الفصل الثامن

724 97 76
                                    

مساء الخير على الغاليين 

استمتعوا 

*

تجبرنا الحياة على قطع وعود لم نعتقد أننا لن نتمكن الوفاء بها

تجبرنا على النظر نحو من كنا نعتقدهم كل الحياة بنظرات خالية من أي ذرة مشاعر

عدنا من روسيا و حاولت ... أقسم أنني أرغمت نفسي على السير بلهفة نحو غرفة أوليفيا لكنني عندما رأيتها لم يتحرك قلبي

أمضيت معها اليوم مرغما نفسي كمن يحتجز بسجن و ما إن أشرقت شمس اليوم الثاني حتى تركت كل شيء و خرجت في رحلتي إلى أدنبرة

رحلتي المليئة بالشوق إلى امرأة ظهرت من العدم ثم ثبتت نفسها في أعماقي

امرأة يهدد وجودها في حياتي كل حياتي

إنني لا أستطيع وضعها في متن حياتي كما لا يمكنني ابقاءها في هامشه و الوقت اقترب كثيرا

أخبرني ألكس أنها حامل و لم يكن أبدا بالنسبة لي بالخبر السعيد لأنني أعلم أنه بنهاية الحمل سينتهي كل شيء، ستغيب بسمتها و فرحتها، ستسرق دموعها و يصبح داخلها موحشا

ستسرق مني الحياة من جديد و تضيع السعادة التي وجدتها و لم تكن سوى مؤقتة، تناولنا عشاءنا معا في غرفة الطعام و هي كانت سعيدة و كلما قربت منها لقمة أخذتها بفرحة و استمرت بالحديث تخبرني عن كل ما فعلته في هذه الشهور التي غبتها عنها، حكت حتى عن ميمي و كيف كانت هذه المعزاة تغيظها و أنا كنت فقط أحدق بها، أحفر داخلي ملامحها فيما تبقى لي من وقت و  اياها 

" إنني أحسن الآن القراءة "

قالتها بغبطة محدقة بي و أنا ابتسمت ثم قربت مني كأسي أرتشف منه القليل لأرد محاولا اختبارها و كذلك أهرب من ذلك التفكير الذي لا ينتهي 

" تستطيعين القراءة بسلاسة ؟ "

فقالت بصوت أخفضته و كانت به رنة خجل

" ليس بشكل كبير ... مثل الأطفال "

فابتسمت على جوابها ثم قلت من جديد 

" اذا تستطيعين قراءة بعض الأشعار لي ؟ "

" أنا لا أزال في مرحلة قراءة الكتب الخاصة بالأطفال "

" لا يهم سوف نحاول القراءة معا "

" لا أعتد أنه سيكون ممتعا لك أن تستمع لتأتأتي المتكررة "

" سوف أعلمك بنفسي "

حينها ابتسمت و واصلت طعامها و بعدما انتهينا سلمتها ذراعي تتمسك به و جاريتها في سيرها الذي بدى متعبا و كانت السيدة فيكتوريا قد اشتكت منها و قالت أنها لا تهتم بصحتها ولا بطعامها كما يجب إلا أنني أجلت لومها و تأنيبها ... لا أريد لومها ولا حتى تأنيبها بل أريد اسكان مزيدا من الذكريات الجميلة بيننا في قلبها و عقلها 

المزاد " بكاء الورود "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن