11

652 26 11
                                    

يتناولون ثلاثتهم فطورهم بهدوءٍ و لطافة ، حيث يُطعم سام طفله و ميا يأكل بنفسه مُنغمساً بأفكاره و لم ينتبه للأكبر الذي يتحدث معه ، ليجذب إنتباهه بلمس يده ، جفل الأصغر لكن سُرعان ما هدأ برؤية إبتسامة الآخر اللطيفة

سام : أين وصلت

ميا : ....؟!

سام : كُنتُ أتحدث معك لكنك شارد الذهن  ... بماذا تُفكر ؟!

ميا : لا شيء ... ماذا كُنتَ تقول ؟!

سام : ليس مُهماً ... لا بأس ...

ميا : ....

أكملو طعامهم بصمتٍ و هدوء .......
أخذ إيان كُتيباته اللطيفة ليُعطهم لميا كي يُعلمه درساً جديداً ، و قد لاحظ سام شروده طوال الوقت و قلة تركيزه ، حل المساء ، و غط الصغير بنومٍ عميق ، بعد إطمئنان سام عليه ، قبّله بلطافةٍ وإتجه للآخر ، طرق الباب بخفة ، بعد مدة قصيرة من الصمت دخل ، ليجده جالساً مُتكوراً على نفسه بالسرير ، يُعانق بذراعيه ساقيه و يُأرجح جسده بهدوء مُحاولاً تهدئة نفسه و يهمس بصمت

ميا : إهدأ .. إهدأ ... إهدأ ميا ... إهدأ ... واحد ... إثنان ... ثلاثة

إستمر الصغير بالعد و كلما شعر بخوفٍ شديد يُعيد تهدئة نفسه و إعادة العد ، تقدم الأكبر ناحيته بهدوءٍ و تروٍ ، جلس بالقرب منه ببطئ تجنباً لذعره 

سام بخفوت : ميا ... ميا ...

إنتفض الصغير ليُحدق به بذعر ، رفع الأكبر يديه بمجال رؤيته ليُشعره بالأمان ، و يهمس له بهدوء

سام : لا تخف ... إنه سام ...

حدّق به بعينيه المليئتين بالدموع تُبلل رموشه و وجنتيه ، شفتيه مُحمرة و مُتنفّخة بسبب العض عليهما بكثرة ، ماهي لحظات حتى إنقض بين ذراعيه يتلمس بعض الأمان و الدفئ ، إحتواه الأكبر لافاً ذراعيه الكبيرتين حاوله ، يبعث له الدفئ و الراحة ، مُحتوياً إياه بلطفٍ و حنان ، سامحاً له بالإفراج عن مشاعره ، حيثُ غرق الأصغر بدموعه و شهقاته الباكية ، يهمس بخوف و رجاء

ميا : ...* شهقة * أرجوك ... لا تدعهم يؤذوني ... *شهقة * أبعدهم عني ... *شهقة * .... إنني خائف ...

و الأكبر يمسح شعره برفق و يربت على ظهره بلطف

سام: لن يمسّك أحدٌ بسوء  ... لا تخف ميا ... أنت بأمان ... لا أحد هنا ... ولا أحد بإمكانه إيذائك بعد الأن ...  لن أدعك وحدك و سأحميك ... إهدأ ... لا داعِ للخوف ميا ... لا يُوجد أحد لتخاف منه ... سأحميك دوماً ...

ميا : ... إنني خائف ... أشعرُ بالخوف ... لا تتوقف عن ملاحقتي ... أُريدها أن تبتعد و تختفي ... أرجوك ...

ليستغرب الأكبر من كلمات الصغير

سام : عن من تتحدث ميا ؟! ...

ليُبعد الصغير وجهه قليلاً عن صدر الأكبر و ينظر بذعر لذات المكان الذي كان يحدق به منذ قليل  ، نظر الأكبر لحيث ينظر الصغير

صفر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن