❈بعنوان: لقاء أصدقاء ليو❈
━━━━━━━━━》❈《 ━━━━━━━━━
استيقظ نيك مرهقًا ومتعبًا جدًا، والشيء الجيد أنه لم يكن يعاني من صداع. كان خاملاً لدرجة أنه ظل في سريره قرابة الساعتين بعد استيقاظه، ولم يكن لديه الرغبة في النهوض ولم يكن قادرًا، كان جسده ثقيلاً وبالكاد يقدر على تحريكه، كما شعر بالوخز في أطرافه، وألمه ظهره لدرجة شعر أنه سينقسم، لذا فضل البقاء لحين تتحسن حالته أو يملك بعض الطاقة. ولهذا اعتقد السجانون أنه لا يزال نائمًا، كانوا يترددون عليه بقلق يخافون من أعصابه النارية عند إيقاظه، أو أن يتسبب في مقتل أحدهم، رغم أنه لن يكون الفاعل الحقيقي لكنهم لن يدركوا ذلك.مسح وجهه بتعب بعد أن تأمل السقف طويلاً، حتى هدأت دواخله واستقرت مشاعره، ثم أنزل بصره يحدق في الأرجاء، فقد كان الهدوء يعم المكان، وهذا يعني أن جون ليس موجودًا، كان يشعر بالسعادة لذلك، فليس لديه مزاج لاستفزازه وابتسامته المزعجة، أو تهديداته وأخباره بما يقدر عليه، كما ليست أول مرة يفعل ذلك، فهو يختفي بين الحين والآخر، يرتاح قليلاً ليعاني فيما بعد منه، فهو يعود بتصرفات أسوأ كما لو أنه يريد تعويض ما فاته، وكلما طال وقت اختفائه كلما كانت تصرفاته أشنع وأفظع.
لذا فهو يكون محتارًا في مثل هذا الوضع، لا يتمنى أن يظهر إلا وقت نومه، لكنه لا يريد تحمل العواقب، كان الاستيقاظ دونه أفضل من الاستيقاظ ليجد رأسًا معلقًا في وجهه، أو يستيقظ في منتصف الليل لشعوره باللزوجة على صدره، ويجد قلبًا أو أي عضو آخر مقتلعًا حديثًا لا يزال يخرج الدم منه، أو يصنع به أوهامًا كلما شعر بالملل، أو يوقظه ليريه كي يقتل ضحاياه بأبشع طريقة، أو يرى تلك الكوابيس في زيارات النوم الشحيحة، التي يأخذ وقتًا ليفصل بينها وبين الواقع، فأن استمر هذا الحال فسيفقد عقله عما قريب.
أخذ نفسًا عميقًا وهو يدفن وجهه بالوسادة، لم يكن يريد الخروج من زنزانته، وأراد البقاء بها طوال الوقت، لم يكن يريد الحديث مع السجانين الذين جميعهم يرغبون بالانتقام منه للجرائم التي فعلها جون وتنسب إليه، كانت تصرفاتهم تزداد سوءًا، حتى أن أحدهم حاول قتله لولا أن تدخل بعض الأشخاص لإيقافه، ليس شفقة على حال نيك أو رأفةً به، بل لأنهم لم يريدوا أن يصبح صديقهم مجرمًا ويتعفن في هذا المكان.
الشيء الإيجابي أنه لم يكن عليه القيام بالأعمال كما في السابق، وقد كان سعيدًا بهذا، فلا طاقة له، ولم يُرد لقاء المساجين الآخرين، فهم ليسوا بأفضل حال من السجانين، بل كانوا يتنافسون على الشخص الشجاع الذي يمكنه قتله، وبالطبع يتم ردعهم بعد أن يتفاقم الأمر، لهذا أراد البقاء، لكن مع اقتراب موعد تناول الإفطار لم يسمحوا له، حيث كان عليه الخروج وتناوله في صالة الطعام.
أنت تقرأ
حياتي دمرت من قبل لعبة
Mystery / Thriller# ؟ الخيال والواقع لقد ظننتُ أنهما عالمين متقابلين ومتوازيين لا يمكنهما أن يلتقيا أبداً، لكن بعد تلك الكارثة أدركت أن هذا مجرد وهم وكلام فارغ غرس في عُقلنا، يمكنهما أن يتقاطعا لكن ليس بشكل وكثير الحدوث حتى ينتبه الجميع ويحذر، بل حدوثها قليل ويكاد ي...