هؤلاء المسلحين المرعبيين فهى قد دخلت من باب الخدم ، اخذت امها الطفلة الصغيرة وهدهدتها قائلة بصوت ناعم :اهدأي "سديم" ..
تركتهم "أوار"و خرجت خارج المطبخ لتقف امام الباب الخشبي الكبير تنظر له بهلع ولا تتحدث و كأنها اصبحت بكماء ،نزل رجل من الاعلى في  نهاية العقد الخامس من عمره ولكنه قوى البنية متين كالجبل لا تهزه ريح قط ،وقف امام اخر درجة من السلم ينظر الى الباب الخشبي الكبير مترقباً اياهم ففهمت انه قد رآهم عبر الحائط الزجاجي بغرفته ليقتحموا الباب فجاءة فأنتفضت هى بذعر تنظر اليهم بعينان مرعوبتان ..
تقدم احدهم وقد كانت بنيته اقل ضخامة ممن حوله قائلاً بسخرية شديدة : لقد حذرناك مراراً يا "خالد" ولكنك لم تستمع انت و ابنك .
ثم اتبع حديثة قائلة وقد التمعت في عيناه لمعة شيطانية لن تنساها بحياتها: ورغم ذلك لقد جئنا اليك بهدية ارجوك ان تقبلها..
انهى جملته و اشار الى رجاله ليأتي اثنين منهم ضخام البنية و يحملوا معاً سرفيس طعام مغطى بغطاء معدني كبير جداً نسبة للغطاء التقليدي ،نظرت الى جدها لتجده مازال ثابت التعابير لم تتغير قيد انملة بينما ابتسمت هى براحة فهى قد اساءت ظنها بهم فها هم يعطون اليهم هدية كبيرة جداً ترى ما هى ؟!
لحطات تنتظر الهدية بفارغ الصبر تنتظر ان يفتحوها امامها حتى لمس الرجل الاول الذى كان يتحدث مقبض الغطاء قائلاً بأبتسامة خبيثة : هل انت جاهز يا بن "قاسم" ؟!
لم يرد عليه بينما هى ردت عليه بداخلها بفرحة و حماس لترى ما بالداخل وينتابها التعجب من جدها الذي لم يفرح !
و اخيراً فُتح الغطاء لتسمع بعدها صرخة لم تسمعها مثلها من قبل من امها فنظرت للسرفيس مجدداً و وجدت ما لم تتوقع يوماً ان تراه ...
رأس والدها موضوعة على طبق فضي كبير مملؤ بدمائه و رأسه تتوسطه ، عيناه الزرقاء الصافيه تنظر اليهم مفتوحة و وجهه ملطخاً بالدماء ..
ظلت تنظر الى المشهد امامها بصمت مصدومةً مما تراه فبالتأكيد هذا كعك على هيئة رأس والدها ليس اكثر و لكن ما هذه الدماء ! ،نعم نعم بالتأكيد هذا نبيذ او عصير الكرز...
وضعوا السرفيس على الارض تحت اقدام جدها ثم بدأوا بالرحيل حتى رحلوا جميعاً ، و انقطعت معهم صرخات امها ..
لم تعد اقدامه تتحمله فجلس على الدرجات من خلفه و لأول مرة تراه يبكي حقاً اول مرة في حياتها ، اقتربت من ذلك السرفيس برفق ثم لمست تلك الرأس لتجدها حقاً خصلات شعر و حقاً جلد انسى فأنتفض جسدها فجاءة لتسقط على الارض خلفها و زاحفةً للخلف تصرخ برعب و وضعت يداها على وجهها الصغير برعب لتلوث الدماء وجهها ناظرةً الى الرأس برعب فهذه رأس ابوها و هذه دماؤه ....
______________________
كان جسدها يتشنج وهى تروي له ما حدث ترى بيدها دماء ليست موجودة ،الوسط كله من حولها اصبح مدمي ، صرخت وهى تنظر بيديها بتشنج:رأسه كانت بين يداي ..
كان جالساً لا يتحرك من الصدمة فهو توقع كل شئ من عائلته الا شئ بتلك القسوة و الشيطانية ، كان يشعر بألم شديد و كأنه بمكانها الان ، لم يعلم ماذا يفعل و هى تنهار امامه حاول احتضانها ليحد من تقطيعها لجلدها بأظافرها ولكنها قد بدأت فجاءة بضربه بقوة في صدره و صفعه بتشنج صارخة بدون وعي : قتلتوه قتلتووووه ، كان رقيق القلب ، كان ملاكاً يا ذرية الشيطان ، كانت طرقة قدمه على الارض تخلف عماراً يا ملعوني السماوات و الارض ، لماذا لماذا ...
كان حقاً لا يعلم ماذا يفعل او ماذا يقول حتى انه لم يستطيع منعها من ضربه تركها تفعل ما تشاء وبداخله الكثير من المشاعر المتضاربه بينما هى تنهار ...
__________________________
كانت مختبئة في احضانه كأنه يحميها من العالم الخارجي ، لطالما ارادت ان يحميها احد و لكن تُركت بمفردها تصارع الحياة الشنيعة تلك ..
يمسد على شعرها برفق و حنو بالغ ،لم يكن بعمره حنوناً مع احد ، يشعر بغضب يحرق الدنيا بمن فيها الان فأن كان والده امامه لحرقه حياً ولم يرحمه ابتعدت عن احضانه قليلاً لتتشابك اعينهما ولكن لأول مرة ليس بينهم حقد او كره بل بالعكس تماماً وايضاً عيناها المغرورة القوية ، متألمة و هادئة تلك الخطوط السوداء التى تتصارع مع زرقة عيناها ،كان دوماً يقول انها بصمة الشيطان بعيناها ولكنه يراها الان مختلفه، يراها آلامها وقوتها التي تقوتت بها كل تلك السنوات ، امرأة غيرها كانت قد انتحرت او ما شابه ولكنها  نهضت من الاعماق بأختها و صنعت امبراطورية لها ولم تنسى يوماً ثأرها ، لاح في ذهنه سؤال لينظر داخل عينها اكثر سائلاً اياها بصوت رخيم هادئ جداً :كان ثأئرك و لازال مع "ماجد الشاذلي " و ابيه فلماذا قتلتيها !
سألته بنبرة مبحوحة متعبة :جدتك !
أمأ لها بعيناه فشردت عيناها قليلاً قائلة بتهكم يحمل بين طياته الكثير : لم تكن الملاك الذي تظنه .
نظر اليها منتظراً صدمة اخرى يتلقاها عن عائلته لتسرد هى ما حدث :دعنا نبدأ بجدي .. ذلك الرجل العظيم الذي لم يكن مثله احداً ولن يكون.. اراد ان يثأر لأبنه فلم يتوقف عن ملاحقتهم وبعد سنة واحدة من مقتل ابي سُجن جدي وحكم عليه بالاعدام بتهمة القتل و التجارة بالمخدرات و التي كانت السبب في الخلاف من الاساس ، ف"هاشم الشاذلي " و ابنه كانوا شركاء عائلتي في "مجموعة الشاذلي" التي كانت في الاصل مجموعة "خالد" جدي ،وعندما علم جدي بمتاجرتهم بالمخدرات و الاسلحة بل و كل ما هو قذر و نجس قرر ان يواجههما ،فهدداه ولكنه لم يتوقف عن سرد حقيقتهما للجميع حتى انه قدم بلاغ ضدهم للنائب العام و هذا ما استفزهما كثيراً فحدث ما حدث ، عُدم جدي ولكن كان اعدامه ليس كأي اعدام اخر كان مشنوقاً و مرسوماً على صدره العاري رقم البلاغ الذي قدمه ..
اغمضت عيناها بقوة محاولة تمالك نفسها فأحتضنها هو اكثر ثم سألها و هو يملس على خصلاتها : وكيف عرفتِ ذلك ؟!
تذكرت تلك الذكرى الأليمة وصرخة جدتها في ذلك اليوم عندما جاءها شريط مصور لما حدث ..
سار تجاه حبل المشنقة مرفوع الرأس كعادته دائماً شامخ لا تهزه الريح قوي و كأنه يملك الدنيا و ما عليها ، مستعد للموت في سبيل قضيته ، كان مُكبل اليدين و القدمين ولكن الحبل واسع قليلاً يسمح له بالسير و لكن بصعوبة ، هجم عليه فجاءة ثلاث من الاشخاص و امسكوه جيداً كي لا يتملص منهم ولكنه كان قوياً جداً حتى انه ابعدهم عنه العديد من المرات حتى نالوا منه اخيراً ، امسك احدهم سكيناً صغيراً واقترب منه يينما الاخر كتم فمه كي لا يصرخ وبدأ الاول بجرحه بقوة على هيئة ارقام ، كان يتألم بشدة فمن ذا الذي يتحمل كل هذا ، انتهوا مما كانوا يفعلوه و اوقفوه مجدداً ليتألم هو بشدة وهو ينهض ليقف من جديد ، صعد معهم بصعوبة الى منصة الاعدام وقد كانت الدماء تنزف من صدره بغزارة ، وقف على المنصة و الحبل ملفوف حول رقبته فأغمض عنيه لينزلق جسده بعدها الى الاسفل مشنوقاً ولتكن اخر مرة يروه بها ، مشنوقاً وجسده طائراً في الهواء يمسكه الحبل من رقبته وصدره ينزف بدماؤه ...
نظر اليها متفاجئاً لمَ تقصه ، عائلته اكثر وضاعة من الضباع بل اكثر من الشياطين ولكن هو لم يفهم ايضاً ما علاقة جدته بالموضوع !
اخذت نفساً عميقاً لتكمل بعدها وقد غيمت سماء عيناها لتكون الخطوط السوداء بها كالرعود :كانت جدتي تنتفض وهى ترى رفيق دربها امامها بتلك الهيئة كانت تحبه بل كانت تعشقه ولم ار عشق مثل ذلك من قبل ، اما عن ذلك الشريط فقد امرت بتصويره جدتك وهى من ارسلته لها ..
اتسعت حدقتاه بصدمة ، جدته ! ، لقد كانت مثل الملاك بالنسبه له فقط معاملتها لأمه كانت غريبة ولكن دون ذلك فلقد كانت طيبة للغاية لم يتوقع منها يوماً شيئاً بتلك القسوة و اللأنسانية !
اكملت حديثها بألم شديد : لم تتحمل المسكينة ما تراه وقطعت شراينها بلا رجعة فألم قلبها قد عمى عيناها عن ابنتها و حفيدتاها ..
انهت حديثها لتنهمر دمعة مقهورة على وجنتها فمسحها هو بسرعة قبل ان تسقط اكثر ثم مسح وجنتها بأبهامه برفق قائلاً بألم بداخله : ولكن كان السبب في كل ذلك ابي و جدي فلمَ لم تقتل....
لم يكمل جملته ليُنار عقله فجاءة فأتسعت حدقتاه قائلاً بصدمة : انتِ !
نهضت عن احضانه و وقفت قائلة بشموخ رغم نزيف قلبها الذي يسقط على هيئة دموع: نعم انا من قتلته،  وان عاد الزمان سأكررها مراراً و تكراراً و بلا رحمه ، فقد قتلته بعين الطريقة التي قتل بها جدي وقتلت جدتك كما قتلت جدتي ، تلك المرأة الشيطانة فعلت كل هذا لأنها تكره جدتي ، ما ذنبها المسكينة ان جدك الوضيع كان يحبها ولكنها كانت عزيزة النفس طاهرة مخلصةً لجدي ولم تُلبي ندائه الدنئ ، فعلت بها جدتك هذا لأن جدك احبها ، فأنتحرت حزناً على حبيب قلبها الملائكي... وقتلت ايضاً ذلك المحامي الاول الخاص بأبيك ، ذلك الدنئ كان السبب بكل شئ هو من ترافع ضد جدي و هو من أتى مع "ماجد الشاذلي " وهو يضع رأس ابي امامي ، قتلته كما قُتل ابي ولكن ان كنت صريحة كانت تلك الطريقة لأبيك ولكن فاز بها الاخر ، اما عن ابيك فسأكل كبده لن ارحمه ، لن ارحمه وان قبل قدماي لن ارحمه ..
تألم بشدة مما يسمعه الان ولكن كالعادة كانت ملامحه خالية من اي تعابير اما قلبه فكاد يقطر دماً، لم يكن يعلم ماذا يقول لها لقد اتى بها الى هنا كي يقتلها لقتلها جدته و التي علم به من ابيه الذي وجد تسجيل اجهزة المراقبة بالقصر ورأي ما حدث ولكن العجيب ان هذه التسجيلات كانت مختفيه تماما ، اما الان فهو -رغم قسوة ما يسمعه- شعر انه يريد ان يأخذها في احضانه و يدفنها بها و لا يخرجها ثانية ابداً لذلك العالم القذر، قطعت خيط افكاره قائلة وهى توجه نصلً الى رقبتها بقوتها الذي عاهدها بها دوماً : و الان قد علمت كل شئ ، انا من قتلت جدتك و جدك.
نظر اليها بخوف ولكن لم يعبر بملامحه ، هى حقاً لن تفعل ! ، وقف امامها بشموخ قائلاً بحزم: اتركِ ..
ضحكت بسخرية قائلة بألم : ماذا اتظن ان الموت مؤلم !
لم يجيبها ولكن نظراته كانت كافيه ، كانت رغم صلابتها و قوتها تحثها لترك النصل كانت نظرات خائفة حقاً ، ازالت النصل عن رقبتها و وضعته بالمنتصف بينهما ثم امسكت يده ووضعتها على النصل ثم وضعت يدها فوقه قائلة وهى تنظر داخل عيناه و كأنه تقسم بنظراتها : اقسم لك بشرف عائلتي انني سأتركك تنال شرف قتلي ولكن بعد ان اقتله ، لن اموت قبلها ..
اخذ منها النصل و القاه بعيداً على الارض ثم قال بملامح جامدة:لن تموتِ قبلها او بعدها .
انه جملته و جذبها من خصرها بقوة تجاهه ليلتهم شفتيها بنهم شديد ، لن ينكر انه قد احبها حتى قبل ان يعرف الحقيقه ، لم يفرط بقتلها ، لم يقدر على ذلك ابدا ولن يقدر فمن ذا الذي يقدر على ذلك ..
لم تمانعه بل و بادلته ايضاً ولكن كانت سماء عيناها تأبى الفرح ، كانت تبكي و تبكي ولن تتوقف عن ذلك ، يداها تتخلل خصلاته ويداه على خصره يحتضنها بقوة و كأنها ستهرب منه ، ابتعد عن شفتيها ليستند بجبهته على جبهتها هائماً في عيناها و هو يلهث من نقص الهواء : لن تفعلِ .. لن اتركك
هزت رأسها إيجاباً و عيناها تأبى الجفاف ، فها قد اطلقت لها العنان اخيراً، جذبته هى مقبلة اياه بعشق حقيقي فمن يراهما يظنهما قد حظيا بقصة حب طويلة

أنوبيس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن