الجزء الحادي عشر _ نافذة إلى الحياة⏳

968 59 23
                                    

بقلم ندوش 🐝

إنهمك جسور يجمع ملفاته استعدادا للخروج، طرقات على باب مكتب العائلة جعلته يقطع عمله و ينظر في اتجاه الباب ينتظر القادم إليه، لم يخب حدسه حين تقدمت نحوه بخطوات هادئة كأنها تمشي بين أضلعه بقميصها الزهري مع جينز أزرق و حذاء رياضي بنفس لون القميص، زينت الغرة جبينها و انسدلت الجديلة الغرابية على كتفها الأيسر من جهة الصدر، تهللت أساريره فرحا فقد افتقدها على مائدة الفطور رغم تأكيد عمته أنها بخير
جونول: صباح الخير جسور.
دار حول المكتب و مد يديه إلى وجهها يحتويه بين كفيه ثم قبل وجنتها بحب كبير
جسور: هل عدت لتصرفات الأطفال فلقد فوت وجبة الفطور.
جونول: لقد تأخرت في النوم، ليلة البارحة سهرت كثيرا و أنا أتحدث مع زهرة في البداية ثم مع مريم، لم أنم إلا في الساعة الواحدة.
جسور: هذا الوضع لا يعجبني، هما تنامان إلى حد الظهيرة و أنت تعانين تأثير السهر أثناء محاضراتك، سأطلب من مريم أن لا تؤخرك عن نومك مرة أخرى.
جونول: لا، أرجوك لا تفعل حتى لا تنزعج مني، لقد أصبح خلقها ضيق مع تقدم حملها، سأتحملها هذه الفترة حتى تلد.
جسور: و بعد الولادة ستجعلك تهتمين بالطفل و تقحمك في مسؤوليتها، أعرف جيدا كيف تفكر.
جونول: في ذلك الوقت سأكون في غاية السعادة فأنا واقعة في حبه منذ الآن.
أمسكها من أنفها محتجا و يبلغها انزعاجه من كلامها ثم قال
جسور: ألم أقل لا حب لرجل آخر مهما كانت صفته.
جونول: أترك أنفي، هذا جسور الصغير و ليس أي رجل آخر.
جسور: لا صغير و لا كبير، يوجد أنا فقط.
جونول: كم أصبحت متطلب في الفترة الأخيرة.
جسور: هل تنعتيني بالمتطلب، سنرى عندما سأغرم ببنات جميلات غيرك.
كورت قبضتها و ضربته على كتفه بغيظ وهي تدمدم
جونول: دمك و روحك حلال إن فعلتها.
جسور: اهدئي يا شريرة، ما رأيك الآن حين شربت من نفس الكأس.
جونول: الأمر ليس كما صورته، جسور الصغير إبن شقيقتك و أنا سأكون خالته الحبيبة.
جسور: الأمر سيان و أنا تحدثت عن بناتي، أليس لي الحق في الوقوع في غرامهن خاصة التي ستكون نسخة عن أمها.
اتسعت عينيها و همهمت بخجل
جونول: أووه أنا لم أفكر في ذلك أبدا.
جسور: هل يعقل ذلك، أنا فكرت في جميع ما سبق مع أشياء أخرى مثل البيت الذي سنعيش فيه.
جونول: هل أنت جاد في الاستقلال عن العائلة بعد زواجنا.
جسور: طبعا جونولي، سيبقى جناحي ملك لنا نستخدمه في الأعياد و المناسبات أما في سائر الأيام سنعيش في بيتنا الخاص و لقد شرحت لك سابقا وجهة نظري.
جونول: أجل فعلت لكن ظننت أنها مجرد فكرة، هل اخترت البيت المناسب؟!!
قالت بحماس فقد عادت إلى مخيلتها تلك الفيلا الجميلة التي رأتها في ذلك اليوم على مكتبه، سحب ملف سميك و بدأ يعرض أمامها عدة صور لثلاث اختيارات نالت إعجابه لكن خيبت أملها في ذات الوقت، لم تجد بينهم العش الذي حلمت به و تخيلت الحياة في كل ركن فيه، همهمت بحزن دفين
جونول: هل توجد هذه الاختيارات فقط.
جسور: جبيبتي يمكننا البحث أكثر لكن أنا اعتقدت أن ثلاثة اختيارات كافية لنقرر ما يناسبنا، إنها فيلات عصرية و حديثة الإنشاء و في مواقع ممتازة.
جونول: معك حق التصاميم الثلاثة ليس لها مثيل لكن ألا يوجد غيرها.
جسور: مع الأسف الأجمل بين العروض التي قدمت لي تم بيعها قبل أسبوع مضى، لقد تأخرت عن أخذ القرار بشأنها بسبب تلك المشكلة. الشركة المسؤولة فرطت بها لزبون آخر.
ظهرت الحسرة على وجهها حتى لمعت عينيها من فرط التأثر، اشفق عليها فهو لم يعتقد أنها قد رأتها مسبقا
جسور: جونولي، لم أعرف أنك رأيتها إلا اليوم.
اغتصبت ابتسامة تهديء بها خاطرها و قالت
جونول: جئت أبحث هنا عن تصميم لي فرأيت ألبوم الصور الخاص بها، لم يدر بخلدي أنك تنوي شراءها حتى أكدت لي عمتي الأمر فعدت و تفحصتها جيدا.
جسور: و بنيت أحلامك حولها.
جونول: لا تهتم كثيرا، سنختار غيرها، يجب أن أذهب الآن فقد تأخرت عن محاضرتي.
جسور: إلى اللقاء و اعتني بنفسك.
تركت المكتب فتبعها بنظراته و قد تدفق الحزن يحتل جدران قلبه، شعر بالأسى لخيبة الأمل التي أصابتها، حمل أغراضه و غادر إلى عمله هو الآخر.
🌾🌾🌾

العروس الصغيرة 🦢 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن