الفصل الرابع عشر

6 1 0
                                    


✪بعنوان: محتال لكنه جبان✪


_______________(✪)_______________


بعد أن تم سحبه بعنف من قبل ذلك السجان الضخم الذي لم يهتم بحقيقة انهياره، وبعد أن اختفى وليام من ناظريه، هدأ وتوقف عن محاولة الخروج من قبضته وغضبه، وسكن دون أن يصدر صوتًا أو حركة كلعبة أُخرجت بطاريتها. لم يُعده إلى زنزانته كما هو مفترض، بل وضعه على الكرسي وهو يبتعد بحذر، تحسبًا أن ينهض ويحاول الهرب. كان مترددًا: هل يبقيه هكذا بمفرده أم يقيده؟!! لم يكونوا يعرفون لماذا انهار فجأة هكذا؟!!

فكل شيء بدا على ما يرام، كما أنه كان سعيدًا بمحاميه حتى وإن لم يفهم حديثهم، لقد كانا يتحدثان بلغتهما الأم دون قصد، لكن المراقبين فهموها أنهما لا يريدان أن يعرفوا ما يقولانه، ولكن رغم ذلك كان واضحًا مدى سعادة كلاهما برؤية الآخر، وبدى أنهما مقربان جدًا، حسنًا هو محاميه الخاص بالطبع سيكون كذلك، إلا أن قربهما لم يكن بسبب سنوات عملهما معًا بل كان ككونهما صديقين، ربما هما كذلك، ثم فجأة انهار وبدأ بالبكاء الشديد والنواح وهو ينادي، ثم ضرب رأسه بالأرض عدة مرات.

حتى الآخر بدا مصدوماً من المشهد، والذي استوعبه متأخراً قبل إيقافه وتهدئته، لذا تحسّباً لأي شيء قد يحدث تم فصلهما، فلم يبدُ أنه عاقل ويفكر بشكل صحيح، لكن الآخر عنيد لا كلاهما كانا عنيدين ولم يريدا الابتعاد عن بعضهما، لا يدرك أنه في خطر وأن صديقه لم يعد كما كان، هذا طبيعي وليس أول حالة، فهناك من يعاني مشاكل نفسية وعصبية بعد أول جريمة له، والكثير منهم يصاب بالجنون وانفصام في الشخصية، فقتل إنسان مثله ليس بالأمر الهين والبسيط.

كما فكروا، رغم أنه يومه الأول، إلا أن الوقت مناسب له، ففي حالته الحالية قد يستطيع سحب معلومات منه، أو على الأقل كتابة تقرير عن حالته النفسية السيئة وإثبات أنه مجرم خطير، لذا تم وضعه الآن على كرسي في انتظار دوره القادم، لم يتطلع حوله أو يحاول معرفة أين هو، كان جالسًا يحدق في الفراغ  ولم يفكر في شيء، فلا يزال منهارًا مما حدث لا من الوهم الذي رآه، بينما يفرك يديه ببعضهما بوسوسة وعنف، التي يُخيل له حتى الآن أنها حمراء، يريد أن يُنظفها ويبعد الدم غير الموجود عنهما.

اقترب منه فتى يبدو صغير السن، ما بين 17~20 عاماً، يملك شعرًا أشقر بأطراف خضراء يصل لمنتصف ظهره مموجًا بالكامل، وعينين بندقيتين جميلتين وبشرة بيضاء، وجهه طفولي وملامحه لطيفة، تعلوه ابتسامة حلوة، جلس بجانبه وهو يقول: " لم أكن أعلم أنك هنا، ظننت أنك لن تأتي، فـ..."

ثم توقف عندما استوعب أنه ليس صديقه، لذا أسرع بالاعتذار: " أنا آسف، لقد ظننتك صديقي "

لكنه لم يستطع النهوض وتركه هكذا وحيدًا، فلم يكن يقدر على ذلك خاصةً وهو بهذا الشكل والحالة، لذا بقي بجانبه يحاول بشتى الطرق الحديث معه والتخفيف عنه، رغم تحذير أصدقائه بأن طيبة قلبه في مكان كهذا سيتم استغلالها فقط، وليس كل شخص سيكون شاكرًا على حسن معاملته، بل هناك الكثير سيكونون وقحين يطعنونه ويعاملونه بشكل سيء وفظيع، ومع هذا لم يطاوعه قلبه أن يترك هذا الشخص الذي يشبه صديقه العزيز كثيرًا.

حياتي دمرت من قبل لعبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن