يتناولون ثلاثتهم فطورهم بهدوءٍ و لطافة ، حيث يُطعم سام طفله و ميا يأكل بنفسه مُنغمساً بأفكاره و لم ينتبه للأكبر الذي يتحدث معه ، ليجذب إنتباهه بلمس يده ، جفل الأصغر لكن سُرعان ما هدأ برؤية إبتسامة الآخر اللطيفة
سام : أين وصلت
ميا : ....؟!
سام : كُنتُ أتحدث معك لكنك شارد الذهن ... بماذا تُفكر ؟!
ميا : لا شيء ... ماذا كُنتَ تقول ؟!
سام : ليس مُهماً ... لا بأس ...
ميا : ....
أكملو طعامهم بصمتٍ و هدوء .......
أخذ إيان كُتيباته اللطيفة ليُعطهم لميا كي يُعلمه درساً جديداً ، و قد لاحظ سام شروده طوال الوقت و قلة تركيزه ، حل المساء ، و غط الصغير بنومٍ عميق ، بعد إطمئنان سام عليه ، قبّله بلطافةٍ وإتجه للآخر ، طرق الباب بخفة ، بعد مدة قصيرة من الصمت دخل ، ليجده جالساً مُتكوراً على نفسه بالسرير ، يُعانق بذراعيه ساقيه و يُأرجح جسده بهدوء مُحاولاً تهدئة نفسه و يهمس بصمتميا : إهدأ .. إهدأ ... إهدأ ميا ... إهدأ ... واحد ... إثنان ... ثلاثة
إستمر الصغير بالعد و كلما شعر بخوفٍ شديد يُعيد تهدئة نفسه و إعادة العد ، تقدم الأكبر ناحيته بهدوءٍ و تروٍ ، جلس بالقرب منه ببطئ تجنباً لذعره
سام بخفوت : ميا ... ميا ...
إنتفض الصغير ليُحدق به بذعر ، رفع الأكبر يديه بمجال رؤيته ليُشعره بالأمان ، و يهمس له بهدوء
سام : لا تخف ... إنه سام ...
حدّق به بعينيه المليئتين بالدموع تُبلل رموشه و وجنتيه ، شفتيه مُحمرة و مُتنفّخة بسبب العض عليهما بكثرة ، ماهي لحظات حتى إنقض بين ذراعيه يتلمس بعض الأمان و الدفئ ، إحتواه الأكبر لافاً ذراعيه الكبيرتين حاوله ، يبعث له الدفئ و الراحة ، مُحتوياً إياه بلطفٍ و حنان ، سامحاً له بالإفراج عن مشاعره ، حيثُ غرق الأصغر بدموعه و شهقاته الباكية ، يهمس بخوف و رجاء
ميا : ...* شهقة * أرجوك ... لا تدعهم يؤذوني ... *شهقة * أبعدهم عني ... *شهقة * .... إنني خائف ...
و الأكبر يمسح شعره برفق و يربت على ظهره بلطف
سام: لن يمسّك أحدٌ بسوء ... لا تخف ميا ... أنت بأمان ... لا أحد هنا ... ولا أحد بإمكانه إيذائك بعد الأن ... لن أدعك وحدك و سأحميك ... إهدأ ... لا داعِ للخوف ميا ... لا يُوجد أحد لتخاف منه ... سأحميك دوماً ...
ميا : ... إنني خائف ... أشعرُ بالخوف ... لا تتوقف عن ملاحقتي ... أُريدها أن تبتعد و تختفي ... أرجوك ...
ليستغرب الأكبر من كلمات الصغير
سام : عن من تتحدث ميا ؟! ...
ليُبعد الصغير وجهه قليلاً عن صدر الأكبر و ينظر بذعر لذات المكان الذي كان يحدق به منذ قليل ، نظر الأكبر لحيث ينظر الصغير
أنت تقرأ
صفر
Romanceميا، شاب يافع ، جميل و لطيف ، وقع بين مخالب بعض المختلين عقليا و المجرمين ، ليمضي ما يقارب العام محتجزا لديهم ، استطاع الهرب ، لينقذه رجل يدعى سام و الذي قد افرغ مكتبه بعد ان خسر عمله و شركته ، صادفه على الطريق ، ليعيشا سويا برفقة ابنه الوحيد ، إيا...