" ألم يكن هناك أحد في القصر غيرك وذلك الشخص؟!! "
" لا، كان هناك موظفون في القصر، إلا أنهم كانوا مخيفين جداً وباردين، كنتُ أفر منهم وأهرب بعيداً، كما أن نظراتهم إليّ لم تكن لطيفة أبداً، تدل على تقززهم مني وسخريتهم مني، ولم يخفوا كرههم ومشاعرهم، ولم ترحمني ألسنتهم السامة والقاسية في الطعن في قلبي، وتدمير مشاعري واستصغار نفسي وعدم بناء ثقتي، غرسوا في عقلي أفكارهم التي ظننتها صحيحة، وتم برمجتي عليها، والتي سهلت عليهم التحكم والتلاعب بي لصغر سني.
لقد حُبستُ ولم أخرج حتى بلغتُ السابعة، حيثُ أُجبِروا أن يسمحوا لي لأجل دراستي، بالطبع كان يعلم أنني من سأدير الشركة، لذا لم يُرد جاهلاً حتى يخسر ما حققه، لذا في المساء كان يُعطيني دروسًا خاصة، حتى وإن كنتُ صغيرًا على استيعاب الكلمات الصعبة والمعقدة، لكن هذا لم يكن مهمًا بالنسبة له، وذلك المراقب الذي كان معي أينما أذهب، لقد ظننتُ أنه الوحيد الذي كان يعتمد عليه، لكن لم أكن بالنسبة له سوى لعبة يتلاعب بها.
لقد عاملني بلطف فقط حتى يكسرني، ويرى اليأس والتعاسة على وجهي. كان يحب أن يخطط مع أصدقائه، من أجل تعذيبي جسدياً ومحاولة قتلي مراراً، والذي بالكاد كنت أنجو منه. وعندما أخبرت ذلك الشيطان البشري بأفعالهم، وحتى لو كنت مضرجاً بالدماء ومغطى بالجروح، يكذبني ويقول أني أتوهّم أو أني أقول هذا فقط لجذب انتباهه لي. لكن ما اكتشفه فيما بعد كان أفظع "
بدأت عيناي تحترقان بشدة، كان هذا قبل أن يبدأ بتعذيبي، بالطبع كان منشغلاً في تلك السنتين ولهذا كان يرسلهم، وكل ما فعلوه لم يكن إلا بتخطيط منه، كان هذا ما اكتشفته لاحقًا، الشيء الذي نزل عليّ كالصاعقة في ذلك الوقت، ظننت أنه سيكون لي سندًا ويحميني، أعني كطفل حيث أنه والدي، لكنه كان ألد أعدائي والذي يتوعد بموتي بيده طوال الوقت، ويستمتع بحبسي في قبوه المظلم، وإراقة دمي بأبشع الطرق التي لا تخطر إلا في عقل شيطان مثله.
وجميع موظفيه مثله عديمو الإنسانية والرحمة، وعنيفون ومحبون للدماء، ومرضى نفسيون يحبون سماع صرخات الشخص ورؤيته في عذاب ومعاناة، وهذا طبيعي فلن يتوظف ويبقى عند شخص مثله غير من له نفس طباعه وأفكاره، لذا من كان غير ذلك فأسبوع أقصى حد وأكثرهم يومان، قبل أن يهربوا مستقلين من العمل بوجوه شاحبة وخائفة، وكي لا يبلغوا عليه أو يفضحوه يتخلص منهم في الخفاء.
ولهذا أسس شبكة معلومات متخصصة ودقيقة، وأخرى للاغتيال والقتل، والتي احتفظت بالأولى ولا تزال تعمل لدي، ولم أتعامل معهم شخصيًا حتى الآن، فجاك هو من يتواصل معهم ويعطيهم الأوامر، لكني تخلصت من الثانية والذين بالأصل لم يكونوا يريدون العمل معي، وبسبب الوعد الذي عقدوه مع ذلك الشيطان البشري بأن لا يمسوا عائلة ميلان، والتي بالطبع لم يكن يقصدني من ضمنهم، لأنه كان يراني مجرد جرذ ولم يعترف بي كطفله.
أنت تقرأ
حياتي دمرت من قبل لعبة
Mystery / Thriller# ؟ الخيال والواقع لقد ظننتُ أنهما عالمين متقابلين ومتوازيين لا يمكنهما أن يلتقيا أبداً، لكن بعد تلك الكارثة أدركت أن هذا مجرد وهم وكلام فارغ غرس في عُقلنا، يمكنهما أن يتقاطعا لكن ليس بشكل وكثير الحدوث حتى ينتبه الجميع ويحذر، بل حدوثها قليل ويكاد ي...