في الداخلية كان الوضع غريب جدا ، كل وحدة بتعاين للتانية و خايفة تكون هي المتهمة ، إلا وفاء الكانت بتعاين للسقف و دموعها جارية بحزن و صمت....
فاطمة كانت ماشة و جاية بقلق ، و فجأة نفضت يدينها و قالت بانفعال :
- مش معقول اللي بيجرا ده ، محدش فاهم ايه اللي بيحصل ، و مفيش متهم اتقبض عليه ، و مش سايبين حد يخرج ، يعني اللي عملت كده موجودة ف وسطينا..
مريم نهرتها و قالت :
- هوي ها قنبي في الواطة دي و اسكتي شوية ، حيييييا يا منار قطعت قليبي يعلم الله...
مع جملة مريم و بكاها رجعو كل البنات يبكو ، حتى نهى.....
....
.
اتشكلت لجنة تحقيق وكان مقرها وحدة من غرف الداخلية لأن عدد البنات كبير حيصعب أخدهم كلهم للقسم...
كانت اللجنة فيها حسن شخصيا ، و معاه كريم و تلاتة من أكفأ الضباط....
دخل واحد وهو شايل ورقة ، و قال :
- ده تقرير الدكتور
كريم شعر بشي عصر قلبو كان حيغمى عليهو لمن سمع ان التقرير وصل ، يعني منار حبيبتو خلاص اتشرحت.......
بس اتفاجأ بجملة قالها حسن :
- التقرير ده فيه غلط... دي ما البت الشالوها من هنا
كريم سحب الورقة ، قراها كم مرة و ختاها لحسن و طلع يجري على المستشفى ،،
الضابط قال لحسن :
- سعادتك حنواصل التحقيق و لا حنقيف ؟
- لا لازم نواصل... لا زال في لغز و لازم يتكشف....
...
قبلها بساعتين تقريبا :
في المشرحة...
دخل الطبيب الشرعي و مساعدو و قفل الباب ، كشف الملاية عن الجثة الكانت لسه في النقالة ، عاين ليها شوية ، و بدا يضغط في أماكن معينة ، و بسرعة طلع و قال للشرطة الواقفين برة :
- جهزو الإسعاف ، البت دي ما ميتة....
و طلع تلفونو اتصل وبلغ وحدة العناية المكثفة.....
.
كريم كان سايق بسرعة متجاهل كل قواعد المرور ، وصل المستشفى و طلع يجري على وحدة العناية المكثفة ، فتح الباب بسرعة و بدا يفتش بين المرضى لغاية ما وقعت عينو على الساكنة قلبو..... اترمى جنب سريرها على ركبو ، و بقى يبكي..... بكى بقوة منافية لهيبتو.... بكى بصوت متجاهل الصمت الحاد في المكان.....
- كنت عارف إنك عايشة ، الحمد لله الحمد لله الحمدلله ، أوعدك ما أسيبك تتأذي تاني ، أوعدك اخدك عندي و أحميك بعيوني و دمي..... أوعدك ماتشوفي شر تاني بس إنتي أبقي لي كويسة.....
