صانعة اللعبة

486 29 0
                                    

   مر اليوم أخيراً ليأتى فجر اليوم التالى ،    
    حاول أزالت تلك الدماء من يده بضيق لا يعلم لماذا ثابته الى تلك الدرجه طرق بيده في طارة القيادة ليكمل بالسيارة بضيق،أقترب من بوابة قصره ليجد الشرطه في كل مكان والكثير من الناس واقفوان لينزل منها ذاهاباً الى هناك بغضب جم ، أقترب من أحدى الضباط قائلاً بهدوء:ماذا هناك ؟!! ،ماذا تفعلون هنا؟!
تحدث الضابط قائلاً بحزم :أنتَ"عاصى الشاذلي  "؟!
-نعم أنه أنا.
قالها بهدوء ليقترب منه أثنين من العساكر مكبلين أياه ، ليفسحهم عنه بقوة قائلاً بغضب جم:أمجانين أنتم ! ألا تعلموا من أنا !
تحدث الضابط ثانيةً :أنت متهماً بجريمة قتل .
ـ ماذا !!!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-أين كنت في تمام الساعة 3:46؟!!
    نطقها الضابط بحزم فنظر اليه "عاصى" بهدوء ولازالت علامات ثقته مرتسمه على جلسته الواثقة وملامح وجهه الصارمه قائلاً :أين هاتفي ؟!
وقف الضابط أمامه ثم أعطاه الهاتف قائلاً بضيق من تصرفاته العنجهيه وكأنه لم يقتل أحداً منذ ساعات : يُسمح لك بمكالمة واحدة فقط!
أخذ منه الهاتف وكتب أحدى الأرقام ليجيبه بعد فتره أحد ليتحدث هو بهدوء:أنا في مركز شرطة .... !
أغلق الهاتف بينما نظر اليه الضابط بضيق شديد ذلك القاتل الملعون لماذا هادئ لتلك الدرجة !
    مر وقت من الزمان ليأتى بعدها العسكرى قائلاً بأنتباه ورسمية :المستشار صفوت منصور يريد مقابلتك سيدى!  
نظر اليه بصدمة "صفوت منصور" ذاته هنا ! ، نهض بسرعة عن كرسيه وأرتدى قبعته العسكرية قائلاً:أسمح له بالدخول بسرعه!
    دلف رجل في العقد الخامس من عمره مهيب لدرجة كبيرة ويرتدى زى أنيق وقور أيضاً رحب به الضابط بشدة بينما قال "صفوت " : "صفوت منصور" حاضر عن "عاصى بيه الشاذلي "أتسمح لنا قليلاً!
أخذ الضابط أشيائه وخرج بينما جلس "صفوت" بجانب "عاصى" قائلاً بتساؤل : من قتلت سيدى ؟!
نظر  اليه "عاصى" بهدوء وبدأ بالحديث ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
     ظل "عاصى"العديد من الساعات في ذلك القسم بل والأصعب أنه دخل الى قفص المتهميين بين السارقيين و المغتصبيين و حثالة المجتمع
ساعات و ساعات و ساعات حتى أتى المساء و قد عرض على النيابه ،مر اليوم كله وأتى اليوم التالى ولازال في القسم، أهتاج بشدة وبدأ بركل باب السجن بقوة قائلاً بغضب جم :أيها الأغبياء الحمقى اللعنة عليكم جميعاً ، أخرجونى من هنا أنتم لا تعلمون من أنا وما أنا بقادر على فعله ،سوف أهدم الأرض على رؤسكم أيا الأغبياء !
-أجلس يا هذا ***!
    نطقها بلسان ثقيل أحدى المحتجزيين من هيئته الشردة و وجه صاحب العلامات الدائمة وملابسه القذرة تعلم أنه من أكبر المجرمين ، أقترب منه "عاصى" قائلاً وقد أشتعلت عيناه بغضب:ماذا قلت !
    أصدر صوتاً بذيئاً من أنفه ليقول بلهجة قذرة:أستخيفنى يا أبن العاهرة ؟!
أقتتمت عيناه بشكل مريب ليدمر أنفه بضربه قوية ليسقط على الأرض صارخاً بألم ،ثم أنهال عليه بالضرب المبرح شارعاً في قتله ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-سيدى لقد زدت الأمر سوءاً بضربك ذلك الشخص ،كدت تقتله !
     نطقها "صفوت المحامى"بصوت خافت وهى يطالع "قاصي" الذى يستشيط غضباً أمامه ،كان يجلس مشعث الشعر الى حد ما ويداه غرقة بدماء ذلك الشخص وغاضباً حد الجحيم ،لم يتحمل ما قاله ذلك الحقير عن والدته كيف له أن يسبها ،أنها كانت ملاك أيها الحقير ،ملاك بالمعنى الحرفي كيف تسبها !
أنتشله من شروده صوت "صفوت المحامى قائلاً بعملية ولهجة مطمئنة: لا تقلق سيدى سأبذل قصارى جهدى كي أخرجك من هنا .
-ذلك من الأفضل لكَ.
     قالها بهدوء ونبرة تهديديه ثم أشار له بالخروج، حمحم "صفوت" حرجاً ثم أستأذنه وخرج من ذلك المكان أما هو فأخذوه الى أحدى حجرات الحبس ليجلس بها بمفرده خوفاً على باقى المساجين منه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
   جلس يطالع اللا شئ أمامه بأعين شاردة ،تذكرها ..تذكر أمه الغالية ،كيف لهذه المخلوقة أنت تموت ! ،تذكر عندما كان في السابعة من عمره ويجلس بين أحضانها ،كانت حنونه كبسمة طفل حديث الولادة رقيقة كريشة بيضاء ،جميلة وكأن الجمال خُلق لأجلها ،كانت دوماً تقص له الحكايات أبتسم عندما تذكر تلك النقطة "حكايات هه أي حكايات" كانت دوماً تحكى له عن طيبة قلب والده وأن ما ظهر ليس ما بطن وأنه يجب الا يكرهه، كان يحاول تصديقها ولكن كيف له تصديقها وهى بمجرد أن تنتهى من قصصها حتى يباغتها أبيه بضربه أياها ،كانت معذبة حقاً في ذلك القصر .
   تنهد وكأنه يحمل فوق صدره جبل ثم أغمض عيناه وذهب مع سلطان نومه في رحلة قصيرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-أحدهم يريد رؤيتك !
   قالها أحدى العساكر بصوت جاف خشن وعالى ليفتح "عاصى" عيناه وينظر اليه بهدوء ، نهض عن تلك المسطبة وذهب معه ليرى من .
    دلف الى مكتب المأمور ليجدها جالسة على الكرسي المقابل لمكتب المأمور واضعة قدمها فوق الأخرى بحذائها العالى بعنجهيتها و غرورها المعتاد، ألتفتت اليه ورفعت نظاراتها الشمسية قائلةً بأبتسامتها المستفزة بترحاب: أهلاً أهلاً "قاصي" بك ،أظنك تبدو في أفضل حالاتك!
  متأكد أنه رأي علامات الشماته في عيناها وكأنها كانت تنتظر هذا ، نهض المأمور قائلاً وهو يأخذ أشيائه: سأتركم للحديث على أنفراد ، لا تطيلوا الزياره!
رحل المأمور لينظر هو لها بعد أن جلس أمامها واضعاً قدماً فوق أخرى ببرود: أي رياح جلبتكِ الى؟!
-واجب ، أنه واجب على أن أزورك في محنتك ، ثم انني لم أتى فارغة اليديين!
قالت جملتها وجلبت لفافة بيضاء من على المكتب بجانبها وأعطتها له ، لم يمد يده ليأخذها منها فوضعتها على الطاولة الصغيرة بينهما قائلةً ومازالت بسمتها المستفزة مرتسمة على وجهها: حسناً سأفتحها أنا لك!
فتحتها برفق ليظهر بعدها بعض أرغفة الخبز وبجانبهم قطع من "الحلاوة" ، نظر اليها شرذاً ثم أقترب منها قائلاً بفحيح مرعب: خافِ منى "أوار" أقسم لكِ انني لن أرحمكِ .
قهقهت بسخرية ثم قالت وهى تنهض عن كرسيها : أمممم لا أظنك قادر على فعل ذلك هنا تحت هذا السقف سيد"عاصى" .
أنهت جملتها ورحلت من المكتب تطرق الأرض بحذائها ذو الكعب العالى تزرعها قوة و غروراً أما هو فنظر الى طيفها ثم نظر الى الطعام وأخذ أحدهم وأكلها ببرود قائلاً بنظرة شيطانية ماكرة:جيد ...جيد جداَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طرق المكتب بقوة وغضب وقد صاح:الى الأن لا أفهم ، كيف يمكن أن يحدث هذا ! "قاصي الشاذلي " حد ذاته ملقى في السجن بين الحثالة ، كيف لذلك أن يحدث كيف !!!!!!
هدأه المحامى بعملية :"كرم" بكْ أظنها مدبرةً لغرضٌ ما ، فمن فعل ذلك لم يَترُك ثغرة حتى نستغلها ، الذى حدث مدروسً من قبلْ أحد ينوى ذلك ل"قاصي" بكْ ولكن لا تقلق سوف نجد حل قريباً.
صاح "كرم" بعصبية وقد ألقى بكأسه على الأرض: ومتى هذا القريب يا "صفوت" ، اللعنة عليهم "قاصي الشاذلي " ينام على أرض السجن منذ أربعة أيام و لا شئ يحدث ،جدى وعمى لا يريدان التدخل !
تغيرت نبرته فجاءة لينظر اليه بتشويش: "صفوت" قل لى ما المكتوب بالمحضر ، ما هى الأدلة ،قل لى كل شئ!
حمحم ليعدل من وضعية نظارته الطبية ويشرح بعملية: قُتل أحدهم عبر قطعة كرستالية مخصوصة للوحات التعريف الخاصة بمكاتبنا وعليها بصمة أصابع سيدى وليس هذا فقط بل أنهم وجدو دم القتيل على مقدمة السيارة و قُتل في نفس المكان والوقت الذى كان "قاصي" بك به هناك أيضاً و الألعن أنه وُجد دماء في يده وقتما تم القبض عليه.
أرجع خصلاته بقوة الى الخلف وهو يشعر أن رأسه يكاد ينفجر من كثرة التفكير ، لا مفر لا مفر له ،أيمكن حقاً أن يكون قد قتله "قاصي" ! ، عند تلك النقطة ألتفت الى "صفوت و سأله عما يجول في ذهنة فشرع بالحديث يقص له ما قاله "قاصي" 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطت بقلمها بعض  الحروف المبهمه في يوميتها " ج،م،ب،ه،ن " ، ثم أوصلت كلُ منها الى شبيهها ، تركت القلم برفق على المكتب ثم شردت للحظات بعيدة عن الوقت الحالى...
حديقة خضراء رائعة ليس بمثلها حديقة أخرى ، العاب أطفال في الجزء الخلفي لتلك الحديقة ،ضحكات أطفال رقيقة و مبهجة وكأن الدنيا خُلقت لأجل ضحكاتهم ،ولكن مهلاً لا يوجد أثر لهؤلاء الأطفال ،فقط صوتهم ، كان منظر بديع جداً و فجاءة أمطرت السماء دماً فغرقت الحديقة الجميلة بالدماء و أشتعلت بها النيران حارقةً أياها ليختفي أثرها ...
أفاقت من شرودها وقد أنعقد ما بين حاجبيها بغضب لتنهض فجاءة كالملسوعه لتتنفس بقوة وكأنها تركض خلف نَفسها ،هدأت وعادت ملامح البرود مجدداً لتصعد الى غرفتها ...
كانت تصعد الدرجات بهدوء حتى وقفت أمام غرفة "سديم" نظرت على الباب مطولاً بلا ملامح، مدت أنمالها لتلمس مقبضة برفق وفتحته بهدوء شديد، وجدتها نائمة كلملاك بل أشد براءة ،ف"سديم" خُلقت كملاك ولكن في أخر لحظة هبطت على الأرض ، نادتها برفق فلم تستيقظ فكررت ندائها مرةً أخرى بصوتً أعلى قليلاً فلم تجد منها رد فعل فتأكدت أنها غارقة في أحلامها الوردية ، ليتها مثلها .. ليتها تقدر على النوم هكذا!
أغلقت الباب برفق ثم دلفت الى غرفتها و أغلقت بابها ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقفت جانب زهراتها السوداء تنظر اليهم حتى لمست أحداهن برفق شديد ، قطعت منها ورقة سوداء واحدة فقط .. فقط واحدة وتركتها وذهبت وبصحبتها تلك الورقة لم تتركها..
أخذت سيارتها وخلفها حراسها كالعادة و خرجوا من القصر بينما جلس بقية الحرس في القصر وبينهم "عدي"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشار له على الكرسي بأحترام: تفضل بالجلوس سيد"قاصي".
نظر له "قاصي" بهدوء ثم جلس واضعاً قدم فوق أخرى بعنجهية وكأنه ليس بسجين هنا:قل ما عِندك ، ترى هل سأبيت معكم كم ليلية أخرى ؟!
أببتسم الضابط بهدوء قائلاً: أظنك ستسعد للخبر الذى ستسمعه الأن .
نظر اليه بلا ملامح ولم يعقب بينما نادى الضابط على أحد العساكر ليأتى له بسرعة أشار اليه ليذهب العكسرى مرة أخرى و تدخل هى تطرق الأرض قوة ، لم يكن ينظر الى الباب ولكنه علم أنها أتت ألتوى فمه بسخريه هل سيكون اليوم أيضاً مشحوناً ! ،عرفها من صوت حذائها ورائحة عطرها التى تدخل قبلها الى أي مكان ،جلست على الكرسي المقابل له واضعة قدم فوق قدم ليوجه الضابط حديثه الى "قاصي" :سيد"قاصي" لقد أُفرج عنك بأمر من النيابة العامة.
نظر اليه بهدوء لم يتحدث ولكن ألتوى فمه فجاءة بسخرية قائلاً بعنجهية و فظاظة: وهل أتت هى كى تصطحبنى الى المنزل أم كَ ولية أمرى ؟!
توترت نظرات الضابط قائلاً:سيدى .. سيده "أوار" ...
قاطعته لتضحك بسخرية :مُزحةً جيدةً.
ثم قربت نفسها منه قليلاً لتنظر داخل عيناه قائلة بغرور و قوة : بل كً منقذتك من التعفن داخل تلك الجدران ، فبفضلى أنا أنت الأن حر .
تعمدت التشديد على كلمة "أنا" لتشتعل نظراته ولكنه حاول التحكم في ذلك قائلاً بسخرية وهو يصفق لها برفق : وكالعادة تأتى "أوار" المنقذة لتنقذ أحد من عائلة الشاذلي  !
ضيقت عيناها بتحد قائلة بلهجة غريبة لا تعلم أن كانت تحد أم وعيد أم سخرية : أرجو أن تقدرو ذلك ،فيبدو انني سأنقذكم كثيراً بعد .
شعر وكأنه سيقتلها أن لم تختفي الأن من أمامه ولكن وكأنها قرأت أفكاره لتنهض بعدها قائلة بأبتسامته المغرورة: شكراً لك يا سيادة الرائد .
أنهت جملتها وخرجت من المكتب تطرق الأرض بقوتها وكعب حذائها العالى .
دحرج عينه لينظر الى الضابط قائلاً بهدوء: ماذا قدمت من أوراقٍ كى يُفرج عنى؟!
حمحم الضابط جالياً حلقه ليبدأ بقص ما حدث له : أتت السيدة وقدمت بالبداية محضر من قسم ما يفيد بأن تمت سرقت تلك اللوحة الكرستالية منها و أيضاً بررت وجود بصماتك عليها لمسك أياها عندما قدمتها لها كهدية مكتبها الجديد و عندما سُرقت من مكتبها أبلغت عن سرقتها ، هذا أول دليل قدمته ثم أكملت ذلك بمقطع مصور يوجد به سيادتك وأنت تضرب ذلك الشخص لأنه ألقى بنفسه أمام سيارتك ظناً منه أنه يستطيع السرقة ثم تركته أنت سيد"قاصي" و رحلت ولكنه كان حى يرزق وهذا يفسر الدماء التى على يديك و على السيارة بمجرد أن تحركت حتى وقع القتيل مذبوحاً ولكن القاتل مجهول .
كان يستمع الى ما يقصه بهدوء شديد حتى لمعت عيناه بوهج نارى قاتل فهو في أقصى حالاته المخيفة على الأطلاق الأن ..
لم يتحدث وخرج من المكتب بعدما وقع على بعض الأوراق ليغلق ذلك الموضوع تماماً..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتى "كرم" و أوصله الى المنزل وهو أيضاً مصدوماً مما حدث ،لم فعلت هذا؟! ، وكيف أتت بتلك الدلائل؟!
أما"قاصي" فلم يتحدث معه نهائياً رغم محاولاته العديد لفتح مجال للحديث ولكنه كان يقابل ذلك بنظرة هادئة وصمت مريب ، هو يعلم "قاصي" جيداً عندما يكون بتلك الحالة تحدث بعدها كارثة لا يعلم عنها الا الله ، بالتأكيد هو غاضب لما حدث ولكن تلك الحالة تجعله مخيف بحق ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقفت أمام مرآتها تطالع ملامحها بشرود ، أمرأة جميلة ،جذابة،عظيمة ، مثيرة، والأهم"قوية" ،ما فعلته اليوم بالتأكيد آثار غضب القاصي و كأنها النار التى أقتربت من الغاز فإنفجر كل شئ ، هى الأن تنتظر لحظة الأنفجار مبهمة الوقت هذه ، تعلم أنه سيباغتها ، لمَ لا يقتنع أنها تفعل كل ذلك بنية جيدة... عند تلك النقطة ضحكت بقوة وقد أقتتمت عيناها بطريقة مريبة ، قاطع خلوها بنفسها طرقات الباب فسمحت لها بالدخول ، دخلت "سديم" بخطواتها الهادئة و وقفت أمامها قائلة بقلق بادٍ على محياها :ماذا بكِ "أوار" أنا أبحث عنكِ منذ أمس ولا أستطيع الوصول اليكِ ؟! .. لماذا لم تأتى للقصر منذ أمس ؟! .. قلقت كثيراً عليكِ ، ظننت أن أصابكِ مكروه !
رمقتها بهدوء ثم دحرجت عيناها لتطالع أنعاكسها بالمرآة بغرور: لا تقلقِ فأنا أصيب المكروه وليس هو .
أقتربت منها "سديم" و وضعت كفها بتردد على كتف أختها قائلة بحنو حزين:لقد أشتقت لكِ كثيراً أختى .
نظرت لأنعكاس يد" سديم" في المرآة ثم أمسكت كفها وأنزلته عنها ، نظرت اليها بأعين ملغمة بالدموع توشك على الأنفجار لتصيح ولأول مرة في حياتها بها: لماذا تفعلِ بى هكذا ؟!! لماذا تكرهينى "أوار" ؟! أنا أختك ولستُ عدوتكِ ، مرة واحدة أشعرينى بذلك!!، لو كان أبى حى لكان....
عند تلك النقطة صاحت"أوار" وقد أشتعلت أنظاراها وأظلمت لتصبح مرعبة بحق: أصمتِ .
صمتت"سديم" بخوف وسقطت دموعها بحرقة ،فصاحت بها مرة أخرى: أخرجِ من هنا .
خرجت من الغرفة بسرعة وركضت الى غرفتها لتلقى بنفسها على الفراش تبكى وكأنها لم تبكى من قبل ..
أما هى فقد ألقت سلاحها على المرآة لتقع متهشمة الى أجزاء صغيرة وقد وصل غضبها عنان السماء من يراها الأن يقسم أنها ستدمر الذى سيقف أمامها في هذه اللحظة ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنتشرت الأخبار في كل مكان عن ألقاء القبض على "قاصي الشاذلي  " بتهمة القتل وتدوالت الأقاويل و تفاوتت و أنتشرت الشائعات عن وجود علاقة غرامية تجمع "قاصي" بزوجة ذلك الرجل والكثير و الكثير ولكن من يهتم ؟! ، هو لا يهتم بكل هذا أبداً فقط يريد أن يعرف من أعطاهم ذلك الخبر ؟!
بالتأكيد أشتشاط كلً من أبيه و جده حقاً لتلك الأخبار كمان أن جده أتصل به وهو في القسم وكاد يُشل عندما سمع بما حدث  لكن بالنهاية فقد خرج أخيراً ..
جلس يفكر فيما حدث في القسم والحديث الذى قاله الضابط عما قالته "أوار" هناك العديد من الأشياء التى بدت غريبة جداً وغير طبيعية ، فلماذا تُبلغ عن سرقة أحدى اللوحات التعريفيه لمكتبها ؟!، ما المهم بذلك؟! ، ولمَ يسرقها أحد من الأساس فهى مجرد قطعة زجاجية !، لمَ تُسرق . بالتأكيد هى من فعلت ذلك تلك الأفعى ، منذ ما حدث وهو يشك أنها من زجت به في السجن ولكن الأن يتأكد بنسبة كبيرة ،فكيف لها أن تأتى بكل تلك الأدلة وبالذات المقطع المصور لشجاره مع الرجل ، قال له الضابط أن المقطع مصور من هاتف محمول وليست عدسة مراقبة ،ثم أنه لم سيصور أحد ما حدث وكيف له أن يتنبأ بما حدث من الأساس فقد كان المقطع يعمل قبل أن تمر السيارة من الأساس، بالتأكيد لم يصور أحداً من أتباع القتيل لأنه أذا كان حقاً سيسرق كما يقال لمَ سيثبت ذلك على نفسه بذلك المقطع ؟! ... والكثير والكثير من الأسأله التى تنتهى بأسمها في النهايه ...
أبتسم أبتسامة شيطانية:أفعلِ ما شأتِ فأنا لم أبدأ بعد ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر يومين بلا أي مشاحانات جديدة فقط الصحافة تطاردهم لتعلم خبايا و أسرار مع حدث ولكن لا أحد يجيبهم بشئ أبداً فلا أحد مستعد أن لا يبالى بأوامر ال"قاصي".
دعى "هاشم الشاذلي " كبار رجال الأعمال في الشرق الأوسط و الكثير من الصحفيين و الأعلاميين لحفلة على شرف براءة حفيدة وكى يؤكد لهم أنها كانت مكيدة ليس ألا فهو لا يهتم الا لصورة العائلة فقط ..
وبالطبع هى كانت من المدعوين بل من أوائل المدعوين..
وقفت تطالع هيئتها في المرآة بعدما أرتدت ملابسها الأنيقة ،فستانها الدموى الجرئ وحذاء من اللون الصدفي ذا كعب عالى كالعادة وكأن الكعب العالى هو جزء منها ، وضعت أحمر شفاه من اللون النبيذى لتصبح مثيرة جذابة وقوية حد الجحيم ، دقائق مرت و هى فقط تطالع أنعكاسها بالمرآة وأخيراً تحركت لتخرج من غرفتها تطرق الأرض بحذائها ليصدح صوته معلناً عن تنقلها...
طرقت الباب فأذنت لها بالدخول فدخلت ونظرت اليها ، كانت جالسة على الفراش لا تفعل أي شئ ، فقط جالسة ، نظرت اليها عندما دلفت بطرف عيناها ثم نظرت أمامها مرة أخرى ، خرج صوتها هادئاً:"سديم"
نظرت اليها فتحدثت وقد أصبحت ملامحها جدية جداً: أريدكِ أن تحافظى على نفسكِ ولا تفعلِ أي شئٍ متهور ، أنتِ أمآنتى عِندكِ..
لم تفهم لمَ تقول "أوار" هذا الحديث الأن و لكنها لن تسألها أيضاً فهى حزينة مما فعلته "أوار" بها ، جلست على طرف الفراش و نظرت لها بلا ملامح مطولاً قبل أن ترفع ذيل فستانها عن قدميها ليظهر حامل سلاح به سلاح أعلى قدمها ، أخذته من جيبه لتمده اليها نظرت لها سديم بأعين متسعة فقد صُدمت بحق ، تلعثمت في الحديث قائلةً برعب: ما هذا ؟! ماذا يحدث "أوار"؟!! لماذا تعطينى هذا الشئ؟!
أجابتها بهدوء  جادى و حازم و مازالت تمد يدها به اليها: هذا الشئ سيكون صاحبك رفيقكِ حبيبكِ و عائلتكِ منذ اليوم "سديم ، لن تتركيه لثانيةً واحدةً ،لن تبقِ بدونه .
أنتفضت عن الفراش كالملسوعة لتقف بسرعة قائلة بجذع:ماذا يحدث !! لا لن آخذه!!!
نهضت هى الأخرة و وقفت قبالتها لتقول بقوة وقد أمسكت كفها : ستأخذيه "سديم" و ستدافعِ عن نفسكِ به ضد أي شئ من الممكن أن يؤذيكِ ، أنا واثقة بكِ "سديم" لا تخذلينى أعلم أنكِ قوية مثلى .
وقعت على الفراش لتبكى بحرقة وهى ترجوها: أرجوكِ أرجوكِ لا تعطينى إياه أنا لا أستطيع فعل ذلك ، أرجوكِ "أوار"
أمسكت بفكها بقوة بين قبضتيها لتنهض "سديم" متألمة، تحدثت بنبرة كفحيح أفعى مرعبة: أفعلِ ما قُلته .
ظلت تبكى بقوة و نحيب بينما أعطتها "أوار" السلاح بيدها ثم رحلت تزرع الأرض قوة ً ، أما هى فقد أرتعشت يداها برعب شديد وهى ترى ذلك الشئ الأسود المخيف بينهما ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توقفت جانب أزهارها لتقطف ورقة من كل واحدة منهم وتركتهم و رحلت في طريقها معها حراسها و سيارتها الفخمة
.....

أنوبيس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن