الفصل الخامس و العشرون

627 83 137
                                    

مرحبا قرائي الغاليين

استمتعوا

*

في لحظات الشتات و الضعف سيتحكم فينا الحنين

في لحظات نشعر بالغربة من كل ما هو موجود حولنا سوف نركض إلى أقرب حضن تعودنا عليه و نعرفه

ضمت كفيه وجنتيّ من جديد و أبعدني عن صدره ثم جعلني أرفع نظراتي الدامعة نحو نظراته

تحركت كفه تلمس شعري و عندما أغمض عينيه و اقترب مني أكثر أنا وضعت كفيّ على صدره و أبعدته عني، نفيت و هو رمقني بنظرات حزينة لائمة حينها قلت

" لا يمكنني أن أعصي الرب من جديد ... لقد فعلت من قبل و عقابي كان كبيرا "

ابتعدت عنه ثم أبعدت معطفه، وضعته على المقعد ثم غادرت، لقد هربت في الحقيقة لأنني ضعيفة و في حاجة حضن أعرفه يضمني، مشتاقة للنوم بينما أشعر بالأمان و الراحة و أنا لا أريد أن أقع من جديد في فخ أمانه و راحته

سرت في الحديقة مهرولة حتى وصلت إلى المطبخ و عندما فتحت الباب تفاجأت بالخادمة ذاتها في وضع مخل مع سام حينها التفت بسرعة أوليهما ظهري و قلت

" عذرا ... "

منحتهما بعض الوقت حتى سمعتها تقول

" نحن آسفان ... سيدة ايسلا أرجوك لا تخبري أحد عما رأيته "

حينها تذكرت كلامها و كيف هي تنقل الكلام دون اكتراث فالتفت لهما و قلت

" أرجو أن تهتمي بأمورك الخاصة منذ الآن ... "

قلتها ثم انصرفت مغادرة نحو غرفة ابني، الجميع لديهم أسرار و الجميع من حقهم اخفاء أسرارهم لكن السيئ هو ترك أسرارك جانبا و التنبيش في حياة الآخرين

لا يهمني ما تقوم به ولا حتى ما تقوله ... هي لم تعش ما عشته و لم تقاسي نفس ظروفي حتى يكون لها الحق أن تحكم عليّ، وصلت لغرفة رول ففتحت الباب لأقفله خلفي و اقتربت، أبعدت الغطاء و دخلت بجانبه ثم ضممته لي و دثرتنا معا جيدا بالغطاء

صباح اليوم التالي لم أتمكن من الاستيقاظ مبكرا كما تعودت فلم أفتح عينيّ حتى شعرت بلمسات على وجهي، ابتسمت دون أن أفتحهما و قلت

" رول اذا لم تتوقف سوف ألزمك بمئة قبلة كعقاب "

" سيكون ذلك أجمل عقاب تلقيته "

و عندما سمعت صوته أنا فتحت عينيّ بتفاجؤ ثم اعتدلت بسرعة و سحبت الغطاء لي أضمه، عكرت حاجبيّ و أشحت بعيدا عن نظراته قائلة

" أعتذر اعتقدت أنك رول ... "

كان يجلس على جانب السرير و كفه امتدت من جديد ليحاول امساك كفي، أجل قلبي لا زال يرتجف لكل همساته و لسماته لكنني لا زلت مجروحة ... حاولت أن أكون انسانة جيدة و لم أحرمه من ابني كما فعل معي لكن أن تعود العلاقة بيننا لما كانت عليه يبدو هذا صعبا

المزاد " بكاء الورود "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن