الفصل الحادي عشر

10 1 0
                                    

بعنوان: الصفقة


◈━━━━━━━━━ ⸙ ━━━━━━━━━◈


ترجل من السيارة بعد أن عبر عن شكره للسائق وأعطاه ما يستحق. أخذ نفسًا عميقًا وحدق بالمبنى الذي أمامه والذي كان ضخمًا وكبيرًا. ثم حدق في ساعة معصمه ليجدها السابعة والنصف صباحًا. عيناه اللتان كانتا تهتزان من القلق أصبحتا ساكنتين وجادتين. وبينما يسير بخطوات ثابتة وواثقة إلى الداخل، استقبلته الموظفة التي تعرفت عليه من كثرة قدومه بابتسامة عمل، ليسألها: " صباح الخير، هل استيقظ؟!! "

أجابت بلطف: " صباح الخير، نعم هو يتناول إفطاره حاليًا "

" ماذا عن الطبيب؟!! "

حدقت في دفتر  المواعيد الذي أمامها وهي تجيب: " لقد بدأ دوامه الآن، فلابد أنه يتجه إليه "

ابتسم قائلاً: " شكراً لكِ "

نعم، لقد كان في المستشفى. تجهم من هذه الحقيقة، فلم يحب هذا المكان. كان لديه ذكريات سوداوية عنه، فلم يكن مكانًا للأمل بالنسبة إليه كما يدعوه كثير من الناس. إنه حيث يمرض الناس ويكونون على شفرة الموت. كان كئيبًا مريرًا رغم جدرانه وأرضيته البيضاء الناصعة، ورائحة المنظفات والمعقمات النفاذة، كما لو أنها تخفي رائحته الكريهة والدم.

هز رأسه طاردًا أفكاره وهدأ مشاعره، ليست مهمة الآن، فهو هنا من أجل  الشخص الأغلى والأثمن لديه، وعليه أن يسرع قبل أن يفتقده ويسأل عنه، يجب أن يقف بجانبه في لحظاته الصعبة كما فعل هو، سار في الممر إلى الغرفة المقصودة ليجده أنه قد أنهى إفطاره كما قالت له موظفة الاستقبال، انتبه إليه وأعطاه أجمل ابتسامة رآها في حياته، وهو يقول: " لقد أتيت "

وبدلًا من أن يجيبَه، أسرع نحوه معانقًا جانبه الأيسر لأن يده الأخرى كانت مملوءة بالضمادات، وعندما شعر أن صمته سيقلق الآخر، ردَّ بلطف: " بالطبع سآتي يا أبي، فمن لي غيرك؟ "

ثم أردف عندما رأى سعادته لما قاله: " كيف حالك اليوم؟!! "

" بخير، أشعر بالتحسن " أجاب بهدوء

ليبتسم نيك باتساع حتى بانت أضراسه الخلفية، ليضحك جاك على لطفه الذي لم يستطع مقاومته، فُتح الباب ليدخل الطبيب مبتسمًا على المنظر، قائلًا: " ما أجمل رؤية علاقة رائعة بين الأب والابن في الصباح الباكر، كيف تشعر يا سيد ابرين؟!! "

" أفضل "

" سررت لسماع ذلك. سأجري الفحوصات المعتادة، ولن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً"

" نعم، من فضلك "

اقترب من جاك وبدأ عمله

" إذاً؟!! " سأل نيك بلهفة

حياتي دمرت من قبل لعبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن