15

585 25 6
                                    

دخل سام غرفة الأصغر ، يتفقده بعد أن أنام إيان الصغير

سام بينما يجلس بجانبه : ميا ... كيف تشعر ؟!!

ميا بهدوء : بخير ...

سام : تبدو محبطاً ...

ميا : ... لا بأس ... أنا بخير ...

سام : تحدث معي ...

ميا : لا يوجد شيء ...

سام : أتشعر بالذنب ؟!

ميا : .... ربما .... لا أعلم .... لا أشعر بشيء ...

يضع يديه على يد الآخر المستقرة على فخذه

سام :  ميا ...

ميا : .... ماذا لو أنني إستمريت بالصمت ... لكان الآن عددهن إزداد ... و سيكون ذنبي ...

سام : .... كلا ... ليس ذنبك ...

ميا : .... بل ذنبي ... كنتُ شاهداً و لست فقط ضحية ... لكنني فضلت أن أصمت فقط كي لا أشعر بالخزي و العار ... دون الإكتراث لما حدث لهن ... دون الإكتراث لما سيحدث لأخريات ... ليس و كأنني لم أكن أعلم أو أتذكر ... كنتُ فقط مّحرجاً ... أخدع نفسي ...

سام : ميا ... صدقني ... الذنب ليس ذنبك ... لقد كنتَ بحالةٍ مزرية ... كيف لك أن تفكر بأمورٍ أخرى ... ميا ... أنت أيضاً ضحية مثلهن ... لا تختلف عن تلك النسوة المساكين ...

ميا : ... ماذا لو أنني بقيت على قيد الحياة كي أخرجهن ؟!  ... لكنني ...لكنني كنتُ ضعيفاً ... كلا ... بل كنتُ خائفاً أن أتأذى ... لذا سمحت لهن أن يتأذين بدلاً عني ....

سام بينما يسمك وجنتيه : كلا ميااا ... هذا ليس صحيحاً ...

ميا و الدموع تسيل : بل صحيح .... كنتُ جباناً ... رضخت لهم كي يتوقفوا عن أذيتي ... لم أحاول الهرب ... لم أكترث لما يحدث لهن ... بل كنتُ سعيداً أنهم لا يؤذونني بقدر ما يؤذنهن ... قبلت بالرخص و العار على أن أموت ...

سام بحدية : مياااا .... ما تقوله ليس صحيحاً ... أنت قمت ما بوسعك ... لستَ ملاكاً كي تكون مثالياً ... لست شيطاناً أيضاً لتظن أنك بهذا السوء ... لكلٍ منا أخطائه و إحسانه ... أنت كنتَ بحالةٍ مُزرية ... كنت بين أيدي عصابة من المجرمين ... يؤذنك جسدياً و نفسياً ... يهشمون روحك ... و يفعلون المثل لأخريات أمامك ... أنت لست ببطلٍ خارق كي تُنقذ العالم ... ميا ... توقف عن التفكير بالآخرين و تفضيلهم على نفسك ... ما حدث معك ليس بمُختلف أبداً عن ما حدث لتلك النسوة ... بل أسوء ... أتعلم لماذا ... لأن الموت رحمة ... لقد تخلصوا من ذلك العذاب و القذارة ... صحيحٌ أنهن خسرن حياتهن ... لكنهن ذهبن لمكانٍ أفضل بكثير من هذا العالم القاسي و القذر ... بينما أنت أضطررت لتحمل كل ذلك العذاب و لازلت ... أنظر لنفسك ... بالكاد تعيش ...

ميا : ... * شهقة * قلبي يؤلمني ...

عانقه الأكبر بعناق عميق و دافئ جداً ، يربت على رأسه و يُمرر أنامله بين خصلاته

صفر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن