خرج الصغير من الحمام يجفف شعره بالمنشفة ، ليجفل برؤية الأكبر جالساً على سريره ينتظره
ميا : سام ...؟!
سام : أعتذر ... كنت فقط أود التحدث معك ...
ميا : هل من خطب ؟!
ذهب ليجلس بجانبه متقابلين
سام : توقف عن ذلك ميا ...
ميا : عن ماذا ؟!
سام : أنت لست مُضطراً لفعل كل هذه الأمور ... الطهي و التنظيف و الإعتناء بإيان بشكلٍ خاص ...
ميا : أنا لا أفعل هذا لأنني أشعر أنني مُضطر ... أن حقاً أستمتع بذلك ...
سام : ميا ... أنت لستَ ربة منزل ...
ميا : ما الخطاء بأن أعتني بالمنزل ؟! ...
سام : الخطت أنك تتجنب نفسك و حياتك و تُشغل نفسك بأمورٍ ليست جزءً منك ، انت تُلهي عقلك بهذه الأمور لا أكثر
ميا وقد بدا الإنزعاج عليه : كلا سام ... أنا حقاً أستمتع بذلك ... لطالما كانت هوايتي الطهي ... كما أنني أحب التنظيف ... أشعر بالإرتياح عند قيامي بذلك ...
سام : حقاً ؟!! ... و هل الإستحمام عشر مرات باليوم يُشعرك بالإرتياح أيضا ؟!! ... أُنظر لبشرتك ... تكاد تتفتتت لكثرة الإستحمام و الفرك ...
ميا بغضب : ماذا ... و هل يُزعجك إستحمامي ...
سام بحنان : ميا ... ما يُزعجني هو رؤيتك تدمر نفسك ...
ميا بغضب : توقف عن هذا ... لا أريد سماع أي شيء من هذا ...
سام : بل عليك ذلك ... ميا ... أنت تعلم أكثر و أفضل مني عن ما تمر به ... و أنا مُتأكد من إدراكك الأمر أيضا ... لذا أرجوك حاول مُساعدة نفسك أيضاً ... لطالما كُنتَ تُساعد الآخرين و تُخرجهم من حالاتهم الصعبةِ جداً ... ألا يحق لنفسيتك و لصحتك الحصول أيضاً على هذه المُساعدة منك ...
ميا بإضطراب : ... أنت لا تفهم ... أنا لا أُريد ذلك ... إنني سعيدٌ هكذا
سام : كلا ... أنت لستَ سعيداً ... بتبسمك طوال الوقت و تصرفك بلطافةٍ ولباقة هذا لا يعني أنك سعيد ... أتظنني لا أُلاحظ الأمر ... ربما أكون جاهلاً و مُغفلاً بفهم الأشخاص و معاناتهم و حالاتهم النفسية لكنني لست أعمى أو أحمق ميا ... مكانك ليس المطبخ و المنزل ... أنت شابٌ ناجحٌ و موهوب ... لديك المُؤهلات و القُدرات العالية لفعل كل شيء ... توقف عن تدمير نفسك و عزلها هكذا ...
ميا : لما تتحدث هكذا ... أنا لا أفعل شيئاً ... فقط أحاول جاهداً أن لا أُفكر بأمورٍ لا أُريدها لما لا تفهم ...
سام : تعزل نفسك تماماً عن الخارج ، ترفض الخروج و إلتقاء أحد ، تتجنب كُلشيءٍ تماماً ، لا أشعر أنك تشعرُ بالسعادةِ أبداً ولا حتى بممارسة الأمور المُسلية و الترفيهية ... تستمر بالذعر و الجفل كلما سمعت صوتاً و لمحت حركةً ما... تستحم مراراً و تكراراً ... ترفض التحدث عن الأمر ... و تتجنب كل ما يخص الموضوع ... حتى أنك تتجنب الخروج ليلاً بشكل قطعي ... و بالكاد تنام بسبب الكوابيس ... دوماً ما آراك تجلس وحدك و تغرق في البكاء ، تُشغل نفسك بشكلٍ مُجهدٍ و مُفرط بالأعمال المنزلية ، كل هذا و تقول أنك فقط لا تريد التفكير بأمورٍ لا تُريدها ، أنا مُتأكد من وجود المزيد أيضاً ... ميا أنا لا أريد أن أضغط عليك أو أن أُجرحك أبداً ... صدقني كُل ما أُريده هو راحتك و تحسنك ... لكن يجب عليك أنت أيضاً المُبادرة بذلك ... عليك مُساعدة نفسك والسماح لي بمساعدتك ... إنني بجوارك و بصفك دوماً ... لن أتركك وحدك وسأدعمك و أُساندك ... لذا أرجوك ... أرجوك ميا ... فلتساعدني أنت أيضاً و لتساعد نفسك ... فلنتخطى الأمر سوياً ...
أنت تقرأ
صفر
Romanceميا، شاب يافع ، جميل و لطيف ، وقع بين مخالب بعض المختلين عقليا و المجرمين ، ليمضي ما يقارب العام محتجزا لديهم ، استطاع الهرب ، لينقذه رجل يدعى سام و الذي قد افرغ مكتبه بعد ان خسر عمله و شركته ، صادفه على الطريق ، ليعيشا سويا برفقة ابنه الوحيد ، إيا...