لقاء القلوب

البارت التاسع والعشرون

فتح عينيه ببطئ شديد وهو يشعر بالتعب والالم فى جسده وظل يرمش بعينيه حتى يتقبل هذا الضوء القوى الذى فوقه وبعد مهله استطاع الابصار وشعر بجسده موصود بالاسلاك ولديه صعوبه فى الحركه ولكن من رغم ذلك شعر بدفئ فى كفيه وعندما اختلس النظر بجانبه رآها وهى تنام على كفيه وتحضنها ويبدو على وجهها الشحوب والتعب مع دمعه معلقه على عينيها ابتسم بوهن وقال بصوت خافت مع حركه يديه
حسام : سالى
فزعت من مكانها وكأنها لدغت من شئ ونظرت بصدمه اليه هل حقا استيقظ وعاد اليها هل استجاب ربها للدعاء ولم يحرمها من لقاءه ، فقامت من مجلسها واقبلت عليه وانحنت نحوه وقالت بصوت مفطور يعتريه البكاء
سالى : حسام ، انت فوقت اخيرا رجعت ليه ، مع نهايه حديثها استقرت الدمعه على وجنتيها
ابتسم لها ورفع انامله ليمسح بقايا دموعها وحاوط وجهها بكفيه وقال بحب
حسام : ايوه يا حبيبتى رجعت عشانك ، عشان سمعت كلامك ليا كل يوم وانتِ بتبكى وتطلبى منى ان ارجع تانى ومكنش قدامى حل غير انى ارجع عشان اشبع عينى منك
قبلت رأسه وبكت من فرحتها وهو ضمها بيديه اليه يشم رائحتها ويغمض عينيه ليحفظ بداخله رائحتها التى تشعره ان قلبه مازال ينبض لاجلها وظلوا هكذا ، لم يدرى كم مره من الوقت حتى فاق من شروده على سؤالها
سالى : مين اللى عمل كده فيك يا حسام
وكأن سؤاله اعاده لهذه اللحظه مره اخرى ف ابعدها عنه وتحولت عيونه لسواد شديد وتحول وجهه من محب الى قاتل ، لم تنكر انها ارتجفت اوصالها من تغيره وشعرت ان الاجابه سوف تقتلها هى قبل اعداءه
سالى بتوتر : مالك يا حسام ، انت عارف مين
نظر اليها وقال ببرود قاتل
حسام : سالى انا غالى عندك لدرجه ايه
تنفست بصوت عالى وقالت بعشق جارف
سالى : لدرجه روحى لا تسكن فى جسدى الا اذا اكتمل نصفها بك يا روحى
فدمع عينيه وقال بحزن صاغب
حسام : انا اسف يا سالى
سالى بإستغراب : على ايه
حسام : عشان اللى هيحصل هيكون حلقه نار بينى وبينك
سالى نظرت اليه ولم تعرف لما قبض قلبها وما معنى هذا الكلام وما علاقته بسؤالها ولكن ما توصل اليه ان القادم لا يبشر بالخير ابدا
*****************************
كان علي يجلس على صخره اعلى جبل وهو يكاد عقله ينفجر من التفكير
يتذكر عندما دخل الغرفه ورأى الرجل وكانت المفاجأه انه هو الرجل الذى جاءه واعترف انه هو من اختطف هديل ، ولكن كيف ياتى اليه ليعترف بخطأه ويتقبل كل هذا العقاب وانه هو نفسه الوسيط ومازال يعمل مع هولاء المجهولين وشرد وتذكر ما حدث
                                        (فلاش باك)
علي بصدمه : مستحيل انت
الرجل : .............
اقترب منه وامسكه من هدومه ووضع يديه على رقبته وضغط عليه
علي : انا هقتلك لو مقولتش الحقيقه ، انت مين
الرجل يحاول التقاط انفاسه ويهز رأسه بمعنى انه موافق ، وبعد تركه جلس على الارض يسعل بشده ثم رفع نظره اليه وكانه يقابل وحش كاسر
الرجل : انا هقولك على كل حاجه ، انا زمان كنت موظف على قد حالى  فى الحسابات وفى يوم الشيطان لعب فى دماغى واغتلست فلوس من الشركه والمدير كشفنى ولما اترجيته انى يسامحنى طلب منى انى اخطف طفله وانى لو عملت كده هكون مساعد ليه وهلعب بالفلوس لعب ساعتها الفلوس زغللت عينى ووافقت وعملت كده ومع الوقت اكتشفت ان مدير الشركه ده شغال فى منظمه دوليه مافيا وهو ماسك شبكه مهمه هناك وبعد اكتر من عشرين سنه اكتشفت ان الراجل ده خلانى اخطف الطفله دى مجامله لواحد صحبه او بالاصح اكبر منه فى الشبكه دى وده عرفته لما الراجل الكبير ده طلب يشوفنى وقالى انه هو اللى عمل كده زمان مش المدير بتاعى وعاوزنى ارجع واقولك انى لقيتها تانى
علي : يعنى اللى لقيتها دى هى بنت عمى
الرجل : والله يا باشا انا مش عارف انا بنفذ الاوامر بس
علي : اسمه ايه الرجل ده
الرجل : مدير الشركه اسمه فؤاد وجدى اما الباشا ده اسمه الدوك
فزع علي من مكانه وهو يشعر ان الارض تدور من تحت قدميه
ما معنى هذا الكلام هل الدوك كان فى حياتهم من زمان ولماذا وما علاقته بهم ولماذا خطف ابنه عمه هناك لغز لابد من حله
                                  (عوده للحاضر )
فاق من شروده وهو يزعم انه لن يترك هذا الموضوع الا اذا عرف لغزه وعرف كيف سيبدأ بكشف الحقيقه
علي : اقسم بالله ان بكره مش هيعدى الا وكلهم دافعين ثمن اللى حصل والحقيقه هعرفها يعنى هعرفها ركب سيارته وذهب الى الفيلا وعندما وصل قابل فى طريقه الطبيبه وهى ذاهبه
علي : هو فى ايه
الطبيبه : ابدا مدام نور كانت تعبانه واغم عليها وانا جيت ولم تكمل كلامها بسبب ذهابه الى غرفتها للاطمئنان عليها وعندما دخل شاهد هديل وهى تقف بجوار السرير ونور تبكى بصمت
علي : هو فى ايه ايه اللى حصل .
نظرت اليه هديل ثم خرجت وتركتهم بمفردهم
علي جلس بجوارها على طرف الفراش وقال بخوف
علي : مالك يا حبييتى ايه اللى حصل
ادارت وجهها للجهه الاخرى وبكت بصوت عالى
استغرب علي فعلتها هذه فمد انامله وادار وجهها اليه وانحنى عليها واصبح يقابل وجهها
علي : بتبعدى وشك عنى ليه ،  نظر الى عينها ورأى فيها حزن شديد وعتاب وخذل ولوم وحسره نظرات تحكى قصص واناشيد تبدأ حروفها بوجع وتنتهى بآلام ، لم يعرف لما وجعه قلبه من نظرتها هذه
علي : انتِ لسه زعلانه منى ، انا اسف
ازاحت نور يديه برفق ثم قامت من فراشها وتحركت ووقفت امام المراه تنظر الى نفسها
وهو ينظر خلفها يتعجب من فعلتها
علي : بتعملى ايه يا نور
نور : ببص عليك
علي : يعنى ايه
نور : بحاول اشوف صورتك على حقيقتها فى المرايه ، عشان انا مبقتش شيفاك او مكنتش شيفاك من الاول
قام على من مكانه وجذبها من مرفقها ونظر اليها
علي : انت بتقولى ايه
مسكت نور يديه ووضعتها على قلبها ، ثم نظرت الى عينيه وقالت بصوت مدبوح
نور : حاسس بيه بيدق بسرعه عارف ليه ، عشان شاف حبيبه شاف نصه التانى بس مكنش عارف انه طبيبه هو قاتله ، انت عارف انا موجوعه اووى هنا وشاورت على قلبها ومازال هو يضع يديه علي قلبها وهى ترتعش
نور : ليه يا علي ليه
علي : انا مش فاهم حاجه ، انتِ بتعملى كده ليه
نور ببكاء عالى مرير : انا حبيتك من كل قلبى كنت ليا اب واخ وصديق وحبيب وزوج كنت عوض عن حرمانى من حاجات كتير اهل ويتم وتربيه ملجأ ووجع وتعب سنين ، قولت ربنا عوضنى بيك تقوم تيجى انت وتدبحنى بسكينه وتموتنى وانا لسه حيه انت دفتنى بالحيا
علي : انتِ بتقولى ايه ايه الكلام الفارغ ده
نور : انت خنتنى صح ، صدم من معرفتها وحشر الكلام فى حلقه  هى اكملت بوجع ، غشان كده كنت قاسى عليا فى الكلام واتحملت انك تبعد عنى وتجرحنى قدام الكل عشان مش قادر تواجهنى ، ازاى قدرت تعمل كده ازاى هونت عليك طب راح فين كلامك ليا كان تمثيل كنت بتضحك عليا يا علي لييييييييه وصرخت بصوت عالى
علي بصراخ : محصلش انا
نور : اخرس انت كداب ، انا بكرهك يا علي بكرهك وبكره نفسى وبكره اليوم اللى حبيتك فيه وقابلتك انت متستهلش ذره حب ليك منى عارف انا على قد ما انجرحت زمان واتظلمت اهون عليا من جرحك ليا دلوقتى ، بس خلاص انا مش هكون البنت الضعيفه اللى كل بيدوس عليها ، عشان كده انا هخرج من حياتك على طول ، طلقنى يا علي
علي بصوت ضعيف : مستحيل
نور : انا اللى مستحيل اكون فى حياتك تانى ، واه على فكره مبروك هتكون اب وخرجت وتركته تتوالى المفاجات عليه والصدمات وكأن الايام قررت تعاقبه على كل حاجه
*__________*
البارت لسه مخلصش ليه تكمله عشان هو طويل شويه
حبيت احمسكم بالجزء ده عشان نستعد للمفاجأت اللى جايه مع احداث ممتعه وشيقه

                                     يُتبع