محارب فايكينغ وزعيم قبيلة جورم اقسم على عدم الوقوع في الحب، أراد ان يخلد التاريخ انتصاراته باحتلال أوروبا وليس تخليد ذكرى سيئة لا تزال تطارده،
ماذا لو وقع هذا المحارب المتجمد كثلوج ايسلاندا في حب محاربة، هي فتاة الجبال النرويجية وهو سيد الثلوج...
لا يمكنك قول أنك تحب البحر وأنت تقف على الشاطئ فقط ، يجب عليك الغوص في أعماقه تضربك أمواجه تضرب قدمك بصخرة وترى قاعه المظلم فتلمس عيوبه وترى ظلماته وتعرف رعبه وكيف يغضب وتشم رائحته وبعدها فقط تقرر إما أن تحبه كله أو تكرهه كله،
كانت دوروثيا تقف متكئة عند مؤخرة السفينة تحدق في البحر بشرود لم يخطر في بالها يوما أنها ستترك الفارو منذ أن جاءت إليها والآن صارت وحدها بين أسطول من الفايكينغ وما أزعجها حقا هو تحديق بعض الرجال بها بطريقة لا تروقها .
مسحت على جبينها وتنهدت بخفة تحاول تجاهل نظراتهم لها وحينما كانت منشغلة بأفكارها قاطعها داغ يقترب منها قائلا بنبرة لطيفة :
"يسعدني العمل معكِ يا جميلة أنا داغ "
مد يده لمصافحتها لكنها قضبت جبينها قائلة له :
"ليكن في علمك أنني هنا تحت التهديد أفعل هذا من أجل القرية"
ابتسم داغ بخفة قائلا دون أن يبعد يده في انتظار مصافحتها :
"تعلمين جيدا أنكِ لست تحت أي تهديد منذ البداية لم يكن أخي سيفعل أي شيء بقريتك"
قلبت أعينها لسماع أنه شقيقه ثم مدت يدها تصافحه قائلة :
" لم أتوقع أن بريا مثله يملك أخا لطيفا بحجم طبيعي مثلك، لقد أخذ حقك من الحجم كاملا آسفة بشأنك "
لا تريد أن تنظر في جهته لأنها فعلا تشعر بنظراته على جسدها وهذا يغيضها وكأنها تبللها مثل ما يفعل ماء البحر حين يرتطم بالسفينة.
ضحك داغ لكلامها يخبرها حقيقة أخوته معه داغ الآن بعمر السابعة والعشرين وسيم بشعر أسود وعينين زرقاوين ومظهر شبابي جذاب وهو ليس الأخ الحقيقي لشتاينر كل ما هنالك أن والديه توفيا بسبب المرض وهو في سن الثالثة ، منذ تلك اللحظة أخذه شتاينر واعتنى به، دربه وكان بمثابة العائلة له،
