الفصل الثاني عشر

735 91 117
                                    

مساء الخير قرائي الغاليين

استمتعوا بالفصل 

*

عندما نرى الأشياء نتذكر أصحابها

نحن عندما نضمها كأننا نضمهم الينا رغم البعد بيننا و بينهم

بعد أن هجرني النوم هذه الليلة أنا تجولت في الغرفة و لمست كل أشيائه علني أشعر بلمساته من جديد

استنشقت عطره العالق على وسادته و حتى ثيابه الباقية هنا فرويت شوقي الذي لن يروى إلا اذا كان هو هنا

تنهدت بتعب ثم قررت العودة إلى السرير ... لا يجب أن أجهد نفسي

تمددت في مكاني ثم وضعت كفي على وسادته و عندما حاولت اغماض عينيّ و بدأ النوم أخيرا يسرقني أنا كأنني سمعت صوت الباب يفتح ثم خطوات تقترب مني حينها فتحت عينيّ بفزع محاولة الاعتدال لكن نور الشمعة الخافت جعلني أرى حبيبي بقربي و الذي بسرعة اقترب مني و ضمني له بشدة

" ايسلا ... "

كفه ضمت كذلك رأسي و أنا تمسكت به غير مصدقة أنه هنا ... انتظرت أن تصلني برقية منه فتأخرت هي و حضر هو

" أنا لا أصدق أنك هنا "

قلتها بلهفة و دمعة سعادة اعتلت مقلتيّ فأبعدني ليضم وجنتيّ بكفيه الباردتين، تأملني بعينيه كأنه يراني أول مرة ثم اقترب يسند جبينه على جبيني و همس

" اشتقت لكِ ... أحبكِ "

فتح عينيه بعد آخر كلمة و أنا رغما عني بكيت بعد سماعها منه، لم أنتظر أن يقول أحبك بل لم أعتقد أنه يدرك ذلك ولا حتى أن يكون لي حق سماع اعترافه لي ... لقد كانت أكبر فوز و انتصار تذوقته في حياتي، قربني أكثر يقبلني و يسرقني، يسرق ما تبقى لي من نبضات بعد أن خسرتها كلها له

تمسكت به أبادله أشواقه و حنينه و هو بعدها ابتعد لينفي قائلا

" سوف أحميك ... سوف أبعدك عن جميع الأعين و لن تكوني إلا لي يا ايسلا، سوف تضلين بأسري "

و أنا أومأت فلا أمانع أن يأسرني ... لا أمانع أن يحبسني بقلبه و بعيدا عن الأعين فيكفيني هو، تكفيني نظراته لي و تكفيني كلمات حبه لي أنا التي نُبذت طوال عمري

ضممت بكفي المرتجفة وجنته و قلت

" لابد أنك جائع و متعب من طول الطريق "

فنفى بينما يمسك بكفي تلك و يقبل باطنها، أغمض عينيه و مرر وجنته عليها مجيبا

" لست جائعا ... "

ثم فتح عينيه و رمقني ببسمة

" فقط مشتاق لكِ "

حينها ابتعدت قليلا و هو أبعد سترته العلوية ثم الداخلية التي بدون اكمام، أبعد حذاءه و دخل بجانبي ليضمني له و كان تمسكه بي غريبا ... غريبا جدا كأنني سوف أختفي و أنا ليس لي مكان أذهب اليه غير حضنه ... لا أملك حصنا يحميني غير قلبه ولا أشعر بالامان إلا اذا حرستني عينيه

المزاد " بكاء الورود "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن