17

533 23 3
                                    

إستيقظ عسلي العينين بتثاقل ، جفنيه مُزينين بالدُكنة إثر السهر الطويل و الإرهاق ، فقد عمل طويلاً الليلة الماضية ، غارقٌ بين أوراقه و مستنداته ، ذهب للمطبخ يُحضّر فطوراً لطفله الصغير و الذي بدوره إنضم إليه جالساً أمام المائدة ينتظر الطعام بهدوء ، الصمت القاتل مُعمم بالمكان ، تعابير الحزن تزين وجوهيهما ، تناولا فطورهما بهدوء ، لم يكن أي منهما يشعر بأي رغبة للتحدث أو التفاعل ......
مر الوقت و قد فات موعد زيارة ميا ، إستقام الصغير بعد أن كان جالساً على الأريكة يضم ساي بحضنه و يأُرجح جسده بينما يعد الثواني بالساعة المعلقة على الحائط مركزاً بها ، أمسك ملابس والده ليجذب أنتباهه المُرّكز على الحاسوب

إيان : بابا ؟! .... ميا ؟!!

سام : لا تقلق حبيبي سيأتي ...

عاود الصغير الجلوس و التمعن بالثواني ، و الأكبر تشتت إنتباهه ، حيث يُراقب طفله و تصرافته بقلق و بذات الوقت عليه إتمام العمل على المشروع ، تفقد الوقت عدة مرات خلال هذه الساعة ، قلق لعدم حضور ميا ، حاول الإتصال به ، لكن الأصغر لم يجبه ، شعر بالقلق لذلك ، عاود الإتصال لكن هذه المرة بمايا

مايا : مرحباً ؟!

سام : مرحباً مايا .... أعتذر لإتصالي بهذا الوقت ....

مايا : لا بأس سام ... كيف حالك ... هل من خطب ؟!

سام : بخير شكراً لكِ .... كنت أود معرفة خطب ميا ... أقصد أنه لم يأتي بعد و قد مر بالفعل ساعتان عن موعده ... كما أنه لا يجيب على إتصالاتي ....

مايا : اووو ... ربما لأنه صامت لم أسمعه ... في الحقيقة ميا مريض قليلاً ...

سام بقلق : أهو بخير ... ما خطبه ؟!!!

مايا : لا يُوجد خطورة ... إنه محموم ... أصيب بالبرد و قد إنخفضت حرارته هذا الصباح ... حالياً هو نائم ....

سام : ... كيف أصيب ... هل حدث أمراً ما ؟! ...

مايا : هممم .... بالحقيقة لقد تأخر كثيراً ليلة أمس بالعودة ... إتصل بي و قد كان بحالةٍ سيئة ... أعتقد أنه كان بنوبة ... ربما حاول مواجهة ما حدث معه ... لأنني وجدته بذات الموقع ...

سام : ... لما فعل ذلك ... لما لم يخبرني كنتُ سأتي معه لدعمه و مساعدته .... على الأقل فليخبر أحداً ... لما ذهب وحده .... حسناً لا بأس ... حصل الأمر .... أيمكنني رؤيته ؟!

مايا : بالطبع ...

أغلق الأكبر الخط و أسرع بالتجهز لزيارة الأصغر المريض .....

.................

دخل كلاً من سام و طفله غرفة ذلك الراقد بسريره ، وجهٌ محمر و متنفخ ، جسده بأكمله يرتعش ، و يهمهم صاكاً أسنانه لشدة البرد ، ويوجد بضعة اغطية فوق جسده ، و التدفئة عالية ، بالإضافة لبعض الكمادات الجافة و الدافئة

صفر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن