3

1K 46 2
                                    

ينكشف الغطاء عن تلك الكريستاليتين الليليتن  اللتان يُحيط بهما اللون الأحمر ، بتلك الجفون الوردية المُحمرة و المُنتفخة ، رفع رأسه بهدوء لينظر للناحية التي شعر مِنها بجوزٍ من الأعين تكادُ تثقب جسده لشدة تحديقه به ، وجد طفلاً صغيراً يكاد لا يتجاوز الثامنة  ، مُخفِضاً رأسه ، رافعاً عينيه ، ينظر إليه بينما يُمسك بين ذراعيه تلك الدُمية التي بدأت بالإهتراء ، و التي فقدت بالفعل  إحدى عينيها ، بالإضافة للحشو الذي يخرج من إحدى يديها ، إستمرا بالتحديق ببعضهما ، ليُلاحظهما ذلك الضخم الذي يحمل كوبين من القهوة بيديه ، داخلاً للصالة ، أمعن النظر بهما و قد أزعجه طريقة تحديق الشاب لإبنه ، لكنه تغاضى عن الأمر ، و ذهب ليجلس بجانبه بهدوء ماداً ذراعه إليه مناولاً إياه كوب القهوة ، أخذ الأصغر الكوب ليُميئى بتشكر و يُعاود النظر للصغير الذي لايزال يُحدق به ،  وضع سام كوبه على الطاولة و ذهب لطفله ، أمسك يده بلطف ليتوجها ناحية الأريكة  لكن الصغير رفض ذلك ، و أفلت يد أباه بغضب و إستمر بالتحديق بميا الذي يبادره النظر ، إنخفض الأكبر ناحية الطفل و طلب بهدوء أن يذهب ليجلس ، لكن الطفل تجاهله تماماً و إستمر بالتحديق ، تنهد الأكبر ماسحاً وجهه بكفه و ينظر للفراغ ، يُفكر بطريقةٍ ليتعامل بها مع طفله ، فقد يأس جداً من الأمر ، إنهما لا يتوافقان أبداً ، الأمر أصبح أسوأ بعد ما تركت المربية العمل ، فقد كان يعتمدُ عليها بالتعامل مع الطفل و مع المنزل ، أما الأن فقد إنهار كُل شيء ، أصبح كل شيء على كاهله ، خسر عمله و تراكمت ديونه ، كما أنه لا يستطيع الإعتناء بالمنزل أو بالطفل أو حتى بنفسه ، و بينما الأكبر شارداً بنفسه و بمشاكله ، شعر بالدهشة لرؤية صغيره يتجه للشاب الذي يبتسم له بلطف ماداً ذراعه مُشيراً إليه بالإقتراب ، و ما أدهش الأكبر أكثر هو إستجابة الصغير إليه ، فهذه أول مرة يقوم بها الطفل بتلبيةِ أحد ما ، و بالفعل إقترب الصغير منه ليقف أمامه مُحدقاً به مُباشرةً بينما جسده يتأرجحُ يميناً و يساراً ، بادله الشاب اللطيف النظر ، كلاهما ينظران ببعضهما و مُنغمسان تماماً ، و كأنهما يتحدثان بلغة خاصة بينهما لا يفهمها أحدٌ أخر ، أمعن الأكبر النظر بالصغيرين يُراقب ما يحدث بصمت ، ليقوم الصغير برفع إصبعه الصغيرة ضاغطاً على أنف الأكبر مِنه ليبتسم الأخر بدوره بلطافة ، مُقلصاً عينيه اللتان لم تُشاحا عن الطفل الصغير و الذي حاول تقليد إبتسامته ، مُبعداً شفتيه قليلاً مُحاولاً إفساحهما بشكل إبتسامةٍ مُقلداً إبتسامة الشاب الغريب بينما سام ينظر بدهشة و تفاجُئ مما يراه ، قهقه ميا بلطافة لمحاولة الصغير التبسم  مثله

إيان : أحمر ...

ليقهقها سوياً بلطافة و الأكبر مُوسعاً عينيه و قد تبللتا بالفعل ، شارفت دموعه على الهطول لرؤية طفله يتفاعل للمرة الأولى ، ليس ذاك فحسب بل أنه تبسم و ضحك و قد نطق بكلمةٍ ذات معنى ، فقد كان يضغط على أنف الشاب  المُحمر بشدة إثر بُكاءه طوال الليل ، إقترب سام من طفله لكن ما أن نظر الطفل بعينيه حتى تلاشت إبتسامته و عاد وجهه لطبيعته الخالية من التعابير و التي يصعب قرائتها 

صفر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن