بقلم ندوش 🐝
بدأ الضياء يزحف على الكون، مرت ساعات الليل الثقيلة و هاهي تحل تباشير الصباح الهاديء مع قلق متواصل لا ينتهي، تحركت جونول في الفراش ثم رمت الغطاء جانبا و نزلت من السرير في اتجاه عمتها التي تقف في الشرفة الرئيسية تمرر حبات مسبحتها بأصابع مرتجفة و خاطر مشغول، ألقت عليها تحية الصباح و احتضنت ظهرها وهي تقبل وجنتها بعمق
خديجة: تجهزي صغيرتي و ستجلب لك زينب طعام الفطور بعد قليل.
جونول: ألم يتصلوا بعد، لماذا تركتني أنام كل هذا الوقت.
خديجة: يا ابنتي الانتظار بقلق لن يفيد بشيء، مازالوا يفاوضون تلك الجماعة لعلهم يجدون خطة بديلة.
جونول: هل اتصل بك جسور.
خديجة: لا يا صغيرتي، إنه مشغول فلا داعي لبلبلة خاطره.
بدأ هاتف العمة يرن، أجابت عن المتصل ثم هاتفت مأمون حتى يجهزوا لها السيارة، كانت توجه الأوامر و تتحرك هنا و هناك و ابنة شقيقها تتبعها مثل ظلها مترجية لها أن تخبرها بما حصل
خديجة : اهدئي جونول، لقد انتهى الخطر، أنقذ جسور شقيقته وهو قادم بها إلى المستشفى، هيا لا تضيعي الوقت أكثر فقد أصيب فؤاد بطلق ناري.
أمام المستشفى، احتشدت العائلة و الأصدقاء ينتظرون وصول السيارات إلى هناك، وصلت سيارة الإسعاف أولا فشخصت نحوها الأبصار و القلوب، نزل المسعفين و دفعوا النقالة إلى الداخل يلحق بهم فريق طبي كان ينتظر وصولهم، همهمت جونول بصوت مرتجف و قالت بصوت تخنقه العبرات (هذا فؤاد عمتي، لقد أصيب في بطنه.... أين البقية).
ما كادت تنهي جملتها حتى وصلت سيارة جوكهان و توقفت بعنف، نزل جسور من الكرسي الخلفي وهو يحمل شقيقته بين ذراعيه و قد غطت الدماء قميصه و جزء من ملابسها، أسرع الطاقم الطبي إلى السيدة المغمى عليها حتى يهتموا بها. بدأت خديجة تهرول خلف إبن شقيقها المسرع في الرواق وهي تسأله عما حدث فقال و من الإجهاد متمكن منه
جسور: لا تقلقي عمتي لقد أغمي عليها عندما سمعت صوت الرصاص.
مرت ساعتين، مازالت العائلة تنتظر أمام غرفة العمليات أما جونول فجلست بجانب سرير ابنة عمها التي مازالت تنام تحت تأثير المهدئات.
اقتربت العمة من إبن أخيها و ناولته قارورة ماء قائلة
خديجة: خذ اشرب بني، أنت بالكاد تستطيع الوقوف.
أخذ القارورة منها، جلست على كرسي تطلب الراحة و غير بعيد عنهم كان يجلس جوكهان و زوجته و بعض الأقرباء
خديجة: لم نعرف ما الذي حدث، عندما علمت أنهم رفضوا أخذ المال منك فهمت أنه يوجد سبب آخر.
جسور: هم جماعة من دولة أخرى، قاموا باغتيال باحث معروف منذ أشهر لكنهم مازالوا يبحثون عن أبحاثه للاستيلاء عليها.
خديجة: و كيف تورط فؤاد معهم؟!!
جسور: الدكتور الضحية كان صديق مقرب منه و قبل مقتله بيومين التقيا في مؤتمر طبي في القاهرة، هناك أخبره أن حياته مهددة و يخشى أن تقع أبحاثه بأيدي تلك الجماعة فتركها أمانة عنده.
خديجة : بعد مقتل صديقه، فؤاد لماذا احتفظ بتلك الأبحاث معه.
جسور: فؤاد لم يحتفظ بها عمتي، لقد سلمها للسلط الرسمية و أعلمهم بحيثيات ما حدث، تلك الجماعة ظنت أنه مساعد له و لديه نسخ من تلك التقارير.
خديجة: فاختطفوا زوجته حتى يهددوه بها. المسكين إصابته خطيرة، أرجو أن ينجو منها، مريم ستجن عليه إن حصل له مكروه لا سمح الله.
جسور: إن شاء الله عمتي، أنا مدين له بحياتي لأن الرصاصة التي أصابته كانت موجهة إلي لكنه ألقى بجسده أمامي، أصابني الارتباك و الذعر حين بدأ يوصيني بها و بالطفل.
خديجة: قدر الله وما شاء فعل، سأذهب إليها حتى إذا استيقظت تجدني معها، جونول مازالت لا تحسن التصرف في الأوقات الحرجة.
🌺🌺🌺