قاصي!

310 25 0
                                    

يوماً كاملاً يبحث عنها في كل مكان ،لم يرتاح ولم يأكل او يشرب حتى انه لم يعود للمنزل من الاساس ، كاد يجن عليها حقاً كاد يجن اين ذهبت ! لماذا فعلت هكذا به ، لم يقدر التحمل اكثر ليقع على الارض يشعر بالألم يجتاح جسده كله ، اين هى ! اين تلك الفتاة ! اين ملاكه الجميل اين ذهبت و تركته ! ، نهض ثانية عازماً على البحث مجدداً لن يترك حتى يجدها،  رجع الى المنزل ليأخذ سيارته ويبتعد اكثر عن المدينة ..
دلف الى المنزل بسرعة كي يستطيع كسب بعض الوقت لتلتصق قدمه بالارض فجاءة ، وجدها جالسة امام البيت و الامطار تغرق ملابسها و شعرها البني بغزراة و تنظر اليه بعيناها التي كالبحر لوناً بل اشد زرقةً ، لم يشعر بنفسه الا وهى بأحضانه يعتصرها بقوة ، لم يشعر بالخوف هكذا من قبل و تباً لذلك الشعور المؤلم ، يبدو انها هى  التي تحميه وليس العكس ، ابتعد عنها بسرعة عندما ادرك ما فعله لينظر اليها بحرج فوجدها محمرة الوجنتين متضايقه لما فعله ، سألها بغضب شديد : اين كنتِ ! كيف تخرجِ دون ان تخبريني !
نظرت الى الجانب الاخر بضيق: كنت سأرحل ولكن لم استطيع تركك بمفردك ، لم استطيع ان اتركك هكذا دون حتى ان اقول لك ..
تنهد مطولاً و كأن هماً ثقيلاً قد انزاح عن جسده ، اقتربت منه و سألته بقلق : "عدي" اتبكي انت؟!
مسح وجهه بسرعة وقال بإرتباك : ابكي ! لا بالطبع انه المطر فحسب ، هيا ندخل فقد تصيبك الحمى
ضحكت برقة قائلة بمزاح : نعم انا من اصابتني الحمى فعلاً..
نظر اليها بخجل ثم ضحك على ما قالته قائلاً و هو يشير اليها بيده للدخول و كأنها اميرة : حسناً لا تقولِ لأحد !
_____________________
_سيدي لقد وجدناها.
انفرجت اساريره فرحاً فها قد وجد اداة الضغط على "اوار" واخيراً نهض عن مكتبه و وقف امام "صفوت" محاميه قائلاً بفرحةً شيطانيه : وأخيرا يا هذا و اخيراً
-وما الخطوة التالية ؟!
صمت قليلاً يفكر ثم اجابه قائلاً بخبث :انتظر قليلاً فكل شيئاً بوقته ..
_____________________
لم ينم يوماً بتلك الراحة النفسية و البدنية ايضاً رغم انه الفراش عينه ولكنه الليلة مختلف تماماً ، فتح عيناه ليراها ولكنه لم يجدها انتفض من نومته بسرعة و نظر حوله و ايضاً لم يجدها ، نهض بسرعة و خرج من الغرفة صائحاً بصوت جهوري و هو يبحث عنها : "أوار" ..
رفعت انظارها اليه قائلة بسخرية : اظننت انني هربت !
تنفس الصعداء ليعود لهدوءه من جديد و هو ينزل درجات السلم قائلاً وقد اصبح امامها بأبتسامة ذات مغزى: و ماذا انتظر من قاتلة مثلك !
وقفت امامه و لامست رقبته و بداية صدره برفق شديد اذابه قائلة بخفوت وهى تنظر بعينه : الا تخاف ان اقتلك انت ايضاً ؟!
امسك يدها بقوة كي تتوقف عما تفعله فهى حقاً اذابته بها قائلاً بنظرة لم تظهر يوماً في عيناه السوداء : و ان كان على يدك فنعم الموت .
لم تقدر على منع ابتسامتها الفرحة من الظهور فنظرت بعيناه ثانية لتأثرة داخل تلك القضبان السوداء قائلة بنبرة صادقة : وجودنا معاً خطر كبير.
اقترب منها ليلمس بشفتيه جانب اذنها هامساً بصوت يأسر حقاً : "اوار" العظيمة تخاف من العشق  !
حركته تلك اسرتها حقا ولكنها ابتعدت عنه فجاءة قائلة بقوة حاولت ان تطفو:كٍل خُلق بقصة و انا روايتي اعلم نهايتها و احفظ سطورها عن ظهر قلب لا يوجد بها شيئاً عما تقول ..
جذبها من خصرها اليه قائلاً وهو يلمس ظهرها العاري من تلك الكنزة صاحبة الظهر المكشوف برفق :اذاً دعيني اكتب سطوراً جديدة ..
لاح في عيناها تحد قائلة :حاول اذاً كما تريد ولكني اعلم المستقبل .
_حسناً مُنجمتي يؤسفني خطأك هذه المرة ..
انه جملته و احتضنها حضناً حنون للغاية شعرت به انها ملكت العالم بأكمله ، شعرت انها بخير و ان كل شيئاً على ما يرام و سيكون كذلك ، تشعر بالأمان في احضانه ،صدره الدافئ القوي يحتويها بحنان لم تشعر مثله من قبل ، تنهدت تنهيدةً طويلة اخرجت بها الم صدرها ..
اما هو فذلك العناق لم يكن لجسده بل كان لقلبه ، يشعر معها بالسكينة كمان لم يشعر بها من قبل يشعر بالحب و لأول مرة في حياته يدق قلبه الذي ظن انه مات منذ زمن طويل ، لم ينسى يوماً عندما ذهب اليها متعباً و احتوته رغم عداوتهما وقتها ، كان قد وقع بها ولم يكن يدري ...
وابل من الطلقات النارية اخترقت القصر ليقع بها على الارض بسرعة كي لا يصيبهما شيئاً ، فزعت للحظة ولكنها ما لبثت ان اخرجت سلاحها من جراب ظهرها و بادلتهم اطلاق النار بينما احتمى هو بالاريكة حتى وصل الى احدى الادراج وجلب منه سلاحان ثم رجع عندها مجدداً ليقفا في ظهر بعضهما البعض يدافعون عن ارواحهم ، رأت احدهم يحاول الدخول الى القصر من باب الخدم فأبتعدت عنه بسرعة وذهبت الى هناك تحاول تفادي الطلقات بأحترافية شديدة ، نظر اليها بخوف شديد ، ناداها غاضباً كي تعود ولكنها لم تكترث ، حاول الوصول اليها ولكنه ان ترك منطقته الان سوف يدخلون من الباب و هو حتى لم يتبين عددهم بعد  ..
اقتربت من خلفه بتسلل ثم خبطته على رأسه بمؤخرة سلاحها ليسقط على الارض مغشياً عليه ، سحبته من قدمه لتخبئة خلف منضدة المطبخ و اغلقت عليه باباها بالمفتاح لتخرج مجدداً الى "قاصي" ، كان خائفاً عليها جداً ولكنه لم يقدر على ترك سلاحه و البحث عنها،  وجدها قادمة فألتفت لها لتصيبه احدى الرصاصات فسقط ارضاً على اثرها ..
صرخت عندما اصيب لتركض تجاهه جالسة بجانبه ،من حسن حظهما انهم وقع خلف الاريكة التى عملت ساتراً من الرصاص ، وضعت رأسه على قدمها و هزته بقوة قائلةً بصدمة :لا ..لا لا لا

أنوبيس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن