ناول الأكبر الأدوية و المياه للصغير المُتكور على نفسه لشدة الألم ، إعتدل بجلسته يأُخذ الأُدوية و يشرب المياه ، أخذ سام منه الكوب و سُرعان ما عاد الأصغر لوضعيته ، حيث يستلقي جانبياً ، متكوراً على نفسه ، يضمُ رُكبتيه لصدره و يديه تستقران أسفل بطنه حيث الألم ، و العرق يتصبب منه بغض النظر عن أن الجو بارد ، جلس الأكبر بجانبه يفرك فروة رأسه مُحاولاً مواساته ريثما تمر آلامه ، إستقام مُتجهاً للمطبخ ليعود بعد مُدةٍ و بيده كيسُ التدفئة و كوباً من الشوكلا الساخنة ، وضعهما على الطاولة و تقدم ليُجلِسه ، أجلسه حيث لا يزال مُتكوراً و ظهره مُستنداً بشكلٍ مائلٍ على ظهر الأريكة ، جلب الكيس المليئ بالمياه الدافئة و وضعها على بطنه ثم أعاد الغطاء عليه ، و الأصغر غير مُدركٍ لشيء لشدةِ الآلام ، ثم جلس بجانبه بعد أن أحضر كوب الشوكلا الساخنة ، أمسك بيديه و وضع الكوب بينهما
سام : هيا ... بعضُ الشراب الساخن حلو المذاق سيُساعدك ...
أخذ الأصغر بقلةِ حيلةٍ و إرهاقٍ شديد ، يرتشف بهدوء بيديه الراجفتين ، ليُعيد سام الكوب للمنضدة التي أمامهما ...
بعد مدة هدأ الأصغر و خفت آلامه ، يجلس مُخدراً يُحدق بالفراغ ، بينما الأكبر أخذ منديلاً ورقياً يمسح جبين الأصغر المُتصببِ بالعرق مما بلل خصلاته الفحمية ، أمسك بكوب الشوكلا الساخنة ، و الذي لم يتبقى منه الكثير ، ليشربه ، نظر الأصغر بعيني الأكبر بينما إبتسم بسُخريةٍ و إحراجميا بخدر : ههه أشعر وكأنني فتاةٌ بفترة محيضها ... ههه
ليقهقه الأكبر بصخب و ينظر للأخر الذي يضحك بحرج
سام بلطف : الآلام آلام مهما كانت الأسباب ... بعض الإسترخاء و الراحة و الشوكلا الساخنة كفيلة بالتخفيف من حدتها
لينظر الآخر إليه بلطفٍ بينما رأسه مُتكئٌ على ظهر الأريكة جاعلاً من الأكبر يبتسم بخجل
ميا : لابُدَّ أن ساي كانت محظوظةً جداً بك ...
لتتوسع إبتسامةُ الأكبر يعدلُ جلستهُ ، ينظر للأمام
سام : أتمنى ذلك ... أن تكون حقاً شعرت بالسعادةِ لوجُدها معي ...
ميا : لا شك بذلك ...
إستقام سام يُزيلُ غطاء الصغير و يُساعده للإستلقاء ، يُعدل الوسائد و يتأكد من دفئ الكيس ثم يُعيد تغطيته
سام : لا بُدَّ أنك مّتعبٌ الأن لذا فلتنم جيداً ... كُنت أود أن تنامَ بالغُرفة لكن بما أن آلامك هدأت هكذا لا أُريدُ تخريب الأمر
أماء الأصغر بتشكُرٍ مُبتسماً بعينيه المُرهقتين
ميا : أَشكُرك ... تُصبح على خير ...
سام : أحلاماّ سعيدة .... إن ما إحتجت لأي شيء فقط نادني ...
ميا : سأفعل ...
أنت تقرأ
صفر
Romanceميا، شاب يافع ، جميل و لطيف ، وقع بين مخالب بعض المختلين عقليا و المجرمين ، ليمضي ما يقارب العام محتجزا لديهم ، استطاع الهرب ، لينقذه رجل يدعى سام و الذي قد افرغ مكتبه بعد ان خسر عمله و شركته ، صادفه على الطريق ، ليعيشا سويا برفقة ابنه الوحيد ، إيا...