الفصل السادس عشر

567 83 125
                                    

مساء الخير قرائي الغاليين على قلبي

استمتعوا بالفصل 

*

انتهى كل شيء

الابتسامات خبأناها في صناديق النسيان و دفناها تحت التراب

الأشواق و حتى القبلات

كل شيء انتهى و ما تبقى لن يكون سوى بنكهة الدموع و الألم

لن يكون سوى بطعم الخيانة و الخذلان

كنت أجلس بقربها على مقعد قربته من سريرها و هي منذ أمس فاقدة للوعي، علامات التعب و الضعف بادية على ملامحها الجميلة و أنا اشتقت لعينيها البحرية

تنهدت بتعب معيدا رأسي للوراء بعد أن أغمضت عينيّ و في تلك اللحظة نبست السيدة فيكتوريا من الجانب الآخر

" يجب أن ترتاح سيدي اللورد "

حينها نفيت دون أن أفتح عينيّ لأقول

" لن أرتاح حتى تستعيد ايسلا وعيها و صحتها "

" سوف تكون بخير ... أنا من أعطيتها شرابا منوما حتى تتفادى الألم "

فابتسمت بسخرية ساخطة عليّ و فتحت عيني لأرد معتدلا

" هل تحاولين تأجيله ؟ "

" في النهاية سوف تعلم "

أومأت بقلة حيلة و للحظة كنت أفكر أن أذهب و أعيده ... لكن بفعلتي تلك سوف أهدم كل شيء، عائلة مورفي لن يكون لها وجود و أنا سوف أضرّ الكثيرين و ليس نفسي فقط

استقمت بتعب ثم غادرت الغرفة و أقفلت الباب خلفي، كانت السيدة فيكتوريا قد جهزت بعض الوسائد التي لفتها على شكل طفل صغير ميت و وضعتها في صندوق صغير و أشعنا بين العمّال أن الطفل توفيّ

أخبرت نوا بعدها أن يحفر قبرا صغيرا تحت الشجرة المقابلة لنفاذة غرفة ايسلا و هناك سوف أوهمها أن الطفل مدفونا ... هناك حتى تهدأ روحها و تتعود على رحيله كما تعودت على رحيل طفليها السابقين

في النهاية عليها أن تكون قوية و تواصل حياتها فأنا كنت مجرد محطة ...

وقف جميع العمال بثياب الحداد و أنا أيضا ارتديت ثيابا خاصة بالحداد ثم حملت الصندوق و نزلت أين كانوا يجتمعون حول القبر الصغير و هناك وقفت و سلمت الصندوق لنوا و أقيمت مراسم جنازة صغيرة متواضعة

جميع العمّال أبدو حزنهم و تحسرهم على ايسلا ثم رموا الورود و غادروا و بقيت هناك وحدي بعد أن طلبت من نوا أن يغادر هو أيضا

دنوت أجلس القرفصاء ثمّ ربت على التراب و همست بحرقة

" لقد جهزت لكِ طقوس الحزن يا حبيبتي فابكي بقدر ما تشائين و تماسكي أرجوك ... "

المزاد " بكاء الورود "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن