إغتسل القمحي جيداً ، يُجفف شعره بهدوء و يمشي بالغرفة قليلاً ، تنهد بإرتياحٍ و إنتعاش ، و إرتمى فوق السرير ، يبتسم بلطف لتذكره ذلك الدفتر ، الدفتر المليئ بذكرايات ميا و لطافته ، خصوصاً بضع الصفحات التي تتحدث عن مشاعره و أحلامه ، يعترف بها برغبته لأن يكون شخصاً لطيفاً و محبوباً ، أن يجوب العالم بأسره و يلتقي بالكثير من الأشخاص من الثقافات المختلفة ، أن يحبه الجميع و يلاطفونه ، و أن يلتقي بشخصٍ يصبح المعنى لسعادته ، رغبته بأن يقع بحب شخصٍ لطيفٍ جداً ، أن تكون علاقتهما مبنيةً على الملاطفة و المراعاة ، على الثقة و التفاهم ، أن يجد شخصاً يشاركه أحلامه و رغباته ، شخصاً يُشعره أنه عالمه الخاص ، رغبته ببناء عائلةٍ صغيرةٍ و لطيفة ، أن يحظى بطفلٍ لطيفٍ جداً ، يريد بناء أسرة تشبه كثيراً أُسرته التي يقطن معهم ، أن يكون حنوناً و لطيفاً كوالدته تجاه أطفاله ، و أباً جديراً بالثقة و مليئاً بالدفئ كوالده ، أن يكون أخاً و صديقاً لهم ، و لزوجته ، يريد بيتاً صغيراً ، جميلاً و مريحاً ، يُشعره و عائلته اللطيفة بالدفئ و الأمان ، سيارةً صغيرة و لطيفة ليجوب بها البلد بأكمله برفقتهم ، و أن يُريّ العالم بأسره لطفله ، و أن يكون معه خطوةً بخطوة ليحقق أحلامه ، سيكون سعيداً جداً إذ ما كانت فتاة ، لأنه يود حقاً أن تكون بصفات عمتها مايا ، و بطيش ميرا ، و تملك قلباً كبيراً و حنوناً جداً كماري ، إبتسم سام بلطافةٍ كبيرة و هو يُفكر بأُمنيات الصغير اللطيفة ، شعر بالتحسر كونه يعلم أن الأصغر قد خسر بالفعل هذه الأحلام التي لم يبدأ حتى بالسعي لتحقيقها ، دخل إيان غرفة والده الذي سُرعان ما إبتسم بفرحٍ لذلك ، أشار له بالإقتراب ليتسلق سرير والده و يجلس بأحضانه
سام بينما يشم عبيق إبنه بلطف : ما الأمر حبيبي ؟! ....
إيان : إيان مُشتاق لميا .... متى سيعود ... ميا ...
سام : همممم ... أتحب ميا جداً .... ؟! ....
إيان : أجل .... إيان يحب ... ميا ... ساي تحب ... ميا .... سام أيضاً ... يحب ... ميا ...
ذهل الأكبر من كلام الصغير ، تقلصت عيناه بلطفٍ شديد و إبتسامةٍ عريضة إرتسمت على وجههه
سام : ... أجل ... معك حق .... * بتساؤل * إياني ... هل تظن أن ساي غاضبة مني ... أعني ... هل هي غاضبة أنني أحب ميا ؟!
إيان : تحب ميا ... و تحب سام ... هي سعيدة ... ساي سعيدة جداً ....
سام : ... اذن هي لن تحزن ... إذ ما دخل ميا حياتنا ؟! ... ألا تظن أن ساي ستغضب من ذلك .... ؟!!!
إيان : كلا ... ساي لطيفة ... ساي تريد سام و إيان السعادة .... تريد ميا أيضاً ... الجميع سعيد ... ساي تريد الجميع سعيد ...
تبسم الأكبر بحب ممزوج بحزن و بعض التحسر ، شد عناقه على الصغير ، مُخفياً وجهه بعنقه ، و الأصغر يمسك دميته بشدة و يعانقها بقوة
أنت تقرأ
صفر
Romanceميا، شاب يافع ، جميل و لطيف ، وقع بين مخالب بعض المختلين عقليا و المجرمين ، ليمضي ما يقارب العام محتجزا لديهم ، استطاع الهرب ، لينقذه رجل يدعى سام و الذي قد افرغ مكتبه بعد ان خسر عمله و شركته ، صادفه على الطريق ، ليعيشا سويا برفقة ابنه الوحيد ، إيا...
