بهدوءٍ و حذر يجلسُ الشابُ الصغير بجانبِ الطفل اللطيف الذي ينظر للأرض بهدوء و بيده دُميته المُهترئة ، إقترب ميا من الصغير ، يحاول بهدوءٍ لمس دميته
ميا : هل يُمكنني لمس الدُمية إيان ؟!
إيان : ساي ... ساي .... إيان ساي ...
ميا : هذا جميل ... أتحب ساي ؟!...
إيان : ساي إيان ... ساي ... إيان ...
ميا : إيان ... هل تسمح لي بإصلاح ساي ... أُنظر توجد بعض الأماكن المُمزقة ... و يبدو أن ساي بحاجة لبعض التصليح ...
إيان : ساي ... إيان ... ميا ... ميا ...
ميا : أجل ؟!
إيان : ميا ... ميا
ميا بتبسم لطيف : إيان ... ميا ... وساي ...
إيان : إيان ... ميا .... ساي ...
ميا : أجل ... إيان ...ميا ... وساي ...
ينظر الأكبر إليهم بلطافة ، ينهض ليستقيم لكنه توقف بسماع صوت الأصغر يُردد أُسمه
ميا : إيان ... ميا ... ساي ...وسام
إيان : إيان ... ميا ... ساي ......سام
ميا : إيان ... ساي ... سام
إيان : سام ... ميا ... إيان ...ساي
ميا : ههه حسناً ... ميا أيضا ... والآن ... هلّا أعطيتني ساي قليلاً ... سأُصلحها لك و سأُنظفها جيداً ... و ستعود جديدةً و جميلة جداً ... أجل ؟!
ناول الصغير الدُمية لميا الذي أخذها مِنه بلطافة ، مُطبطباً على فروةِ رأسِ الصغير ، ثم أخذ عُلبة الخياطة من الأدرج التي بجانبه ، يُعيد إصلاح التمزاقات و تركيب عيناً أُخرى ، يمسحها جيداً بالمُنظفات ، لتعود الدُمية جديدةً و نظيفة و برائحةٍ جميلة ، أخذها الصغير بسرعةٍ ، يُعيدها بين ذراعيه مباشرةً ، و يُعاود أرجحةَ نفسه يميناً و يساراً بعد أن كان واقفا بثباتٍ يُراقب ميا و هو يُصلحُ دُميته ، حدّق بعينيّ ميا الذي ينظر إليه بلطافة ، ليقوم بشكره بلغة الإشارة مما صَدم الأمر كلا من الشابين ، تبسم ميا و رد عليه بلغة الإشارة شاكره أيضاً ...
سام : يبدو أنه يتحدث لغة الإشارة ...
ميا : إيان طفلٌ ذكيٌّ جداً ... لابد أنه إلتقطها بسرعة من البرامج التلفزيونية ... يبدو أنه سعيدٌ بساي كثيراً ......
سام بإبتسامةً حزينة : أجل ... ساي ... هي كل شيء بالنسبة له ...
ميا : ... هل ساي شخصٌ قريبٌ منه ... أعني...
سام : ساي زوجتي ... والدةُ إيان ... لقد توفت العام الماضي ...
ميا : إنني حقاً أسف ...
سام : لا عليك ... يُسعدني أن تُذكر دوماً ... و يُسعدني جداً أنَّ إيان لايزالُ يتذكرُها و يُحبُها ...
أنت تقرأ
صفر
Romanceميا، شاب يافع ، جميل و لطيف ، وقع بين مخالب بعض المختلين عقليا و المجرمين ، ليمضي ما يقارب العام محتجزا لديهم ، استطاع الهرب ، لينقذه رجل يدعى سام و الذي قد افرغ مكتبه بعد ان خسر عمله و شركته ، صادفه على الطريق ، ليعيشا سويا برفقة ابنه الوحيد ، إيا...