❖بعنوان: لقاء ليو وأصدقائه❖
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
خرج نيكولاس بعد انتهاء موعده، كان سعيدًا لأنه لم يمطره بالأسئلة مستغلًا حالته، ولم يعلم بما كتبه متهمًا إياه، وتوجه إلى القاعة الكبيرة للإفطار والتي لم تكن المعتادة، لذا تساءل كم عدد صالات الطعام الموجودة في هذا السجن، لقد ظنها واحدة واليوم اكتشف أنها قد تكون أكثر، كما راقب الموجودين هنا فلم يكونوا ضخام الجثة وعدوانيين، كانوا مختلطين ما بين أشخاص يبدون مسالمين وهادئين، وأشخاص يبدون يائسين ومحطمين، والآخرين يبدون خبيثين وماكرين، وسرعان ما أدرك أن هذه الصالة تخص الفئة غير المجرمين.أما تجار الممنوعات والمهربون، أو اللصوص، أو مختلسو الأموال مع أنه يشك في وجودهم، أو متستر، أو من وجد معهم أسلحة غير مرخصة، أو المتهمون بالظلم بسبب طامعين بثرواتهم وغيرهم، لكن السؤال لماذا وُضع هنا اليوم؟!! فلم يُوضع بعد تلك المرة التي رأى فيها توأمه لأول مرة وصُدم، لقد عومل طوال الوقت كمجرم خاصة بعد قتل السجان المدعو إدوارد، فما الذي غيّر رأيهم فجأة؟!!، آه هل هذا لأنه طلب من المدير طعامًا جيدًا؟!!
حسنًا، ما قُدِّم له هنا كان يُسمَّى طعامًا صالحًا للأكل، لكن ليس بدرجة كبيرة. على الأقل لم تكن تلك الأشياء الخضراء اللزجة موجودة، ولم يكن فاسدًا. صحيح أن الخبز كان قاسيًا، لكن لا يزال يستطيع مضغه، وإن كان صعبًا قليلًا. حدَّق في صحنه الذي كان مُميَّزًا عن البقية: شريحة دجاج مسلوقة جيدًا مع قطع بطاطس مقلية، وسلطة خضار، وكوب عصير. لم تكن وجبة فاخرة كخاصة المطاعم، لكنها لا تزال أفضل.
زفر وهو يسير، وقد اختار طاولة بعيدة ومتطرفة عن الجميع، فلم يُرد الاختلاط بهم حتى وإن لم يكونوا مجرمين. وحالما جلس، تفاجأ بجلوس شخص بجانبه، وهو يسأل غامزًا: " لِمَ الوسيم بمفرده؟!! "
علت الصدمة تعابيره الممزوجة بالبلاهة، لقد ظن أنه قادم لتحذيره، أو ثعلب فضولي بشأنه كما حدث له سابقًا، لكنه لم يتوقع هذا، لم يكن مغازلاً حقًا أو ذا نية سيئة، بدا كسؤال ودي يمازح به صديقك المفضل، حدق بالشاب وهو يفكر هل رآه من قبل؟!! كان شابًا أصغر منه بشعر أسود كالفحم يصل إلى رقبته، وعيون عشبية جميلة مع بشرة برونزية جذابة، بدا كما لو كان عارض أزياء مشهورًا أو شيئًا من هذا القبيل.
هز رأسه، لم يره من قبل، إذن لم يتصرف كما لو أنه يعرفه، أهذا سوء فهم آخر؟!! لقد كان يسمع دائمًا أن ملامحه نادرة وغريبة، لكن منذ أن دخل هذا السجن كانت عادية ومألوفة، لدرجة أن الكثيرين ما يصيبهم سوء فهم ويعتقدون أنه صديقهم، وعندما يدركون خطأهم يعتذرون، وهذا الشاب واحد منهم بالتأكيد، رغم عدم اهتمامه بالمظهر إلا أنه شعر بجزء من كبريائه قد تحطم، كما شعر بالمرارة لعلمه أن موظفيه الذين يمتدحون مظهره كانوا يخدعونه أو ربما كانوا يتملقون له.
أنت تقرأ
حياتي دمرت من قبل لعبة
Mystery / Thriller# ؟ الخيال والواقع لقد ظننتُ أنهما عالمين متقابلين ومتوازيين لا يمكنهما أن يلتقيا أبداً، لكن بعد تلك الكارثة أدركت أن هذا مجرد وهم وكلام فارغ غرس في عُقلنا، يمكنهما أن يتقاطعا لكن ليس بشكل وكثير الحدوث حتى ينتبه الجميع ويحذر، بل حدوثها قليل ويكاد ي...