البارت الثانى

474 14 4
                                    

كانت هناك فتاه صغيره سجينة هذه الغرفة المظلمه وهى تبكى وتصرخ من الالم وهى نائمه على الارض التى تكسوها المياه البارده وجسدها المتورم من ضرب الحزام لايستطيع لمس هذه المياه البارده تشعر وكأنها كهرباء تسرى فى جسدها وهى ترتعش من قسوة البرد والظلم وتبكى بكل وجع وهى متكوره على نفسها وبعض الجروح التى تنزف تألمها وهى واثقة انها لو فارقت الحياه لم ينظر اليها احد او يهتم بفقدانها
_________^^__________
فتحت عيونها وهى تقوم بشهقه وهى مفزوعه لتراه امامها وهى لازالت بين يديه وهو يحضن وجهها بأحدى كفيه ويطمئنها ويبعث الامان لها
علي : متخافيش ، انا جمبك ، لم يدرى لما قال هذا ولكن شيئا ما بداخه اجبره على ذلك وخصوصا عندما لمح الدموع تلمع فى عينيها لم يستطيع ان يراهما او يجعل احدا يرى هذه الدموع ، ولم يهتم بالحشد الذى يلتفوا حولهم ينظرون اليهم
نور بكل حنان وهى تشعر بالدفئ فى حضنه والاحتواء وهى يحاوط وجهها بيديه والاخرى يحاوطها هى كانت تشعر بالامان التى لم تشعر به طيله حياتها
نور وهى تنظر الى داخل عينيه : انا فين وايه اللى حصل
علي : متخافيش ، انتِ بس اغم عليكِ مفيش حاجه
نور نظرت تفاجئت بأن الناس ينظرون اليهم وايضا مستر وائل وبعض العاملين فى الفندق
على لاحظ انكماشها وخوفها من هذا الحشد وبدون تفكير حملها بين يديه وهى تشبثت به ووضعت راسها على صدره وهو اغمض عينيه من فجؤه هذا الاحساس ودخل بها الى غرفه فى الريسبشن خاصه بالعاملين واجسلها على الكرسى ووضعها بكل هدوء كأنها قطعه جوهره يخشى من خدشها ، ثم نزل امامها وجلس على ركبتيه وهو ينظر اليها ويحاول بث الطمأنينه بداخلها
على : مرتاحه كده
حركت نور راسها بمعنى ايوه حتى اتى صوت من وراهم افزعهم
مستر وائل : على
استقام على وتنحم ووقف امامه وتحدث بثبات : نعم مستر وائل
مستر وائل : سيبنا لوحدنا لو سمحت
على شعر بالبغض منه وبداخله يرفض تركها ولا يعرف السبب وخصوصا عندما راها تنظر اليه بعينيها وهى تترجاه الا يتركها وهو لم يستطيع ان يدير ظهره اليها او يحرك قدميه خطوه واحده
مستر وائل بعصبية : يلا يا على ، كفاية اللى حصل
خرج بسرعه ولم يلتفت اليها حتى لايضعف ويظل واقفا ، وايضا يريد تفسير ما يحدث معه هذا شيئ غير طبيعى كيف يحدث كل هذا عند اول لقاءه بينه وبين هذه الفتاه ، خرج وقغل الباب ولكن لم يذهب وظل واقفا امام الباب يريد الاستماع لما يحدث والطمأنينه عليها
مستر وائل بصوت عالى : اسمعى يا نور ، لولا ان جلال صاحب عمرى واول مره يطلب منى خدمه انا كنت مشيتك من هنا الموقف اللى حصل ده غير مقبول ، انك تقعى كده قدام الناس ودول سياح مش اى حد ، المنظر غير لائق بفندق كبير ذى ده ولولا انى عارف على كنت قولت حاجه تانيه على العموم انا هحطك تحت الاختبار لمده شهر ولو فشلتى اعتبرى نفسك مرفوده تمام ، ولم ينتظر ردها وفتح الباب ، ولكن لحسن الحظ ان حسام اتى فى الوقت المناسب وسحب على من يديه وابعده عن الغرفه
حسام : ايه اللى بتعمله ده يا على ، واقف قدام الاوضه بتسمع الكلام ، لو كان شافك مستر وائل كانت هتحصل مشكله ، انا لما سمعت باللى حصل مصدقتش على يعمل كده مع بنت طب ازاى ومن امتى يفرق معاك حد ، لكن اللى شوفته بعينى ده خلانى اصدق اللى سمعته ، انت تعرف البنت دى
علي : معرفش
حسام : نعم
علي: صدقنى والله ما اعرف انا من اول اليوم وانا مش طبيعى وحاولت اشرحلك بس معرفتش وكنت عاوزه اقولك ان قلبى وجعنى بس معرفتش اتكلم وفجأه شوفت البنت دى وقلبى خرج من ضلوعى واتنفض ولما اغم عليها حسيت انها حته منى ، حته منى يا حسام والله .
حسام : لا يا على كده غلط ، وانت عارف انه مينفعش انت ناسى احنا ايه وجايين ليه ، وبعدين انت نسيت ده حتى
علي بإنفعال : متكملش مستحيل يكون فى وجهه تشابه ابدا ، انا بس صعبت عليا لكن مش حاجه تانيه ، واوعى تكمل فاهم مفيش حد ذى هديل فاهم مفيش ، وخرج وسابه وهو فى فمه انفعاله ، وحسام ندم على تسرعه معاه
نور كانت تبكى بعد خروج مستر وائل ، تبكى على تعسر حالها من اول يوم قصاده وصعبان عليها ان دايما كده مفيش حاجه بتكمل فى حياتها ، مش كفايه المأساه اللى كانت عايشه فيها وكمان وهنا وتنفست بصوت عالى عندما تذكرته وشعرت بنبض قلبها وشعور بالاحتواء للحظه وتعجبت من نفسها وظلت تسأل نفسها ليه احساسها انه يخصها او حته منها كأنها كانت تعرفه من زمان ، وكمان احساسها بالفقد واليتم فجاه راودها عندما تركها وخرج ولكن حاولت تمنع نفسها من التفكير المهلك ده ، وعزمت انها ستحاول جاهده ان تثبت نفسها فى عملها حتى لا تتركه ولم تستطيع الرجوع الى احد ، لانه فى الحقيقه ليس لها احد
قطع شرودها خبط الباب وكانت فتاه وهى مى جلبت اليها طقم العمل وطلبت منها انها تجهز عشان استاذ على هيعرفها على الشغل بناء على تعليمات مستر وائل
للحظه فرحت عندما سمعت اسمه وانه ستكون معه ولكن حاولت الثبات وفعلا بعد خمس دقايق ارتدت طقم العمل وخرجت ولكن تفاجئت ان استاذ محمود هو اللى هيكون معاها النهارده عشان استاذ على تعبان شويه ومش هيكون موجود النهارده
شعرت بالخذى من كلامه وانه مش موجود ولكن بسرعه نهرت نفسها وقالت بداخلها انها لا ترتبط بالاوهام ومن هى حتى يهتم بها وانه كان قدم لها المساعده عندما وقعت فقط ليس اكثر ولكن انا من وهمت نفسى بأننى اشعر بشيى من نحوه ولكن ربما اخطأت وسوف تترك اوهامها هذه وتلتفت الى عملها وبعد نهايه اليوم كانت قد تعرفت الى بعض الحاجات وفعلتهى جيده كما طلب منها واخبارها ان باقى اليوم اجازه حتى ترتاح من عبء السفر وايضا تتعرف على القريه وغدا الساعه السابعه ستكون جاهزه للعمل ، ذهبت الى غرفتها كى تستريح وكانت رفيقه مى فى هذه الغرفه وبعد ما ابدلت ثيابها دخلت اليها مى وتعرفت عليها وظلوا يتحدثوا سويا وطلبت منها ان تجهز عشان تعرفها على باقى الفريق
وبعد ربع ساعه كانت قد استعدت وخرجت من الغرفه وهى فى طريقها اليهم خطر ببالها هل سيكون معهم ينتظرها ام لا ، وصلت اليهم واستقبلتها مى بترحاب وهى بحثت بعينها عليه ولكن لم تجده شعرت بوجز بداخلها لم تستطيع تفسيره قطع شرودها صوت مى
مى : تعالى يا نور اعرفك عليهم ، دى يا ستى دينا ودى بقى نمامه الشله ، ابتسمت نور وسلمت عليها
دينا : نورتينا يا نور ، اسم على مسمى ، ابتسمت نور اليها
مى : ده بقى يا ستى محمود خطيبى اكيد عرفاه
نور هزت راسها بمعنى اه وابتسمت وقالت : الف مبروم ربنا يتمملكم على خير
مى : ده بقى يا ستى حسام اخو على وتؤامه
تفاجئت نور للحظه لانهم لم يشبهه فى اى شيئ
حسام : ازيك يا نور عامله ايه
نور : الحمد لله
مى : مش ناقص غير علي بس هو مش عاوز ييجى
نور نظرت اليها وشعرت بالحزن لانها احست انها السبب فى عدم مجيئه
حسام شعر بذلك ف نظر لمى بلوم ثم نظر لنور وابتسم وقال : اصله تعبان شويه بسبب ضغط الشغل بس هو اكيد هيبقى يتعرف عليكِ فى وقت تانى واصلا انتِ المساعده بتاعته ف اكيد هيشوفك ويتعرف عليكِ كتير اكتر مننا كمان صح
نور : اه طبعا ، والف سلامه عليه
دينا بتحاول تلطف الجو : طب يلا نقعد بقى عشان جعانه اووى بصراحه
ضحوا جميعا وجلسوا على مائده الطعام وظلوا يتحدثوا سويا ويضحكون لكن نور لم تشاركهم فى الكلام او الهزار الا قليلا جدا وكانت طول الوقت سرحانه واحساس الحزن والخوف محاوطها ولم ينتبه لها سوى حسام الذى لم يخفض بصره عنها وكان يراقب كل تصرفاتها وحركاتها ، ونور كانت تلاحظ مراقبته اليها ونظراته ولكن لم تقدر على تفسيرها وايضا ملاحظته هذه ومراقبته تربكها كثيرا ، قامت نور فجأه ووقفت وهم توقفوا عن الكلام والضحك ونظروا اليها
مى: ايه يا نور وقفتى ليه
نور : معلش هروح اتمشى شويه وبعد كده هطلع انام عشان تعبانه
دينا : ليه خليكِ معانا دى القاعده حلوه
حسام : سبيها يا دينا ، خليها براحتها ، ثم وجهه نظره اليها
نظرت نور اليه ثم اخفضت بصرها وقالت : عن اذنكم  تصبحوا على خير ، وتحركت فى اتجاه البحر وحسام كان يتابعها بنظراته حتى اختفت ثم رجع ونظر امامه وقال فى سره : معقول يكون عشان كده
دينا سمعت همهمته فقالت له : بتقول ايه
حسام : لا ابدا ، ولا حاجه
_____^^________
ظلت تمشى على قدميها حافيه  امام البحر والهواء يداعب وجهها وشعرها يطير فى الهواء وهى تغمض عينيها وتستنشق رائحه البحر وتخرج انفاسها كأنها تحاول تبديل جراحها والمها بهذا الهواء النقى ولكن كانت تشعر بالرجفه فى جسدها بسبب هواء البارد ، ولحظه شعرت بدقات قلبها اسرعت وسمعت صوته خلفها يهمس فى اذنها ويقول : اللى موقفك لوحدك كده لحد دلوقتى ، عدلت نفسها ف اصبحت قباله تواجهه وهى قريبه منه جدا وجهها يقابل وجهه وانفاسهم واحده ، وهو ينظر داخل عينيها مباشره ، هى ارتبكت من هذا الموقف ورجعت للوراء بقدميها ولم تكن تعرف انها تعثرت بسبب وجود حفرة صغيره وراها مما جعلها تتزحزح للوقوع ارضا ولكن لم يلمس جسدها الارض الا وكانت احدى  يديه تسحبها ويده الاخرى تحاوطها وهى يمسكها ليمنعها من الوقوع وجذبها نحوه بسرعه مما جعل راسها تخبط فى صدره ومازالت يديه ممسكها معصمها ويديه الاخرى تحاوطها وهى رفعت راسها اليه ونظرت الى وجهه بوجه متوتر خوفا من وقعها وظلت تنظر اليه وهى فى حضنه وهو ايضا نظر اليها وظلوا هكذا ولم يشعروا بأى شيئا اخر سوى انفسهم ولا يوجد صوت فى المكان سوى صوت قلوبهم وانفاسهم ولم يلاحظوا من الشخص الذى يقف بعيدا ويراهم فى هذا الوضع
________^^_______________
انتهى البارت اشوفكم البارت القادم مع " لقاء القلوب "

لقاء القلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن