يتأفئف ذلك الوسيم مُسترخياً على كُرسيه ، مُعيداً رأسه للوراء ، مُمسكا بأحدى يديه جسر أنفه ، و بالأُخرى طلب إفراغ المكتب
سَرح داخل عقله مُحاولاً تهدئة نفسه و أعصابه ... بعد أن إستعاد إستراخائه ، نهض ، و بتثاقلٍ بدأ بِلم أوراقه و مُستندات مشاريعه و أغراضه
تصطدم يده بصورةٍ مُبروظة موضوعة على مكتبه ، أخذها يتأملها مُبتسماً بحزن ليضعها بالصندوق أيضاً ......
فتح باب سيارته مُدخلاً الصندوق أولاً ، ثم إنطلق يقود بسرعةٍ ليست بقليلة على إحدى الطُرق بمنتصف الغابات و الظلام قد إنسدل بالفعل
يُفكر و الذكريات السيئة لا تُفارق عقله ، ليقاطعها ذلك الذي يركض بسرعةٍ غير مُبالٍ بتاتاً للإقتراب الذي كاد أن يودي بحياته
أوقف السيارة باللحظة المناسبة
لينفد بإعجوبةٍ من إصطدامه بذلك الشاب الذي بدا مذعوراً بشدة ، لكنه سُرعان ما فرّ هارباً ، يدخل لعمق الغابة
ترجل وسيمنا من السيارة ، ينظر بإتجاه الشاب و يتسأل بتعجب عن ما حدث للتو" ما هذا ... أهو مجنون ... كاد أن يموت ... "
ما أن أمسك بقفل الباب يفتحه ليدخل ، حتى رأى خمسة رجال ضخام البنية ، و يبدو عليهم الشر و الإجرام ، يركضون ناحية الغابة ، تماماً بذات المسار الذي سلكه ذلك الهزيل ، ليستغرب وسيمنا الأمر
" ما هذا ؟! ... أيحدث سباق هنا أم أنهم يُطاردونه ؟! .... يكفي سام ...لا بد أنك جُننت و بدأت تهلوس ... لا علاقة لنا بالأمر ..."
دخل مُديراً مفتاح التشغيل ، لكنه لم يّحرك ساكناً ، لم يستطع تجاهل ما رآه للتو
تأفئف للمرة الألف هذا اليوم ، سحب المفتاح و أغلق السيارة متجها للغابة ، يتتبعهم بحذر ،
ظل يمشي بسرعةٍ مُحاولاً إيجادهم ، ليلمح أحدهم ، يركض و يصرخ بأصحابه" أمسكووه ... لا تدعووه يّفلت ... "
تتبعه بسرعةٍ و خفة دون أن يشعر به أحدهم ، لمح الشاب الذي يركض بتثاقلٌ و تعب ، يحاول جاهداً ألا ينهار ، لكنه لم يستطع ، تعثر ، ليسقط على وجهه بقوة ، إقترب منه أحد الضخام و أمسك بشعره بقوة ، رافعاً رأسه بعنف ، ليُسدد لكمةً قويةً بوجهه جاعلةً منه يسقط أرضاً ويبصق الدماء ، إنهال عليه بالضرب ، و إنضم الإثنان الأخران ، يركلون بقسوةٍ ذلك الهزيل المُتكور على نفسه ، و المُغطى بالدماء ، أخذ سام إحدى الأغصان القاسية و السميكة من الأرض ، و توّجه نحوهم و الشرارةُ تخرج من عينيه لهول ما يراه ، تقدم نحوهم و عندما لمحوه حاولوا الهجوم عليه ، لكنه إستطاع تجنب لكماتهم و أخذ بكل ما لديه من قوة يضرب بهم بالعصا و يركلهم إلى أن تورمت أجسادهم و لم يعد بإمكانهم النهوض ... توجه للشاب الراقد أرضاً لا يتحرك و بالكاد يتنفس ، نظر لحالته ، ثياباً مُمزقة و رقيقة بهاذا الموسم البارد و لا يرتدي أي حذاءٍ أو شيءٍ يحمي قدميه المتورمتين و التي تنزفان بالفعل ، و قد كان شبه واعٍ ، أسند ذراع الصغير على كتفه و أمسك بخصره الهزيل و مشى به عائداً لسيارته ....
أنت تقرأ
صفر
Romanceميا، شاب يافع ، جميل و لطيف ، وقع بين مخالب بعض المختلين عقليا و المجرمين ، ليمضي ما يقارب العام محتجزا لديهم ، استطاع الهرب ، لينقذه رجل يدعى سام و الذي قد افرغ مكتبه بعد ان خسر عمله و شركته ، صادفه على الطريق ، ليعيشا سويا برفقة ابنه الوحيد ، إيا...