■■■■■■
بعد مرور عدة أيام
وصل جوكتوغ و فاطمة إلى المطعم الذي حجزه روتكاي عصراً و جلسوا يتغذون معاً و يتحدثون
روتكاي : هل تريدان أن أطلب لكم الشوكولا
فاطمة : أجل بالتأكيد
بعد فترة أحضر النادل الشوكولا و كان روتكاي و جوكتوغ يتحدثان عن جزاير و فاطمة تأكل القطعة تلو الأخرى
جوكتوغ : و هذا ما حدث.. كنت سأصير واحداً من رجاله و لكنه خذلني و تركني في منتصف الطريق لو تعلم كم غضبت منه
عصرت فاطمة خدود جوكتوغ بكلتا يديها
فاطمة : أنت وسيمٌ جداً يا جوكتوغم
جوكتوغ هو يبعد يديها عنه : ما بكِ ماذا يجري
كانت فاطمة تتحدث بثقل و تراخي فرفع روتكاي علبة الشوكولا و حدث ما لم يكن في الحسبان
روتكاي : يا ويلتاه
جوكتوغ : ماذا
روتكاي : هذه الشوكولا فيها نسبة من الكحول
جوكتوغ : ماذا!!!
إقتربت فاطمة منه و حوطت عنقه بذراعيها : ما بك يا روحي هااا.. أنا أحبك لماذا لا تحبني مثلما أحبك
جوكتوغ : ماذا؟!
فاطمة : أنت تراني صغيرة أليس كذلك.. لكن سترى سأتزوجك
ضحك جوكتوغ بقوة
عانقته فاطمة بحرارة : أنت!! أنت ستكون المغفل المسكين الذي سيتحمل سماجتي سترى
روتكاي و هو يضحك : الجميع ينضر إلينا يا جان
جوكتوغ : هيا لنعد إلى البيت
مدت فاطمة يدها للشوكولا : أريد المزيد
أمسك جوكتوغ بكلتا يديها : لا لا.. لا تريدين الشوكولا هنا سيئة
فاطمة بدلال : أريد المزيد!!! الشوكولا لذيذة..
ثم نضرت لجوكتوغ بحب : مثلك
ضحك جوكتوغ و روتكاي بقوة حتى مسحا دموعهما من الضحك
جوكتوغ : أعرف أعرف
فاطمة : أنت تحرق المكان بعضلاتك.. أنا أغاااار لا ترتدي ملابس ضيقة
ضحك جوكتوغ : حسنا كما تشائين.. هيا لنعد
فاطمة و هي تهز رأسها : لن اعود.. قل أولاً أنك تحبني قل
جوكتوغ و هو يضحك : أنا لا أحبك فقط أنا أعشقك
ضحكت فاطمة بثمالة و احتضنته : خذني للمنزل.. في حضنك.. و لا تسمح لذاك السمين بالمجيئ معنا أريد أن نمضي وقتا على انفراد
روتكاي : أنضر إلى السعدانة!! رجل سمينٌ هااا
حملها جوكتوغ : هيا لنذهب إلى بيتنا هيا
فاطمة بصوت عالي : الجميع مدعو إلى عرسنا!!!!
ضحك جوكتوغ و روتكاي
فاطمة بصوت عالي : جوكتوغ لي هل سمعتم!!! لا سهيلة و لا غيرها يمكنها أخذه مني
جوكتوغ : عيب أسكتي يا فاطمة
فاطمة و هي ممسكة بوجهه : ليس هناك عيب.. توقف سأقبلك من وجنتك
جوكتوغ بتوتر : لا تفعلي لا أريد
فاطمة و هي تضحك : أنت لديك رهاب من القبلات نسيت
جوكتوغ : اخفضي صوتك!!!
خرج جوكتوغ بها سريعاً من المطعم و معه روتكاي صحيح أنهم اطروا للخروج على عجلة و لكنهم ضحكوا كثيراً و استمتعوا بوقتهم و هذا هو المهم
■■■■■■■■
بعد يوم في المساء
كانت فاطمة تجهز نفسها للنوم و خرج جوكتوغ من المطبخ و هو يقرمش الثلج بين أسنانه
فاطمة : مضر بالصحة!!
جوكتوغ : لا يهمني أنه منعش و هذا هو المهم
هزت فاطمة كتفيها : لن تفهم حتى تسقط أسنانك على ما يبدوا
جوكتوغ : أنضروا من يتكلم عن الصحة.. لقد أكلتِ علبة شوكولا مليئة بالكحول
فاطمة بإنزعاج : لا تذكرني انا لم أكن أعرف هذا ليس خطئي
جوكتوغ و هو يضحك : لو تعلمين ماذا هذيتِ و أنت ثملة
فاطمة بخوف : ماذا.. ماذا قلت
جوكتوغ و هو يقلدها : سأتزوجك و سترى.. عضلاتك تحرق المكان أنا أغاااار
وضعت فاطمة يديها على وجهها : لا!!! أرجوك قل إنك تكذب
جوكتوغ و هو يقلدها : خذني في حضنك لنمضي وقتاً بمفردنا بعيداً عن ذاك الرجل السمين
فاطمة : ماذا!!! هل قلت ذلك على أبي روتكاي يا ويلي ما هذه الفضيحة
جوكتوغ و هو يضحك : الحمد الله الذي عافانا.. و لا وضعنا الله في موقفٍ كهذا
فاطمة : أنت تعلم أنني لم أقصد أي كلمة قلتها أليس كذلك
جوكتوغ : لا بئس عليك.. أنا أكثر من يعرف الكحول و ما يفعل
التفتت فاطمة و جلست على السرير
جوكتوغ : لم أرك تدرسين منذ زمن.. خيرا؟!
سكتت فاطمة.. كانت الحقيقة أن الحب طغى عليها و منعها من التفكير في أي شيئٍ غير جوكتوغ و كيف يمكن أن تعترف له لذلك لم تعد تستطيع التركيز في دراستها حاولت مرة و أثنين و لكن لم يكن هناك فائدة فاستسلمت في النهاية و انتظرت إلى حين يصفى ذهنها و تتمكن من ذلك الحب المستحيل
فاطمة : لقد تعبت.. ثم أنني لا أضن أنني سأتمكن من النجاح
تعقدت حواجب جوكتوغ بإستغراب و إقترب منها : و لما تقولين ذلك
تنهدت فاطمة : لا أدري.. لا رغبة لي في الدراسة
جلس جوكتوغ بجانبها : إن استصعبتِ شيئاً فسأساعدك
هزت فاطمة رأسها بالنفي
جوكتوغ بحنو : أخبريني ما بكِ.. ما هو الذي يشغل بالك و منعك من الدراسة
نظرت فاطمة لجوكتوغ بحب ممزوجٍ بالحزن
فاطمة بصوت خفيض : و هل ستساعدني أيا كان الأمر
إبتسم جوكتوغ : بالتأكيد
أرادت فاطمة الكلام فرن هاتف جوكتوغ فتنهدت فاطمة و ذهب كل حماسها لإخباره
جوكتوغ : لحضة
كان روتكاي على الخط و يتحدث بصوت متوترٍ و أنفاس متسارعة : بني.. ألحقني
جوكتوغ : ماذا هناك!!
روتكاي : لقد رأيت فيروزة تقابل رجالاً غامضين فلحقت بها فأمسك بي جزاير و أراد قتلي
جوكتوغ بذعر : ماذا!!!
وقفت فاطمة : ماذا هناك؟!
روتكاي : لقد ربطني في مكان كالمصانع.. لا أعلم أين أنا الآن.. حمداً لله أن هاتفي كان في جيبي و لم يلاحظ أحد سأرسل لك موقعي أرجوك تعال و أنقذني يا بني
جوكتوغ بحزم : أنا قادمٌ حالاً
فاطمة : ماذا هناك في هذا الوقت المتأخر
جوكتوغ : أبي روتكاي في حاجة للمساعدة سأذهب وأعود بسرعة لا تقلقي
فاطمة : خذني معك
جوكتوغ : هذا ليس وقته يا فاطمة علي الذهاب
فاطمة بتوتر : أرجوك خذني لا أريد أن أبقى وحدي رجاءً!!
سكت جوكتوغ قليلاً يفكر ثم أختار أخذها خوفاً عليها فلربما يستغلون فرصة ذهابه و يختطفونها
هز جوكتوغ رأسه بالإيجاب : هيا تعالي
■■■■■■■■
وصل جوكتوغ إلى ذلك المكان على عجل : أسمعيني جيداً.. ستبقين في السيارة و إياك أن تلفتي الانتباه إتفقنا؟!
فاطمة : إتفقنا
خرج جوكتوغ و أغلق السيارة جيداً و سحب مسدسه و بدأ يسير بهدوء نحو باب المصنع ثم دخل الغريب أنه لم يكن هناك أي أحد سوى روتكاي الذي كان مربوطاً على كرسي وسط المكان فركض جوكتوغ نحوه و بدأ يفكه
جوكتوغ : هل أنت بخير!!
روتكاي بتعب : بخير.. لقد أراد قتلي
فك جوكتوغ الحبال التي تقيده و إنحنى على ركبته ليصل لطول روتكاي و هو جالس على الكرسي
جوكتوغ بتساؤل : لم يترك جزاير أي رجل هنا ليحرسك؟
هز روتكاي رأسه بالنفي : لا أعلم يا جان.. خذني من هنا فوراً
هز جوكتوغ رأسه متوعداً : جزاير هذا تعدى حدوده!! سأريه ماذا يعني أن يؤذي أحبائي
ركب روتكاي و جوكتوغ في السيارة
فاطمة : ابي!! هل أنت بخير
روتكاي : بخير يا أبنتي
فاطمة بتساؤل : من حبسك هناك ؟
روتكاي : جزاير
بدأ جوكتوغ يقود سيارته بجنون
فاطمة : إلى أين أنت ذاهب هذا ليس طريق عودتنا
جوكتوغ : سيرى جزاير ذاك كيف يتعدى حدوده مرة ثانية سأجعل هذه الليلة جهنماً عليه
فاطمة : يا جوكتوغ.. لا تسمح لغضبك أن يهزمك أرجوك!! لا تنسى أنه لولا جزاير لمتنا منذ زمن!! و صدقني هو لم يقل لك ذلك يومها إلى لكي يحميك و يبعدك عن أولائك المجرمين أرجوك افهم
روتكاي : و ماذا يعني تقيدي و اختطافي!! لا تدافعي عنه و أنت لا تعرفين ماهيته
فاطمة : لماذا اختطفك؟ بالتأكيد هناك سبب
جوكتوغ بغضب : لم يبقى سوى أن نبرر لجزاير الذي نفاني إلى فرنسا و لم يسئل عني طوال تلك السنوات.. و نترك أبي الذي رباني و لم يتركني وحدي أبداً.. أنا أحرق العالم كله من أجله
فاطمة : ماذا ستفعل
صمت جوكتوغ و لم يقل شيئاً و لكن عينيه كانتا تقولان الكثير القتل ، الإنتقام هذا ما كانت تقولانه بإصرار و ترصد
وصل جوكتوغ إلى مقر جزاير و كانت الأنوار تشتغل ما يدل على وجود جزاير و رجاله فيه
نزل جوكتوغ من السيارة و عندما رأه رجال عند البوابة فتحوا له بحكم أنه أبن أخ سيدهم و لكنه قتلهم جميعاً بمسدسه
خرجت فاطمة من السيارة : لا تفعل لا!!!!!
صرخ جوكتوغ : أخرج يا جزاير ترك!!!!!
خرج جزاير مذعوراً مع رفاقه حاملين أسلحتهم و لكن فور أن شاهدوا جوكتوغ أنزلوا أسلحتهم
جزاير بصدمة : مالذي فعلته يا أتيش!
جوكتوغ و مسدسه موجهٌ نحوهم : سأريك ما معنى إذاء أبي يا جزاير ترك
جزاير : مالذي تقوله!!! عما تتحدث
جوكتوغ : ما أتحدث عنه واضحٌ جداً.. إن أنت أذيت أبي و اختطفته أنا أقتل رفاقك و أنقلهم إلى العالم الآخر يا جزاير
نضر قربان لجزاير بعدم فهم و نضر جزاير نحو روتكاي الذي كان يشاهد كل شيئ من السيارة لقد ربط جزاير وقتها كل الأحداث و فهم كل شيئ و لكن لم يتسنى له الوقت التفكير فقد رفع جوكتوغ سلاحه و أطلق على قربان في مكان خطير جداً قريباً من قلبه
فسقط قربان في حضن جزاير.. فقد جزاير قدرته على الكلام من هول الصدمات المتتالية
تجمدت الدماء في عروق فاطمة وقتها و تساقطت دموعها و كأنها مياه أنهار جارية قد حطمت سدً منيعاً و تدفقت بحرية
جوكتوغ : إن اقتربت من أحبائي مرة ثانية.. إن لمست شعرةً واحدة منهم فسوف أقتل أحبائك من دون أن يرف لي جفن
اراد رجال جزاير أن يهجموا على جوكتوغ و لكن جزاير أشار لهم بأن يتوقفوا
جوكتوغ : أنت هكذا دائما!! لا تقوى على مواجهتي أمامي و لكنك تحيك الدسائس من وراء ضهري.. بئساً لعم كهذا!
انسحب جوكتوغ بهدوء و ركب سيارته و ذهب
جزاير : ستكون بخير.. أهدأ يا قربان تنفس بعمق سنأخذك للمشفى حالاً
كان واضحاً البياض الذي خيم على وجه قربان و كأنه خرج تواً من مشرحةِ الأموات و ازرقت شفتاه و تدفقت دمائه بشدة
قربان بصعوبة : سنلتقى عند شجرة الزيتون يا صديقي
جزاير : لا تفعل!!! لا تذهب يا قربان لا
جلب الرجال السيارة و أخذوه للمشفى فوراً و لكن القدر كان أسرع منهم فقد كانت رصاصة جوكتوغ قاضية
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
كان جوكتوغ قد أوصل روتكاي و هو الآن عائد إلى البيت فوق التلة و كانت فاطمة صامتة تماماً لا يسمع إلا صوت ارتطام دموعها بركبتيها صحيح انه ليس لتلك القطرات صوت و لكن جوكتوغ لسبب ما كان يسمعها بوضوح
فاطمة : أنزلني
جوكتوغ : ماذا
أمسكت فاطمة بمقود السيارة و قالت بحزم : أنزلني حالاً
ركن جوكتوغ السيارة على جانب الطريق و نزلت فاطمة و نضرت للسماء المطعمة بالنجوم كان كلمات العتاب تتدفق في قلبها كالسهول الجارية
أنت تقرأ
كم هو مؤلم
Romanceرواية مقتبسة من مسلسل هذا العالم لا يسعني رواية تحكي قصة تركية عن الإنتقام و الحب المستحيل مكتوبة باللغة العربية الفصحى