في اليوم التالي كان كل من جوكتوغ و فاطمة يفطران بهدوء لا يسمع غير أصوات الملاعق و الشوكات كانت فاطمة ترتدي ملابس نومها و جوكتوغ كذلك و كان شارد الذهن و خرج صوت من هاتفه فجأة .. صوت رسالة.. فتح جوكتوغ هاتفه بسرعة فوجدها كالآتي :
" أخبرتك أنني سأثبت لك ،أرسل لي موقعك و سآتي إليك في المساء "
تعقدت حواجب جوكتوغ بتساؤل و أرسل لها موقع بيته
فاطمة : مع من تتراسل؟
جوكتوغ : لا أحد..
فاطمة برجاء : دعني أذهب إلى المدرسة.. أنها آخر سنة لي
جوكتوغ بصرامة : أتفقنا على أن تذهبي أيام الامتحانات فقط.. و سجلتك على هذا الأساس
فاطمة : ربما الأولاد اللذين هنا ليسوا كاللذين في فرنسا
جوكتوغ : و ما أدراك أنهم ليسوا أسوء.. لا يوجد أمان من المتسكعين
تنهدت فاطمة و وضعت يدها على خدها : لن توافق مهما حاولت يعني
جوكتوغ : من أجل مصلحتك تعلمين
وقف جوكتوغ و أعتصر خدها الطري الناعم بين أصبعيه
جوكتوغ بابتسامة : سلمت يداك..
ابتسمت فاطمة : شكراً
توجه جوكتوغ نحو خزانة الملابس و بدأ يخرج ملابسه
فاطمة : هل ستخرج!!
جوكتوغ : أجل.. قليلاً و سأعود
فاطمة : خذني معك.. أرجوك!!
جوكتوغ : لن أتأخر
فاطمة : أنت بغيض يا شنب الدودة!!
جوكتوغ بضحكة : ظننت أنك نسيتِ هذا اللقب
أمسكت فاطمة بيديه : سترى سألتصق بك مثل العلكة و لن أتركك.. سأخرج معك غصباً عنك لن تستطيع منعي!!
هز جوكتوغ رأسه و كأنه يرى شخصاً مجنوناً أمامه فلم يرد عليه فلا عتب على ناقصي العقل هذا ما فكر فيه و توجه نحو باب الحمام فركضت فاطمة نحوه و تعلقت بضهره بيديها و رجليها معاً فبدأ جوكتوغ يدور حول نفسه
جوكتوغ : أنزلي.. أنزلي!!
فاطمة و هي تضحك : لن أنزل ستأخذني معك لن أنزل مهما حاولت يا شنب الدودة
جوكتوغ : أنزلي فوراً و إلا سأستعمل السلاح السري
فاطمة و هي تضحك : كلا!!!.. إياك أن تفكر في ذلك
ابتسم جوكتوغ بخبث و بدأ يدغدغها من خصرها فبدأت تصرخ و تضحك
فاطمة و هي تضحك بقوة : توقف .. توقف !!!!
وقعت فاطمة من ضهره على الأرض : آه مؤلم !!
جوكتوغ بثقة : لم يكن عليك تحدي شخص مثلي
جلست فاطمة على السرير و تعقدت حواجبها بحزن : انا لا أمزح.. لا تذهب أرجوك لا أستطيع البقاء وحدي هنا..
التفت جوكتوغ و ذهب نحوها و انحنى من فاطمة حتى وصل إلى طولها فنضرت لها بعينيها البندقيتين برجاء
فاطمة : خذني إلى أين ستذهب و سأبقى في السيارة أعدك
جوكتوغ : حسنا..
ابتسمت فاطمة : و تشتري لي الشوكولا في الطريق اتفقنا؟!
جوكتوغ : اتفقنا
فاطمة بمرح : شكراً.. أحبك يا جوكتوغ أحبك كثييراً.. سأبدل ملابسي
ذهبت فاطمة لتبدل ملابسها فابتسم جوكتوغ
■■■■■■
بعد فترة من الطريق في السيارة وصل لجوكتوغ للبيت الأشبه بالقصور بيت عائلته فنضرت فاطمة بصدمة كطفل نادته أمه موهمةً إياه أنها ستعطيه حلوى و لكن كان الضرب ينتظره عندما يأتي..
فاطمة بغضب : لا.. لن أدخل إلى هنا لا اطيق رؤية سونا لا أريد.. لم نتفق على هذا وعدتني أن تأخذني معك
نضر جوكتوغ لفاطمة بجدية كانت تلك النضرة كافية لأن تقتنع بكلامه التالي
جوكتوغ : هل رأيتِ كيف كانت ليلتنا السابقة؟!
فاطمة : أجل
جوكتوغ : أيامي ستصبح كلها هكذا من بعد الآن..
فاطمة بخوف : و لماذا؟!
جوكتوغ : الرجال الذين يحملون السلاح طريقهم لن تكون مفروشة بالورود.. بالتأكيد سيكون الموت جزء لا يتجزأ من حياتهم يا فاطمة
نضرت فاطمة بحزن شديد لما سمعته : لن يحدث لك شيء ستكون بخير
جوكتوغ : لذلك أسمعي كلامي و أبقي هنا قليلاً اتفقنا
إبتسمت فاطمة بحزن : اتفقنا..
فاطمة : إنتبه على نفسك أنا لا أستطيع العيش من دونك
إبتسم جوكتوغ و إحتضنها : و أنا كذلك يا بنت
كان وجودي في حضن جوكتوغ و إستنشاقي لرائحته -رائحة التراب عندما يبلله المطر - يشعرني أن الشتاء هو الفصل الوحيد على الأرض في كل وقت.. حقاً كان جوكتوغ كالشتاء بارداً و قاسياً و مظلماً من الخارج و دافئ و حنون من الداخل
إبتعد جوكتوغ عن فاطمة و أعاد إلى نفسه هيئته المرحة
جوكتوغ : إن لم تفتعلي المشاكل سأشتري لك الشوكولا
فاطمة بضحكة : إن حضرت الشوكولا بنفسها لأخذي مساءً فلا أحتاج المزيد سأصاب بالسكر
ضاقت عيناه الزرقاوان من الضحك..
فاطمة : أنا ذاهبه
جوكتوغ : لقد أخبرت جدتي بقدومك أنها تنتظرك
■■■■■
دخلت فاطمة للبيت الأشبه بالقصور على مضد كان يبدوا الحزن عليها بسبب التفكير في ما قاله جوكتوغ و لكنها منزعجة من عائلته.. في الأصل هيا لا تعرف السبب الحقيقي الذي يعجلها لا تستلطفهم مع أنهم عائلة جميلة و دافئة و لكن ربما تخاف أن يأخذوا جوكتوغ منها في يوم من الأيام ذاك كان أكبر مخاوفها
رحبت الجدة بفاطمة و استقبلتها في البيت و بعد قليل نزلت ليلى و أبنتها سونا و جانان عمة جوكتوغ و جلسوا معها جميعاً
ليلى : هل تدرسين يا فاطمة
فاطمة : أجل في قسم الأدبيات
سونا : هل تريدين أن تصبحي روائيةً أم ماذا؟!
فاطمة : أجل
جولندام : جيد وفقك الله
فاطمة : شكراً
سونا : أجل.. أخبرينا كيف ألتقيتي بأخي أتيش أول مرة
فاطمة بإنزعاج : جوكتوغ..
الجميع : ماذا؟!!
تنهدت فاطمة ثم بدأت تحكي من البداية كيف ألتقت بجوكتوغ و كيف سرقت حقيبته و كيف تعلقت به و أطلقت عليه أسم جوكتوغ -أسم أحد المحاربين القدماء- و كيف عاشا معاً خمس سنوات في البداية كانت فاطمة تحكي ذلك بهدوء ثم بالتدريج بدأت تضحك و ترتاح لتلك العائلة و هم بدورهم كانوا يضحكون على ما تقوله
فاطمة و هي تضحك : هو يكره كثيراً أن أقول له عجوز.. أشتم أي شتيمة إلا هذه الكلمة
جانان : أخبرينا المزيد عنه
فاطمة بإنزعاج : لا يحب اللحية لقد جعلها تنمو فقط لأنني أصررت عليه و لكنه قصها في النهاية.. و عندما قصها أقمت القيامة في المنزل
ارتفعت أصوات القهقهات في البيت
فاطمة و هي مبتسمة : أنه حنون جداً من المستحيل أن يؤذي أحداً لقد عوضني عن كل أفراد عائلتي الذين خسرتهم..
كان الجميع يستمعون لها بإبتسامة كانت فاطمة تتحدث عن جوكتوغ و عيناها البندقيتان تلمعان يخيل إلى من يراها أنه حبيبها الوحيد
سونا : أنت تحبينه صحيح؟!!
وقعت تلك الكلمات في أذن فاطمة و كانت كلحظة إدراك فهما يحبان بعضهما نعم.. و لكن ما نوع هذا الحب؟!.. هل كأخوين أم كحبيبين أو هو شيئ آخر هل إن وقع جوكتوغ بالحب يوما ما من فتاة ما فستحزن ماذا سيكون وقع ذلك على قلبها!! تناقلت تلك الأفكار بين زوايا عقلها في تلك الثواني الخاطفة و قلب مزاجها رأساً على عقب
ليلى : لا يجوز قول هذا يا أبنتي أنهما كالأخوين
فاطمة : هل لديكِ غرفة؟!
سونا : لدي.. هل تريدين رؤيتها
فاطمة : أجل
جولندام : يمكنكما الذهاب
صعد الفتاتان إلى الغرفة..
■■■■■■■■
في بيت صغير كانت تعيش فيروزة مع عمتها " زليخة "و ابنتها الصغيرة " مرجان " و كان هناك خادمة تعيش معهم..
كان ذاك الوقت غروب الشمس جهزت فيروزة نفسها و استعدت للخروج
زليخة : إلى أين أنت ذاهبة يا فيروزة؟
فيروزة : سألتقي بأصدقائي الأطباء و أعود في المساء
وضعت فيروزة حقيبتها على الطاولة و دخلت لغرفتها فاقتربت زليخة من حقيبتها فوجدت فيها مسدساً فوقع الشك في قلبها و شعرت بغرابة في الأمر فقررت اللحاق بفيروزة في الخفاء
أنت تقرأ
كم هو مؤلم
Romanceرواية مقتبسة من مسلسل هذا العالم لا يسعني رواية تحكي قصة تركية عن الإنتقام و الحب المستحيل مكتوبة باللغة العربية الفصحى