25

588 20 16
                                    

يرتدي ملابسه بهدوء بعد أن تأكد من تجفيفها جيداً ، إرتداها و توجه للباب كي يخرج من المنزل تاركاً الأب و إبنه نائمين بينما يحتضن كلاهما الآخر ، إرتدى حذائه و أمسك بمِقبض الباب ليُوقفه صوت الآخر الذي تحدث إليه ببعض الحديّة

سام : إلى أين تظنُ نفسك ذاهباً ...

ميا بهدوء : .... سأعود للمنزل ... هدأت العاصفة ... الجميع قلقين

سام : ستذهب دون التحدث ...

ميا : لا يُوجد ما يقال ...

سام : لكنني لم أقل شيئاً بعد ... ألن تُنصت لما لديّ ...

ميا بتوتر : .... لا أظنني بالقوة الكافية لذلك ...

أسرع الأكبر نحوه ليشد بيديه على كتفيه ، و ينظر بحدية لعينيه ، مما جعل الصغير يشعر بالخوف

ميا : .... سـ سام ...

سام : ... لكنني أُريد التحدث ... أُريد قول ما يجول بعقلي و قلبي ... ميااا ... فلتبقى أرجوك ... إنني أُحبك ... و أُريدك ...

ميا : كلا ... لا أستطيع ...

سام : ولما لا ... ألا ترى أن القدر دوماً ما يجمعُنا سوياً .... أُنظر حولك .... أُنظر لكل ما يحدث ... لما ترفضني ...

ميا : أنا لا أرفُضك ... أنا فقط ... أنت تستحق شخصاً أفضل مني ...

سام : أنا لا أُريد شخصاً أفضل مِنك ... أُريدك أنت ... أُريد ذلك الدفئ و اللطف الذي أشعرتني به بوجودك ... أُريد الشخص الذي يُقدسه طفلي ... الشخص الذي أَرسلته لي ساي ...
لقد رأيتها البارحة ... *يرتجف صوته * رأيتها ... لقد حمتكما ...

ينظر الصغير إليه بذهول

سام : لطالما كان إيان يُخبرني بحديثه مع ساي .. لكنني ظننته فقط يتخيل و يتوهم لشوقه لها ... عديداً من المرات آراه يقف أمام نافذته يُحدق بالبدر و يبتسم ... يُخبرني عن كيف ان ساي سعيدة جداً لوجودك بيننا ... يخبرني كيف أن ساي غاضبة مني لأنني قسوت عليك .... الأمر لا يخص فقط ساي ميا .... بل إن قلبي ينبض بسعادةٍ كبيرةٍ و لهفة كُلما تواجدتَ بالقُرب مني ... أشعر كما لو أنني أسعدُ شخصٍ بكل هذا العالم ، أشعر بالأمان و الدفئ ، لي و لطفلي ... لا يُهمني ما فعلتَه سابقاً ... أنا لم أرك تقوم بأي أذى ... كيف لي أن أنسى لطفك و إهتمامك بإيان رغم أنه لا يُوجد علاقةٌ بينكما ولا حتى علاقةُ مريضٍ و طبيب ، مع ذلك تقوم بتحسين حالته كما لو أنه شخصٌ عزيز عليك ..... كيف لي أن أنسى دعمك لي لبدء تحقيق أحلامي و خُططي رغم أنك لم تعرفني سوى بضعة أشهر .... فقط لأنك أخبرتني أنك سبق و أذيت أحدهم هذا لا يعني أنك شخصٌ سيء ... أنا لا يُهمني ذلك ... فأنا أيضا لا أختلفُ عن ذلك أبداً .... أنا أيضاً قمتُ بإستغلال الكثيرين ، قمُت بالتحايل و التلاعب كي أصل لما أنا عليه الأن ، جميعُنا كذلك ، الشركة اللتي أعمل بها سبق و دمرت منازل الآلاف من العوائل كي يبنوا مراكز و مُنتجعاتٍ ليكسبوا منها ، الجميع كذلك ميا .... العالم بأسره يسير بهذه الطريقة ...... لا يُهمني ما كنتَ عليه و كيف تصرفت .... لأنني أعلم أنك لم تَعُد كذلك ... و أعلم أيضاً أنك قد أنقذتَ الكثيرين أيضاً أكثر مما أذيت ... بفضل إيذائك لبعض الأشخاص إستطعت مُعالجة المئات ... إكتسبت خِبرةً أكثر و معلومات أوسع ... ستفيدك و تفيد الكثيرين .... أنا لا أقول أن ما فعلته صحيحاً أو أنك لم تُخطئ .... لكن ... لكن هذه هي الحياة التضحية بالقليل لإنقاذ الكثير ...

صفر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن