18

535 23 10
                                    

خرجت اللطيفةُ ذات الشعر الكستنائي من غُرفة الفحمي و الذي تبعها بدوره ، كل منهما يبتسم بلطف و مودة ، نزلت من السلالم لتقترب من الصالة حيث يجلس الجميع ينتظروهما لينهيا حديثهما الخاص ، أشارت إليهم بلطفٍ تودعهم

" إلى اللقاء جميعاً .... دمتم سالمين ... "

لتردف العائلة بصوت واحد

"  إلى اللقاء "

مايا : إلى اللقاء نالا ... قودي بأمان ...

نالا : ... سأفعل ... *لميا * إلى اللقاء ميا ... فلتنتبه على نفسك ....

ميا : إلى اللقاء ... قودي بأمان ...

خرجت اللطيفة للخارج ، عاود الجميع العودة لأماكنهم بالصالة لكن لاحظ سام إختفاء الأصغر ، ترك طفله بيدي الفتيات اللطيفات اللاتي سُرعان ما والفنّ عليه و الذي بدوره إستجاب لهنّ بلطافة ، توجه لغرفة الصغير ، قرع الباب بخفوت ، مسح اللطيف دمعاته بهدوء ، محاولاً إستعادة نشاطه ، ليأذن للطارق بالدخول

ميا : تفضل

دخل سام و عينيه مليئتين بالحيرة و الأسئلة ، لاحظ حزنه ، ليقترب بصمتٍ و جلس بجانبه

سام : هل كنت تبكي ؟!! ...

ميا : ... كلا ... أنا فقط تذكرت أمراً ...

سام :  هممم ....

عم الصمت بالأرجاء لمدة ، ليقوم الأكبر بالمبادرة

سام : من هذه ؟! ... تبدوان حقاً مقربين ... أهي خليلتك ؟!

ميا بهدوء : كانت .... لكن ليس بعد الآن ؟!

سام : لما لا .... أعني ... تبدوان حقاً ملائمَين ...

ميا : ... هممم ...ربما ... لكن من الأفضل لها البقاء مع شخصٍ آخر غيري ... سيكون ذلك أفضل لكلينا ...

سام : هل أحببتها ؟! ...

ميا بينما يحدق أرضاً بتحسر  : كنت أخطط للزواج ... أردت تكوين عائلة ...  حتى أنني قمت بإدخار المال الكافي لشراء منزلٍ مريحٍ و سيارة ... لقد قمت بالفعل بشراء الخاتم ....

سام و قد شعر بإعتصارٍ يمزق قلبه : لا بأس ... لا زال بإمكانك ذلك ... فلتعرض عليها الزواج ... ستشتري المنزل و ستعيشان سوياً بلطفٍ و حياةٍ مليئةٍ بالحب

ميا : كلا ... الأمر لم يعد كذلك ... إنني سعيدٌ هكذا ...

سام : كلا ميا ...فلتجرب ...

ميا بتحسر  : كلا سام ... لا فائدة ... حتى وإن أردتُ ذلك ... أنا لن أستطيع ... فقد فقدت فرصتي تماماً .... لن أستطيع تكوين عائلةٍ أبداً ... لن أستطيع أن أكون زوجاً لأحد أو أباً أبداً ...

سام بذهول : ميا !!! ...

ميا بالقوة يكبح دموعه و ألم حلقه بسبب الرغبة الشديدة بالبكاء :  لقد علمت من الطبيبة ميلا ... ليس و كأنني لازلت أرغب بذلك ... أعني ... لا بأس ... لم أعد أريد تلك الحياة ... إنني سعيدٌ هكذا ... على الأقل الجميع يحبونني و يهتمون بي ... و هذا يكفيني ...

صفر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن