رائحة التراب عندما يبلله المطر

63 6 0
                                    

■■■■■■■
في اليوم التالي في البيت الصغير فوق التلة الذي تفوح منه رائحة الفطائر كانت فاطمة تعد الفطور سمع جوكتوغ صوت سيارة قادمة فأخذ مسدسه و فتح الباب و لحقت فاطمة به..
كان ذاك جزاير و هو يقترب بهدوء من البيت بخطوات واثقة
جزاير : هذا أنا
نضرت فاطمة لجوكتوغ و كأنها تنتظر ما سيقوله
إبتسم جوكتوغ : شاي؟
هز جزاير رأسه : لنشرب شايك
إبتسمت فاطمة و دخلت للمطبخ لتحضر الشاي فلحق جوكتوغ بها
فاطمة : لم نفطر بعد.. لنفطر معاً نحن و أخي جزاير
جوكتوغ : هوب هوب..!! أهدئي ما كل هذا الحب لجزاير
فاطمة بإنزعاج : أنه بعمر جدي يا جوكتوغ ألا تستحي
جوكتوغ : صحيح..
بعد فترة جلس الثلاثة على المائدة الصغيرة يتناولون الفطور
جزاير : سنلتقي أكثر بعد الآن
جوكتوغ : ما السبب؟
جزاير : باكت.. يريدون أن نترك انتقام والدك و إلا سيخطفون أبنتي مرجان
جوكتوغ : هل هذه أبنتك من فيروزة
هز جزاير رأسه
جزاير : أفتح عينيك.. إن حاربنا ضهراً لضهر فسنهزمهم..
نضرت فاطمة لجوكتوغ و لكنه سكت و لم يقل شيئاً
رن هاتف جزاير فرد
مرجان بدلال : أنا مريضة يا أبي لدي حرارة.. تعال الآن
زليخة : لديها حرارة قليلاً فقط و لكننا تدركنا الأمر
مرجان معترضة : كلا.. أنا مريضة جداً
جزاير : حسنا سآتي.. و سأحضر معي ضيوفاً أيضاً
نضرت فاطمة لجوكتوغ
بعد فترة في السيارة كانت فاطمة جالسة في الخلف و جزاير يقود و جوكتوغ بجانبه إقتربت فاطمة من جوكتوغ و همست له
فاطمة : أريد أن أذهب للبيت الأشبه بالقصور
جوكتوغ : خذنا إلى بيتكم أولاً.. سنضع فاطمة هناك و نذهب
جزاير : لما؟
فاطمة : لا أريد رؤية زليخة تلك إطلاقاً.. ثم أن هناك ما أريد التحدث به مع سونا
جزاير : حسنا كما تشائين
بعد فترة طرقت فاطمة باب غرفة سونا
سونا : أدخل
دخلت فاطمة : سلام
سونا : أهلا ما هذه المفاجأة
فاطمة : أخي جزاير كان سيذهب مع جوكتوغ إلى بيت فيروزة و انا جئت إلى هنا
سونا : لما؟
فاطمة : لأن..
تذكرت فاطمة أن جوكتوغ لم يخبر أحداً حينها أن زليخة هيا التي أصابته لذلك شعرت أن قول الأمر غير محمود فغيرت الموضوع
فاطمة : لأنه هناك ما أريد التحدث معكِ فيه
سونا : و ما هو هذا الأمر؟
■■■■■■■
كان جوكتوغ مع جزاير في السيارة
جزاير بضحكة : تلك الفتاة تحبك كثيراً.. أنها لا تحتمل أن تنضر في وجه من أذاك
هز جوكتوغ رأسه : أجل.. فاطمة هكذا.. أنها وفية
جزاير : كيف تعرفتما
جوكتوغ : قصة طويلة.. ما عليك معرفته هو أننا نعيش معاً منذ خمس سنوات
هز جزاير رأسه..
جوكتوغ : سألتقي مع أبي اليوم
جزاير : ما معنى هذا؟
جوكتوغ : بائع كتب في فرنسا.. هو الوحيد الذي ساعدني و لم يتركني أبداً طوال تلك السنوات كنت أقيم معه.. أنه رجال جيد للغاية
جزاير : كيف دبرت أمرك بعد أن تركتك تلك العائلة في فرنسا
جوكتوغ بغضب : ما قصتك هل تريد أن تسمع ما صنعت يداك!!
جزاير بهدوء : عندما تركتَ تلك العائلة فقدت أثرك.. لم يكن سهلاً العثور عليك.. باكت أرادوا أن يقتلوا جميع افراد عائلة والدك لو لم أرسلك لكنت في عداد الموتى الآن
ضرب جوكتوغ السيارة ليخف عن غضبه قليلاً و تراجع للوراء و هي يستنشق الهواء و يزفر اللهب
■■■■■■
في البيت الأشبه بالقصور كانت فاطمة جالسة مع سونا على سريرها
فاطمة : لو كنت أحب شخصاً.. و لكن غير متأكدة هل أحبه أم لا.. ماذا أفعل كي أتأكد
سونا : من هوا
فاطمة بإنزعاج : أجيبي على سؤالي و حسب لا يمكنني قول من هوا
سونا : حسنا.. تمسكين يديه و تنضرين في عينيه مباشرةً.. إن شعرتِ بالخجل فهذا يعني أنك تحبينه و إن..
قاطعتها فاطمة : لا يمكنني فعل ذلك أخجل.. ثم أنه سيعرف حينها
سونا : حسنا لقد حل الأمر أنت تخجلين يعني تحبينه
فاطمة : هل أنت متأكدة
سونا : أجل.. من هو؟!.. هل هو أخي أتيش؟
هزت فاطمة رأسها بالنفي بسرعة و كان واضحاً ارتباكها
فاطمة : ليس هو كلا ليس هو!!
سونا : واضح.. أنت لا تجيدين الكذب..
سونا بصوت عالي : تحبين..
أغلقت فاطمة فمها : أسكتي أيتها الشقراء المتطفلة
سونا : ماذا
فاطمة : هل قلتها بصوت عالي.. ضننت أنني قلتها في نفسي
سونا بإبتسامة : حسنا اخبريني و لن أقول لأحد
فاطمة : ربما أحبه.. لكنني خائفة
سونا : من ماذا
قالت فاطمة تعدد مخاوفها : أخاف أن لا يكن لي نفس الشعور.. في الأصل ما اخاف منه هو أن لا نتمكن من العيش معاً بعد الآن إذا أخبرته أنني أحبه و رفضني.. لا تنسي أنه كان معي منذ أن كنت في الثانية عشرة ربما يراني تلك الطفلة الصغيرة.. التي تؤمن بالخرافات و تلعب لعبة تخبأه الكنز و التي تعد طهي الفطائر عشر مرات و لكنها تخرج محترقة.. التي تسامح فور أن تعطى قطعة شوكولا.. ربما أنا لست الفتاة التي يريد إكمال حياته معها.. بل الفتاة التي يراها عائلته
سكتت فاطمة بعد ان شعرت أن كلامها مقنع كثيراً لدرجة فشعرت بالحزن
سونا : ربما تمحى كل تلك المخاوف في لحضة قبوله لكِ
فاطمة : فكري لو جاء أبن عمك و طلب يدك هل تتزوجينه
سونا بسماجة : أتيش (نار)
فاطمة بغضب : نار تحرقك إن شاء الله
سونا بضحكة : حسنا حسنا آسفه.. أنضري الأمر يختلف صحيح أنكما عشتما معاً و لكن هذا لا ينفي أنكما لستما أخوين هل فهمتي
فاطمة : لا أعلم.. انا لن أقول له شيئاً سأبقى صامتة
سونا : كما تشائين
■■■■■■■
وصل جوكتوغ و جزاير لبيت فيروزة و كان هناك اشتباك بين رجال جزاير و بين رجال ملثمين فنزلا من السيارة و سحبا أسلحتهما بسرعة و انضما للقتال
كانت فيروزة و زليخة و مرجان في آخر طابق في غرفة النوم و فيروزة تطلق على أي أحد يدخل
جزاير : فيروزة!!!
فيروزة : نحن هنا يا جزاير!!!
صعد جزاير و هو يقتل من في طريقه بسلاحه حتى التقى بفيروزة و البقية
جزاير : هل أنتم بخير
فيروزة : أجل
دخل أحد الرجال الملثمين من الشرفة بهدوء و صفع زليخة و أخذ منها مرجان و وضع المسدس على رأسها
فيروزة : لا..!!!! أتركها أرجوك
_ أرفعا أياديكما و أرميا أسلحتكما فوراً
كانت فيروزة خائفة لدرجة أن تنفذ ما يطلب منها بدون جدال زالت قوتها تلك فور أن وقعت أبنتها في الخطر و ضلت تتوسل أن يتركها فالخوف على الحبيب سلاح فتاك في يد الأقوياء و نقطة ضعف في يد الضعفاء
رمى جزاير و فيروزة أسلحتهما أرضاً و رفعا أيديهما عالياً
فيروزة : أرجوك أترك أبنتي!!!
جزاير : حسنا أهدأ!!
رفع ذاك الرجل سلاحه و أراد أن ينهي حياة أحدهما أولا لولا تلك الرصاص التي أصابت رأسه من الخلف فسقط أرضاً غارقاً بدمائه كان ذاك جوكتوغ كانت وقفته و نضارته الواثقة توحي بأنه ليث و ليس إنسان
حمل جزاير مرجان بحضنه و أحتضنها بقوة فقد خاف كثيراً من فقدناها
فيروزة بخوف : شكراً.. شكراً يا أتيش
هز جوكتوغ رأسه
جزاير : أخبروهم أن لا يصوروا فيلما في بيتنا مرة تانية لقد قلبوا البيت رأسا على عقب ما هذا
مرجان : هل كل هذا كان فيلما؟
جزاير : أجل فيلم يا عزيزتي
مرجان : هل ينامون على الأرض عن قصد
جزاير : أجل..
بعد أن هدأت الأوضاع في البيت و أخرجوا جميع جثث رجال باكت إقتربت فيروزة من جوكتوغ
فيروزة : ندين لك بحياة يا أتيش
جوكتوغ بثقة : ثلاثة..
فيروزة بضحكة : حسنا
جوكتوغ : ستساعدونني في الإنتقام لأبي
■■■■■■■■
بعد العصر كانت فاطمة مع جوكتوغ في البيت الصغير فوق التلة كانت فاطمة داخل البيت و جوكتوغ يسقى النباتات في الخارج و فاطمة تنضر له من النافذة
فاطمة : علي أن أتأكد بنفسي
أخذت فاطمة نفساً عميقاً و زفرت بهدوء ثم خرجت من البيت
فاطمة : جوكتوغ
وضع جوكتوغ الآلة التي كان يسقي بها النباتات و نضر لفاطمة و إبتسم
جوكتوغ بإبتسامة : ماذا
فاطمة في نفسها : لم تجد وقتاً غير هذا لتبتسم يا ربي!!
فاطمة : أغلق عينيك
جوكتوغ : لماذا
فاطمة : اختبار بسيط أريد تجريبه عليك
جوكتوغ بغرابة : حسنا
أغلق جوكتوغ عينيه فأمسكت فاطمة يديه و نضرت لوجهه فشعرت بحرارة تسري في جسدها و خجل شديد عندما بدأ جوكتوغ يتلمس يديها بأنامله
جوكتوغ و عيناه مغلقتان : هل أنتهى
تركت فاطمة يديه و ركضت نحو البيت و أغلقت الباب
جوكتوغ : الله الله.. ماذا يجري لهذه البنت
إقترب جوكتوغ نحو الباب و طرقه عدة مرات كانت فاطمة جالسة خلف الباب مباشرةً و يداها على وجهها
فاطمة : ماذا سأفعل الآن كله بسبب سونا هيا من فتحت علي هذا الباب يا ربي!!
جوكتوغ : أفتحي الباب أريد أن أدخل
هزت فاطمة رأسها بالنفي و يداها على وجهها : لا لا لا لا ليس الآن!!!
جوكتوغ : أفتحي الباب تجمدت في الخارج.. فاطمة!! أفتحي حالاً
■■■■■■■■
في المساء كان موعد لقاء فاطمة و جوكتوغ بالسيد روتكاي كانت فاطمة ترتدي فستان أحمر جاعلة من شعرها ضفيرة جميلة
فاطمة : هذا المطعم جميل للغاية
جوكتوغ : سنذهب لكثير من المطاعم بما أن أبي روتكاي قد جاء
فاطمة بمرح : ما أسعدني و ما أسعد بطني!!!
جوكتوغ بضحكة : لا تأكلي الكثير ستسمنين كثيراً حينها
جاء روتكاي من بعيد كان رجل سميناً أصلع عيناه صغيرتان يرتدي نضرات صغيرة و البساطة بادية عليه
جوكتوغ : أهلا يا أبي
تعانق روتكاي مع جوكتوغ
روتكاي : لقد أزدت وزناً.. كنت ضعيفاً.. هل تنتبه على طعامك
جوكتوغ بإبتسامة : بدأت فوراً أليس كذلك.. أنا بخير و أنتبه على طعامي و كل شيئ على ما يرام
روتكاي : أصبحت أكثر وسامة بعد أن أزلت لحيتك و قصصت شعرك
!!فاطمة بإنزعاج : كلا.. اللحية كانت أجمل
روتكاي : أزدتِ جمالاً يا أبنتي
إبتسمت فاطمة بخجل : شكراً
روتكاي : تبدوان ثنائياً متناسقاً
نضرت فاطمة لجوكتوغ لترى ردت فعله و لكن جوكتوغ غير الموضوع
جوكتوغ : هيا تفضل
جلس روتكاي و جوكتوغ على جوانب الطاولة المقوّسة و فاطمة وسطهما
روتكاي : سأبقى هنا لفترة أطول.. منذ أن سمعت أنك أصبت لم يهدأ لي بال أبداً
تذكرت فاطمة تلك الحادثة عندما أصيب جوكتوغ فتمسكت بذراعه بدون شعور و كأنها تقول له إياك أن تتركني
!جوكتوغ بإبتسامة : ما بك؟
فاطمة : لا.. لا شيئ
فجأة جاء جزاير نحوهم و أول من رأه كان روتكاي فأخرج مسدساً و وضعه جانبه لاحظ كل من فاطمة و جوكتوغ ان روتكاي ينضر لأحد من بعيد فنضرا للجهة التي يطالع روتكاي فيها
!فاطمة : أخي جزاير
نضر جوكتوغ بغرابة
جزاير : مرحباً.. كان أتيش يتحدث عن والده المعنوي فأردت أن اتعرف عليه بنفسي.. أتمنى أن لا أكون قد أزعجتكم
مد جزاير يده ليسلم على روتكاي فوضع روتكاي المسدس تحت الوسادة و لكن جزءٌ منه كان ضاهرا و نهض و سلم على جزاير
روتكاي : أنت روتكاي شلبي
طبطبت فاطمة على فخذ جوكتوغ و اشارت له ليرى المسدس فنضر جوكتوغ بصدمة و نضرا لبعضهما للحظات بعدم فهم..
جلس روتكاي ناحية فاطمة و جزاير ناحية جوكتوغ
ضلت عينا فاطمة و جوكتوغ مثبتتين على المسدس بينما كان روتكاي و جزاير يتحدثان
جزاير : ضننت أن أتيش أخبرك عنا.. يبدو انكما لم تتحدث أبداً
روتكاي : تحدثنا.. تحدثنا عن عائلته التي ماتت.. و تحدثنا عن أنه لم يتم الإنتقام لعائلته باي شكل من الأشكال.. وعن عمه الذي تركه و جدته التي لم يرى وجهها منذ أن كان صغيراً.. اليس كذلك يا جان لوك
كان ذلك توجيه لوم واضحاً لجزاير
جزاير : أتيش.. أتيش تورك أسمه و كنيته واضحة
!تمتمت فاطمة بإنزعاج : جوكتوغ
روتكاي : أنا أخاطب جان لوك بما هو موجود في هويته
جزاير مخاطبا جوكتوغ : انت ما بكِ هل انزعجت بسببي؟
جوكتوغ بإنزعاج و توتر : ليس بي شيئ أنا متعب فقط
أخذ وجود المسدس مع روتكاي ذهن جوكتوغ كاملاً فقد كان رجلاً بسيطاً يبيع الكتب و لا يعرف حتى كيف هو السلاح فلماذا لديه مسدسٌ الآن!!
روتكاي : هو لم يرد مسح أسمه من الهوية و لكنه مسح عائلته التي تركته
فاطمة : أنتما تتشاجران الآن هذا يكفي.. على أساس أن هذه الليلة ستكون جميلة
روتكاي مخاطباً جزاير : هدفي ليس كسرك او التحقيق معك.. الفتى هو بني.. جئت فقط لأذكرك بهذا.. هو يناديني أبي و برضاه تماماً.. انا كنت بجانبه عندما أستسلم و عندما فقد الأمل
نضرت فاطمة لجوكتوغ
روتكاي : لم يعد جان لوك وحيداً
جزاير : لم يكن وحيداً أبداً
روتكاي : لقد كان وحيداً.. لأنك لم تكن موجوداً.. و لا أعرف إن كنت ستصبح موجوداً بعد الآن
كان تانسو جالساً على أحد الطاولات هناك ذاك الرجل الضخم الذي يشبه في ملامحه المغول القدماء و صفق بيده فأخرج جميع الجالسين في ذاك المطعم مسدسات و وجهوها نحو الطاولة التي يجلس عليها جوكتوغ و الباقية...
فاطمة بخوف : من هؤلاء!!!!
تانسو و هو يصفق : تأثرت كثيراً بحديثكم العائلي.. تتنازعون من هو الذي يحب أتيش أكثر دمعت عيناي
وقف جوكتوغ بغضب
تانسو : إياك!!
أمسكت فاطمة بيده و جعلته يجلس ثم احتضنته : ارجوك لا تفعل
جزاير بهدوء : ماذا تريد ؟!
تانسو : هل يمكن أن يكون هناك سبب أجمل من قتلكم
بدأت فاطمة تتنفس بسرعة و هي محتضنة جوكتوغ بكل قوتها و ترتجف فأمسك جوكتوغ بها بقوة
جوكتوغ : أهدئي!! لن يحصل شيئ لن أسمح له بفعل أي شيئ لا تخافي
فاطمة و هي ترتجف : أبقى.. أبقى لا تذهب لا تتركني أرجوك
جوكتوغ : لن أتركك.. اهدئي فقط
تكونت عند فاطمة نوبة هلع بسبب الأحداث الاخيرة كانت الأيام الاخيرة مليئة بالدماء و أصوات السلاح و خوفها الوحيد أن يتأذى جوكتوغ مرة تانية لذلك فقدت السيطرة على نفسها
وقف جزاير : هل تضن أنك الوحيد الذي ينصب الفخاخ
تانسو بإستغراب : مالذي تقصده
أطلق جزاير على السقف فدخل كثير من رجاله للمكان و بدؤا يشتبكون مع رجال جزاير
اراد جوكتوغ المشاركة في القتال و لكن فاطمة لم تتركه و لم يستطع فكها منه بالقوة فاختبأ هو و روتكاي و فاطمة وراء احد الكراسي
جوكتوغ : أبقي مع ابي روتكاي
فاطمة و هي ترتجف : لا.. لا لا لا.. لا تذهب
جوكتوغ : ما بكِ يا فاطمة مالذي يجري لكِ!!
فاطمة و هي تبكي : لا تتركني يا جوكتوغم.. ستتأذى لا تذهب.. أرجوك
تنهد جوكتوغ و فهم أن محاولة إقناعها مستحيلة فاستمر في مشاهدة القتال دون فعل شيئ
روتكاي : كل هذا بسبب جزاير.. لقد لحقنا أعدائه إلى هنا
جوكتوغ موضحاً : تانسو عدوي أنا أيضاً
شعر جوكتوغ أنه وقتٌ غير مناسب و لكن الأسئلة التي في عقله كانت تمزق أفكاره و تبعثر ذهنه فسئل
!!جوكتوغ : ماذا يفعل المسدس معك
روتكاي : اردت حمايتك.. منذ ان سمعت أنك أصبت صرت أحمله معي إلى كل مكان
جوكتوغ : أنا قوي بالقدر الذي يمكنني من حماية نفسي بنفسي.. أنت لست رجلاً كهذا
روتكاي : الخوف على الحبيب سلاح فتاك في يد من يملكه
نضر جوكتوغ لفاطمة شعر أن تلك الجملة تخصهما لسبب ما
إنتهى القتال لصالح جزاير و رجاله و أمسكوا بتانسو و خرج جوكتوغ من مخبأة و مع روتكاي و فاطمة و قد هدأت بعد توقف صوت إطلاق النار و أبعدها جوكتوغ عنه قليلاً
جوكتوغ : هل أنت بخير؟
هزت فاطمة رأسها بالإيجاب
تانسو باستهزاء : تعلم أنك إن قتلتني فسوف تنهي باكت حياتك
جوكتوغ بغضب : أنت تعمل مع باكت إذا!!.. إياك أن تتركه سأقتل هذا الكلب بنفسي
جزاير : أتركوه.. سنلتقي مرة أخرى بالتأكيد يا تانسو
ترك رجال جزاير تانسو و خرج مسرعاً
جوكتوغ معترضاً : لما تركته
هز جزاير رأسه : لدي ما أفكر فيه.. هل تريد الوصول إلى باكت كاملة؟.. أم تريد ذبح الدجاجة التي تبيض ذهباً
التزم جوكتوغ الصمت فقد كان كلام جزاير صحيحاً..
■■■■■■■
في اليوم التالي في البيت الصغير فوق التلة
كانت فاطمة تنضر للمرأة و تقترب و تبتعد خرج جوكتوغ من الحمام
جوكتوغ بغضب : لم تجهزي نفسكِ بعد!!
فاطمة بدهشة : هناك نمش على وجهي!!
إقترب جوكتوغ منها و نضر بإستغراب كانت هناك حبات نمش خفيفة منتشرة على اعلا وجنتيها و أنفها
فاطمة : هل رأيت!!.. هناك نمش على وجهي
جوكتوغ بسماجة : ربما هذا حب الشباب
فاطمة بإنزعاج : كلا ليس كذلك.. ألا يمكنك تميز النمش من الحبوب المقززة
جوكتوغ : حسنا لا وقت لهذا أذهبي و تجهزي.. و نتحدث في السيارة
فاطمة : حسنا
بعد فترة طرق جوكتوغ باب غرفة أحد الفنادق و كانت فاطمة معه و فتح روتكاي الباب
روتكاي : أهلا يا بني.. تفضل
دخل جوكتوغ و أغلق روتكاي الباب قبل أن تدخل فاطمة فنضرت بصدمة
فاطمة من وراء الباب : كيف تنساني كيف!!
ضحك جوكتوغ و هو يفتح الباب : كيف تنساها يا أبي
روتكاي : آسف آسف.. دماغي مشوش قليلاً
تمتمت فاطمة بإنزعاج : لن انسى هذه الإهانة
دخل الثلاثة و جلسوا برهة من الزمن
جوكتوغ : هذا ليس مكاناً من طرازك
روتكاي : لا أعلم استأجرته و حسب
فاطمة : كم ستبقى هنا ؟
روتكاي : حتى أتأكد أنكما بخير
في حجرة الاستقبال دخل ثابت ذاك الرجل الذي يشتعل رأسه و لحيته بالشيب و معه أبنه سعيد و كثير من الرجال بمسدساتهم و حاصروا كل أطراف الفندق
إقترب ثابت من موظف الاستقبال و نضر بثقة و في يده المسدس
ثابت : لقد دخل شاب إلى هنا مع فتاة قبل قليل.. الشاب أشقر و عيناه زرقاوان إلى أي غرفة دخل
نضر موظف الاستقبال بتوتر : لا أعرف
وجه ثابت مسدسه على رأس الموظف : ربما هذا يساعدك على التذكر
الموظف بخوف : في الغرفة المئة و الستين في الطابق الأخير
دخل ثابت و سعيد و رجاله إلى الداخل و هم مسلحون جيداً حتى وصلوا إلى أمام الغرفة
أحد رجال ثابت : خدمة الطعام.. خدمة الطعام
جوكتوغ : هل طلبت طعاما يا ابي؟
روتكاي بإستغراب : كلا
نهض جوكتوغ و سحب مسدسه فنضرت فاطمة بخوف
فاطمة : ماذا يحصل
جوكتوغ : أهدئي يا فاطمة..!! أبي أبقى بجانبها
إقترب جوكتوغ بهدوء من الباب و نضر من الشق الصغير فرأى ثابت و سعيد و رجالهم فأطلق النار
ففتح رجال ثابت الباب و بدؤا يتبادلون إطلاق النار و فاطمة بجانب روتكاي تضع يديها على أذنيها أخرج روتكاي مسدساً و وجه رصاصة لأحد الرجال و قتلهم فنضر جوكتوغ بإستغراب إذ أن براعته هذه في الإطلاق فجأة غريبةٌ جداً فهو رجل بسيط حاله حال كتبة و لا يقرب الأسلحة
بعد فترة من إطلاق النار أنتهى الرصاص في مسدس جوكتوغ و لم يستطع المقاومة أكثر فدخل ثابت و سعيد
سعيد باستهزاء : ماذا هناك هل أنتهى رصاصك.. من سينقذك الآن.. قربان أم جزاير قل؟
فاطمة : سيأتي أخي جزاير و تتحولون إلى حشرات مثل كل مرة
إقترب سعيد قليلاً فدفعه جوكتوغ بيده
جوكتوغ : هوب هوب!!.. إلى أين يا حبيب والدك
ثابت : قلنا لك أن ما فعلته لن يمر بسلام.. هل رأيت.. سأجعلك تعيش ما عشته
جوكتوغ بثقة : توقف عن الثرثرة.. أطلق و أنهي الأمر
وجه سعيد مسدسه على رأس جوكتوغ فدفعت فاطمة سعيد بكلتا يديها من أمام جوكتوغ
فاطمة : أذهبوا من هنا دعونا و شئننا هذا يكفي!!!
أمسك جوكتوغ بذراعها و سحبها إلى جانبه : توقفي يا فاطمة
ثابت : لقد قلت لك اترك أبني.. انت ماذا فعلت؟!
و أطلق ثابت على قدم فاطمة فسقطت أرضاً
صرخ جوكتوغ : فاطمة!!!!!..
أمسك جوكتوغ بها و نضر لثابت و الشرر يتطاير من عيونه
صرخ جوكتوغ : أعتبر نفسك ميتاً ايها الحقير!!!.. انت ميت من بعد الآن.. لا تنسى هذا!!
سعيد باستهزاء : أخرس يا هذا
روتكاي : هل هيا بخير يا بني!!!
نضر جوكتوغ لفاطمة : هل أنتِ بخير؟
فاطمة بألم : قدمي تؤلمني كثيراً
ثابت : ستنتبه مع من تعبث أيها الفتى.. ألم تطلق على قدم أبني.. سأردها لك أضعاف مضاعفة
أحتضن جوكتوغ فاطمة بقوة و كأنه يخفيها : إياك!!.. لا تفكر بهذا حتى!!
دخل جزاير من الممر المؤدي إلى الغرفة و قتل الرجال الذين أمامها
ثابت بفزع : من هناك!!!.. قربان!!!.. جزاير!!.. أخرج من مخبأك أياً من كنت
جزاير من بعيد : هل كنت تلعب الغميضة من قبل يا ثابت
إبتسم جوكتوغ
جزاير : نسيت ماذا يقال عندما يصل الفائز أولاً
ثابت مهدداً : أخرج و إلا سأقتل أتيش الآن!!!
دخل رجل ملثم فاطلق عليه ثابت و قتله فوراً
ثابت : إلى هنا يا سيد جزاير
و إنحنى ليزيح اللثام عن وجهه ضناً منه أن الرجل هو جزاير و لكن جزاير وضع المسدس على رأسه فور أن إنحنى
جزاير : برأي أيضاً إلى هنا و حسب يا سيد ثابت
نضر ثابت بدهشه كبيرة و صدمة و تعقد لسانه
جزاير : سعيد.. أرمي سلاحك
رمى سعيد سلاحه لأنه كان خائفاً على والده
جزاير : قطعت لقائكم ك عائلة مرة تانية و لكن لن تؤاخذوني بعد الآن
إبتسم جوكتوغ و هز رأسه و كأنه يشكر جزاير جزيل الشكر.. وضع جزاير لسعيد أصفاداً و ربط الجزء الاخر من الأصفاد على احد الأعمدة
جزاير : ستأتي الشرطة بعد قليل استمتع في النضارة قليلاً..
ركض ثابت إلى باب الغرفة : سأعود و أنقذك يا بني لا تقلق
أطلق جزاير على قدم ثابت قبل أن يصل إلى المخرج
جزاير : و هذه دية قدم الفتاة..
ذهب ثابت مسرعاً و هو يعرج
جزاير : هل فاطمة على ما يرام
كانت فاطمة في حضن جوكتوغ و عيناها مغلقتان فهزها جوكتوغ بخوف
جوكتوغ : أفتحي عينيك!!.. هيا
فاطمة بتعب : أنا بخير..
خرج الجميع و حمل جوكتوغ فاطمة و إقترب من سعيد
جوكتوغ بسماجة : ثق بالشرطة أنت بأمان
و هم بالخروج
حاول سعيد الهجوم عليه لكنه كان مثبتاً بالأصفاد و لم يستطع فضحكت فاطمة بصوت منخفض على سماجته
جوكتوغ : إذا تضحكين يا بنت حتى و أنت بهذه الحالة
فاطمة : قدمي تؤلمني سِر بهدوء
إبتسم جوكتوغ بحنان : ليشفيك الله يا روحي
فتحت فاطمة عينيها و نضرت لوجه جوكتوغ بخجل كان أمراً عادياً أن يقول لي جوكتوغ " يا روحي " لأنني مصابة و لكن لسبب ما شعرتُ أن تلك الكلمة تحمل معاني - معاني كبيرة جداً - ربما لأنني أصبحت أكن مشاعر نحوه لم يكن جوكتوغ يعلم بذلك الأمر لذا كان يتصرف و يتحدث بلا حساب لأفعاله و أقواله و مع الأيام أصبح هذا الأمر عبأً ثقيلاً على ضهري فكلما مر الزمن كلما بدأ الحب يسحبني إلى ثقبة الأسود بكل قوته لم يكن بإمكاني مواجهته أبداً و لكنني تركت الأمر على الله و انتظرت فلربما يحدث الله بعد ذلك أمراً جميلاً يعجب له سكان الأرض و السماء هذا ما فكرتُ فيه.. أغلقت عيني و تخيلت كنت أحب الخيال كثيراً أنه أجمل بكثير من الواقع تخيلت أننا أميرٌ و أميرة في أحد قصص العصر الفيكتوري تخيلت في تلك الثواني كثيراً من الأشياء حول ذلك الأمير الوسيم و تلك الأميرة الناعمة و فرحت كثيراً لأنه لا يوجد قدرة خاصة لقرأتِ الأفكار و إلا وقتها كنت في ورطة كبيرة..

تمسكت فاطمة بعنق جوكتوغ و هو يسير بها فاطمة بصوت خفيض : أنت رائحتك كالتراب عندما يبلله المطر جوكتوغ بضحكة : هل حضرت القوة الشعرية مجدداًإبتسمت فاطمة و أغلقت عينيها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

تمسكت فاطمة بعنق جوكتوغ و هو يسير بها
فاطمة بصوت خفيض : أنت رائحتك كالتراب عندما يبلله المطر
جوكتوغ بضحكة : هل حضرت القوة الشعرية مجدداً
إبتسمت فاطمة و أغلقت عينيها..
■■■■■■■■

كم هو مؤلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن