الفصل التاسع

686 99 115
                                    

مرحبا قرائي الغاليين

اليوم حابة أقول للي يقرأ و يروح دون تصويت و الله التصويت سهل و فيه تقدري للجهد 

استمتعوا 

*

ما يؤسف في حالة المحكوم بالإعدام ليس أنه سوف يموت

فقد يموت الجلاد قبله

بل أنه يترقب موعد موته و يعلم متى بالضبط سيكون

من نعم الرب علينا أننا لا نعلم ما سيحدث بعد دقيقة من الآن

و من نعمه كذلك أنه يرزقنا حبا لم ننتظره يوما

لكنني في هذه الحالة كمن حكم عليه بالإعدام و ينتظر بترقب موعد التنفيذ و الموت

عندما تضع ايسلا مولودها سيكون قد حان موعد اعدام حبنا

سيكون موعد الوداع بيننا

إنه أمر يجهد تفكيري و يضني قلبي و مهما حاولت أن أعيش ما تبقى معها براحة و هدوء إلا أنني في لحظات السكينة و الهدوء بينما تتوسد حضني أجدني أغرق في الخوف

حلّ الصباح أخيرا بعد ليلة متعبة مضنية و هي أخيرا ظهرت على ملامحها الراحة في النوم، سحبت الغطاء أضعه عليها أدثرها جيدا فاقتربت مني أكثر لتتمسك كفها بقميصي و أنا وضعت كفي خلف ظهرها و ربت بهدوء لتنبس هي بهدوء و دون أن تفتح عينيها

" آسفة ... لقد أجهدتك "

دنوت أقبل جانب جبينها و أجبتها

" مرضك شيء ليس جيدا لكن ملازمتك كان النقطة الاجابية الموجودة فيه "

فتحت عينيها أخيرا ترمقني بهما ثم قربت كفها تضم بها وجنتي

" لا أصدق أنك حقيقي "

" إنني أشعر بكثير من الذنب تجاهك ايسلا "

" ليس عليك ذلك "

" بل علي ذلك ... أنا لا يمكنني وضعك في حياتي بشكل يليق بك و بقلبك "

" لا أدري ما يمنعك لكنه قدري و أنا راضية به، فقط لا تفارقني و أنا مستعدة لتحمل الوضع"

صمتت قليلا بينما عينيها تحدقان بي كلي تتأملني ثم همست من جديد ببعض الأسى في صوتها

" ... مستعدة ان أكون آثمة لأجلك "

ما الذي يمكنني قوله بعد الذي قالته ؟ هناك من يضحي بالدنيا لأجلك و هناك من يضحي بالدنيا و الجنة كذلك لأجلك فهل هناك حبا يفوق حب هذه المرأة الصغيرة، هذه المرأة التي لم تمتلك سوى كرامتها فضربت في صميمها أمام الجميع

" أريد أن أطلب منك شيء أرجوك "

قالتها فابتعدت قليلا عنها محدقا بعينيها مجيبا

المزاد " بكاء الورود "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن