في المساء دخل جوكتوغ إلى البيت الأشبه بالقصور حيث كان حدادهم في بدايته و جميعهم جالسون في مكان واحد و صامتون بحزن
دخل جوكتوغ بهدوء و ما إن رأته جدته حتى إبتسمت
جولندام : هل أنت بخير يا بني
جلس جوكتوغ بجانبها بهدوء : كنت في غيبوبة.. و اليوم استيقظت
جانان : الحمد الله على سلامتك
جوكتوغ : لقد أوصاني عمي أن أرعاكم جميعاً.. و أنا سأنفذ هذه الوصية.. سأكون لكم أخاً و سأكون لك أبناً يا جدتي
إبتسمت جولندام بحزن : حلال عليك يا بني
سونا : هل ستأتي فاطمة أيضاً للعيش معنا
أحنى جوكتوغ رأسه : ستأتي.. و لكن ليس الآن
جولندام : أذهبي يا سونا و خذي أتيش لغرفته
نهضت سونا : هيا تعال
لحق جوكتوغ بها و دخل إلى الغرفة و أغلقت سونا الباب و ذهبت فتمدد جوكتوغ على السرير و هو يطالع في سقف الغرفة فسمع صوت فاطمة : بيتنا أجمل!!
التفت جوكتوغ يميناً و يساراً و لكن لم يكن هناك أحد
جوكتوغ : أعلم أنه أجمل و لكنني مطر للبقاء هنا بعد الآن
تردد صوت فاطمة في أذني جوكتوغ : أنا أكرهك!! أكرهك!!
جوكتوغ بندم : آسف.. سوف أشتري لكِ الشوكولا و أجعلكِ تسامحينني
رن هاتف جوكتوغ فأخذه و وضعه على أذنه
جوكتوغ : أبي.. ما بك
روتكاي : هل فاطمة معك؟!
توسعت عينا جوكتوغ و جلس بسرعة : ماذا يعني هذا!!! أليست فاطمة معك لم تقل أنك ستأخذها إلى بيتك؟!!
روتكاي : أنا أبحث عنها في المشفى منذ مدة طويلة و لكن بلا فائدة
جوكتوغ : لكنها ليست معي.. أصبر لحظة.. أبقى على الخط
نزل جوكتوغ بسرعة على الدرج و فتح جوكتوغ باب البيت الأشبه بالقصور و القى نظرة على الفناء و على سيارته
جوكتوغ : ليست في أي مكان!!
روتكاي : لا أعلم يا بني هل نتصل بالشرطة
جوكتوغ : سأتصرف وحدي.. لا أعلم لما تفعلون هذا بي جميعاً.. مرة واحدة يا أبي.. أريدكم أن تبقوا بالي مرتاحاً مرة واحدة
أغلق جوكتوغ الخط و ركب سيارته و عاد للمشفى و بدأ يبحث داخله و حوله و ينادي عليها برجاء و لكنها لم تخرج لأنها لم تكن موجودةً هناك
جوكتوغ : ماذا علي أن أفعل الآن!! هل اختطفها أحدٌ ما يا ترى!! التفكير سيقلتني
ركب جوكتوغ سيارته و عاد إلى البيت الأشبه بالقصور و ما إن دخل حتى رن هاتفه من رقم مجهول كان يتصل به مكالمة فيديو ابتلع جوكتوغ ريقه و شعر بالخوف من ما سيراه ثم فتح بتردد كانت فاطمة أول ما رأه و هي مقيدة و فاقدة الوعي في مكانٍ مظلم
جوكتوغ : فاطمة!!! من أنتم يا هذا!!!
سمع جوكتوغ صوت إمرأة
_ هذه الفتاة في يدنا يا أتيش ترك.. إن أردت استعادتها فستأتي إلى الموقع الذي سأرسله لك بدون رجال و بدون سلاح
جوكتوغ : إن أذيتموها فسوف أبيدكم جميعاً!!!
_ هذا يعتمد عليك.. إن نفذت ما نقوله فستنجوان
اغلقت تلك المرأة الخط فصرخ جوكتوغ بغضب و كاد يرمي الهاتف أرضاً و لكن وصله الموقع فقرر أن يجمع رجال جزاير و يذهب متجاهلاً التحذيرات التي قالتها له تلك المرأة
في مكان آخر كانت فاطمة مقيدة و فاقدة الوعي دخل روتكاي إلى هناك بزي رسمي و بلا نظاراته لم يبدوا على وجهه البساطة أبداً بل بدت الوحشية جلية جداً في عينيه وقف بجانب تلك المرأة وهم ينضران لفاطمة
_ ماذا سنفعل يا سيد باسيليوس
روتكاي : انتظروا مجيئ جانلوك و أقتلوهما معاً.. مع أنني أشعر أنه سيأتي مع رجال جزاير أنه عنيد و يضن نفسه شيئاً كبيراً و لا يستمع لأحد
_ و ماذا علينا أن نفعل في هذه الحالة
روتكاي : هل أرسلتِ له موقعاً خاطئاً مثلما أخبرتك
_ أجل فعلت
روتكاي : أنتظري.. أن جاء مع رجالٍ و داهم المكان وقتها سنؤذي هذه الفتاة أمامه ليعرف أن باكت لا يمزحون
_ حاضر
بدأت فاطمة تستعيد وعيها و شعرت كأنها سمعت صوت روتكاي
فاطمة : أبي.. روتكاي
_ أنها تستعيد وعيها يا سيدي.. عليك الذهاب
هز روتكاي رأسه و ذهب..
استعادت فاطمة وعيها و فتحت عينيها فلم ترى إلا الظلام فقط كان يوجد مصبح واحد يضيئ البقعة التي تجلس فيها و استطاعت رؤية تلك المرأة الشقراء بوضوح أمامها
فاطمة : أين أنا.. من أنت و ماذا تريدون مني!!
_ بدأتِ فوراً بطرح الأسئلة أيتها السيدة الصغيرة.. اخرسي حتى يأتي جانلوك فأنا لست صبورة كغيري و يمكنني قطع حنجرتك فوراً
فاطمة : جوكتوغ لن يأتي.. هو تخلى عني و لن يأتي مهما انتظرتم
_ نحن من يقرر هذا.. كل ما حدث معكم كان مخطط له من قبلنا.. كم هو غبي لقد صدق فوراً
فاطمة بصدمة : مالذي تقصدينه؟!
صمتت تلك المرأة و بدأت تدور حول فاطمة و في يدها هاتفها
فاطمة في نفسها : ستأتي أليس كذلك؟!.. لست سيئاً لدرجة تركي هنا.. نحن عائلة!!
■■■■■
وصل جوكتوغ مع الكثير من الرجال بهدوء و في أيديهم مسدساتهم و دخلوا لذلك المستودع بسرعة و لكن لم يكن فيه أي أحد
صرخ جوكتوغ : تباً!!!
_ سيدي.. ربما فعلوا ذلك ليروا هل ستأتي وحدك أم لا
هز جوكتوغ رأسه بندم : يا لهم من كلاب!!!.. كيف سأنقذ فاطمة الآن كيف
رن هاتف جوكتوغ فجأة فرفعه و رد بسرعة
_ لقد أخبرناك أننا لا نمزح
جوكتوغ : إياكم ان تؤذوها!!! أقسم أن الثمن سيكون غالياً!!
سمعت فاطمة صوت جوكتوغ فانتابها البكاء
فاطمة : جوكتوغ!!!
أمسك أحد الرجال بفاطمة و في يده مسدسه و ثبت المسدس على راحة يدها
وجهت تلك المرأة الشقراء الهاتف أمام فاطمة ليراها جوكتوغ
فاطمة بخوف : لا تفعل أرجوك!!! لا لا
جوكتوغ : لا تفعلوا لا!!!!.. توقفوا!!!
أطلق الرجل رصاصة في راحة يدها فصرخت فاطمة بقوة من شدّة الألم و بدأت بالبكاء أغلق جوكتوغ عينيه و لم يستطع المشاهدة أكثر
أغلقت تلك المرأة الخط
احمرت عينا جوكتوغ و كأن في داخلهما ناراً مشتعلة
جوكتوغ : إن لم أقتلكم و أرمي أطرافكم للكلاب فأنا لست رجلاً!
_ ماذا سنفعل الآن؟!
جوكتوغ : لنخرج.. سأحاول تحديد مكانها برقم هاتفها
خرج جوكتوغ مع الرجال من ذاك المستودع
■■■■■■■
بعد مرور عدة ساعات كانت فاطمة تتألم بشدة و قد فقدت دماء كثيرةً جداً و دموعها تنهمر
إقترب رجلان منها و ألبسوها حزاماً ناسفاً و فوقه معطفٌ سميك و أغلقوه بالسحاب و مزقوا السحاب كي لا يكون فتحه سهلاً
لم تفهم فاطمة في البداية ما يجري فقد كانت تشعر بدوار شديد بسبب الدم الذي فقدته و لكنها شعرت أنها النهاية
وصل جوكتوغ و رجاله إلى مكان يشبه الشركات كان هناك رجلان أمامه فقتلوهم و ما إن دخل حتى شاهد النجم _ النجم السداسي _ مرسوم على أحد الحوائط فأدرك أنه في المكان الصحيح و أشار لرجاله بالتقدم بهدوء و سرعة..
دخل جوكتوغ و حطموا الأبواب تباعاً و لكن كل الغرف كانت فارغة حتى صعد للطابق الأخير مع رجاله و فتح الباب فوجد فاطمة أخيراً..
جوكتوغ بفرح : فاطمة!!
فاطمة بتعب : لا تأتي!!.. لا تأتي أرجوك
ركض جوكتوغ نحوها و أراد معانقته فصرخت فاطمة
فاطمة : لا تلمسني!!!
جوكتوغ : أعلم أنك غاضبة مني.. و لكن صدقيني أنا
قاطعته فاطمة : أنا أرتدي قنبلة!! لا يمكنك نزعها لقد أفسدوا السحاب
جوكتوغ بخوف : ماذا!!
حاول جوكتوغ فتح السحاب بقوة
فاطمة بتعب : لا تستطيع.. كما أنني أسامحك.. أعرف أنك فعلت ذلك لتحميني.. و لكنك لا تعرف أنني لست بأمان إلا معك
امتلأت عيون جوكتوغ بالدموع و استجمع كل قوته و مزق المعطف كان عداد القنبلة يشير إلى دقيقة.. دقيقةٌ واحدة حتى يموتوا جميعا و هم في الطابق الأخير
فك جوكتوغ القنبلة عن فاطمة بسرعة
جوكتوغ : جان بيرك.. خذ فاطمة و انزلوا بسرعة
فاطمة : لا لا.. أنت أيضا تعال أرجوك
حمل جان بيرك فاطمة و بقي الرجال واقفين
صرخ جوكتوغ : قلت أنزلوا حالاً!!!
هز الجميع رؤوسهم دليلاً على الطاعة و نزلوا و فاطمة تبكي و تنادي عليه و لكن بلا فائدة ركض جوكتوغ من جهة المقابلة عله يصل و يرميها من أي نافذة..
بعد ركضٍ لثواني وصل الرجال مع فاطمة للأسفل و انفجر البناء فور نزولهم و لكنهم لم يتأذوا و لم يحدث لهم شيئ فقد كان الانفجار في الطوابق الأخيرة
وقفت فاطمة و قالت بصوت خفيض : جوكتوغ!.. جوكتوغ.. لا تمت أرجوك لا تمت
لم يخرج أحد شعرت فاطمة باليئس و تجمدت الدماء في عروقها و توقفت أنفاسها عن العمل
فاطمة بصعوبة : جوكتوغم! الأبطال لا يموتون لا يمكنك أن تموت لا يمكنك
نضر الجميع بحزن فقد أدركوا موته إلا فاطمة التي ضلت واقفة و مثبتة عينيها على الحريق عله يخرج و هي تفرك عينيها الممتلئتين بالدموع و الغبار كي لا يغيب الباب عن نضرها لحظة واحدة
صرخت فاطمة : جوكتوغ!!!!!
و فجأة خرج جوكتوغ فبدأت فاطمة بالبكاء و شعرت أن قدميها لا تحملانها فركض جوكتوغ نحوها و عانقها بقوةفاطمة و هي تبكي : أنت بخير!! كيف ترمي نفسك للموت هكذا كيف!! جوكتوغم!!
جوكتوغ : آسف.. أنا آسف على كل شيئ
ابتسمت فاطمة و هي تستنشق رائحته و شعرت بالأمان ففقدت وعيها فجأة من فرط دماء يدها التي خسرتها
جوكتوغ : فاطمة!!
_ أنها تحتاج للذهاب للمشفى يا سيدي
جوكتوغ : أحضروا السيارات إلى هنا..
نهض جوكتوغ و حمل فاطمة..
■■■■■■
بعد فترة كان جوكتوغ جالساً في المقعد الخلفي و فاطمة في حضنه و أحد الرجال يقود السيارة
تذكر جوكتوغ
كنت أبكي لأنك لا تحبني كما أحبك.. حاولت كثيراً التوقف عن حبك و لكن بلا فائدة كان قلبي يميل إليك بشدة.. ضحكاتك و عيناك و حنانك كلها كانت تقف حائلاً بيني و بين ترك حبك يا جوكتوغ.. خفت إن أخبرتك بهذا السر أن لا أتمكن من العيش معك مرة ثانية خفت أنني سأخسرك للأبد.. أليس هذا سبب كافياً لأبكي أنت قل!!..
فاطمة و هي توشك على البكاء : هل سمعتني يا جوكتوغ؟! هل سمعت الكلام الذي قلته و أنت في الغيبوبة.. ألهذا تطردني
إبتسم جوكتوغ بحزن و إقترب بهدوء من فاطمة و هو يمسك وجهها بأنامله و قبلها من خدها
جوكتوغ : و أنا أيضاً أحبكِ
استيقظت فاطمة و أصدرت أنيناً
جوكتوغ : فاطمة
فاطمة : أين أنا
جوكتوغ : لا تقلقي أنت بأمان
فاطمة بحزن : قلت أنك لا تتركني أبداً.. لكنك تركتني يا جوكتوغ
جوكتوغ : هل تعلمين ماذا شعرت اليوم
نضرت فاطمة لوجهه بعيون باكية : ماذا شعرت ؟
جوكتوغ : شعرت أنني لا أستطيع العيش من دونك
إبتسمت فاطمة بخجل فاحتضنها جوكتوغ بقوة
جوكتوغ : نحن ذاهبون للمشفى الآن ستكونين بخير.. هل تؤلمك يدك
فاطمة : قليلاً
أنت تقرأ
كم هو مؤلم
Romanceرواية مقتبسة من مسلسل هذا العالم لا يسعني رواية تحكي قصة تركية عن الإنتقام و الحب المستحيل مكتوبة باللغة العربية الفصحى