15/- إنقــِـــلاَب

9.3K 646 868
                                    


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.




عندما أقول وداعا يعني أن يموت قلبي قليلا.....


*************************************************************************************************************************************************************************************


الحياة لا يحكمها مفهوم الحق و الباطل ولا الحب و الأخلاق و المبادئ و المثل العليا المستقيمة ....

الحياة حرب  وهذه الحرب تحدد مصيرها القوة و الضعف الذكاء و الغباء التكيف أو الاندثار فحقك لا بد أن تأخذه بالقوة و الذكاء و التكيف مع الواقع فنحن نعيش مع كائنات تفترس بعضها البعض ..........

الخيانة، الكذب، الخداع، الذل و الانكسار كل هذا يجعل الروح تتداعى و القلب يُدَمَّر و ربما يختفي الشغف لتصبح بواقي إنسان، تماما عندما غادرت سفن شتاينر جزيرة الفارو وقع مغشيا عليه بسبب السم الذي كان في خنجر دوروثيا كما في أسهمها ....

ازرقت شفتاه والتف الجميع حوله بدى وكأنه سيختنق آنذاك خارت قواه كليا لذا حمله رجاله لغرفته في الأسفل ووضعوه على سريره بينما تايرا اقتربت منه بسرعة و هي تشمر عن ساعدها و بحركة سريعة نزعت السهم منه وربطت موضعا قريبا من الجرح تضغط عليه حتى لا ينتشر السم أكثر ....

ساعدها أدالستين في ذلك خصوصا حين رأى ارتجافة يديها بسبب الصدمة، لكنها كانت ثابتة و تبذل جهدها كي تعالجه و يعيش ....تايرا ستفعل المستحيل كي يظل على قيد الحياة ...ليس عليه الموت الآن خصوصا في وقت كهذا....

من يدري أصلا كم من الوقت مضى لا أحد تفوه بحرف على السفينة أو تكلم فقط يستمعون إلى صوت البحر وصوت سعال شتاينر الذي كان يصلهم مرة بعد مرة بسبب جرحه الذي لم يتوقف عن النزف كما أن حرارته ارتفعت لدرجة أشعرت تايرا بفقدان الأمل.....

كانت أنفاسها سريعة كمن يركض بسبب حركتها المتواصلة يداها ملطختان بالدم كما حصل مع ثيابها وهي تعيد خياطة الجرح على صدره بينما أدالستين كان خلفها يجمع شعرها على شكل كعكة حتى لا يعيقها كما مسح جبينها المتعرق وحضَّر لها كل ما تطلبه ....

حروب من الشمال الباردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن