6

800 35 11
                                    

إنفتح الغطاء عن قُرصيّ الذهب التي إزداد بريقها بفعل أشعة الشمس الذهبية ، فرك بيديه الرجوليتين تلك العينين الحادتين و الطويلتين برموشٍ كثيفةٍ و داكنة ، مسح حاجبيه العريضين و الحادين و إعتدل جالساً ليسقط الغطاء الأبيض الناعم عن بشرته القمحية الجذابة وذلك الصدر المشدود و الكتفين العريضين ، الجذع المنحوت بجدارة ، أعاد شعره القصير و المخفف قليلاً من الجوانب للوراء ليعود مرة أُخرى للأمام رافضاً الإنصاع لمالكه ، إستقام مُرتدياً خفه ، مُتجهاً للحمام ليبدأ يومه بإنتعاشٍ ببعض المياه الباردة ، خرج لافاً منشفةً حول خصره و المياه تُقطر من شعره لتنزلق على صدره العاري ، مُمسكاً منشفةً أُخرى يُجفف بها فروة رأسه ، إرتدى زيه الرسمي الأنيق و توجه لغرفة طفله الغارق بنومه ، قبّل جبينه و أعاد الغطاء عليه بلطف ، يمسح شعره مُمرراً إبهامه لتلك الندبة الصغيرة فوق حاجبه الأيسر ، أعاد تقبيله و هم للخارج مُتجهاً لغُرفة الضيوف ليطمأن على الآخر ، طرق الباب بخفة ، إنتظر قليلاً ثم دخل بعد أن أُجيب بالصمت ، أراد تفقده و الإطمئنانِ عليه ، دخل ليجده غارقاً بنومه أيضاً ، مُعانقاً الوسادة ، و شعره الفحمي الحريري مفروش عليها حيث كان طويلاً بعض الشيء ، سحب الملائة من بين قدميه ليغطيه بهدوءٍ و رفق كي لا يستيقظ ، لاحظ بعض الجروح و الكدمات بظهره بسبب إرتفاع قميصه قليلاً و الذي كشف القليل من بشرته الشاحبة التي لم تكن مختلفة عن لون الملائة كثيراً ، إبتسم بحزن و أفلت الغطاء عليه ، تأمل وجهه المُرهَق و قد بان على ملامحه أنه أمضى الليل بالبكاء ، فقد كانت عينيه مُحمرةٌ و مُنتفخة ،كذلك شفتيه و أنفه ، حتى إن الوسادة قد كانت لا تزال رطبة بالقرب من وجهه ، و بعض الخصلات من شعره ملتصقة بجبهته لتصببه بالعرق و إندماجها مع دموعه ، أبعد خصلاته ماسحاً على رأسه للوراء ، ثم توجه خارجاً ، قاصداً عمله ، دخل بوابة الشركة و الجميع يحيونه ، توجه لغرفة الإجتماعات حيث الجميع مُنتظرين قدومه ، دخل و رحب الجميع به ، تقدم منه شابٌ طويلٌ اشقراً بملامح حادة و جذابة

" سيدي ، مثلما طلبت ... تم الإتفاق و أصبحت الشركة و جميع الأسهم بها من حقك "

سام : أحسنت دان ، وشكراً لك لإستمرارك معي

دان : العفو سيدي ، بل شكراً لك لإعتمادك علي

...............

بدأ الجميع بالمُناقشة و طرح العروض و المشاريع ، و قد كان المدير السابق أيضا متواجداً ، حيث كان إمتلاك سام الشركة مبنياً على الحرص على رفعها لسابق عهدها بل أفضل ، فقد كانت بحالةٍ مُزرية و على وشك الإفلاس التام ، وصل الجميع لإتفاق و خرج كلٌ منهم بعد أن إختتم عسليّ العينين الإجتماع

سام : شكراً لجهودكم ... يسرني العمل معكم

الجميع : تشرفنا بالعمل معك سيدي

إقترب الأشقر من سام يحادثه بهدوء

دان : سيدي ... الإجتماع التالي مع السيد سيلڤر كويين ، سيكون بحدود الساعة الثالثة ...

صفر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن